نعيم قاسم: نجحنا في ردع إسرائيل على مدى السنوات ونسعى إلى توحيد سوريا.

نعيم قاسم: نجحنا في ردع إسرائيل على مدى السنوات ونسعى إلى توحيد سوريا.

اسطنبول/ الأناضول
قال أمين عام “حزب الله” نعيم قاسم، الاثنين، إن “المقاومة كانت رادعة للعدو الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، ووضعت حداً لمخططاته في لبنان”، مشددا على ضرورة وجود “سوريا موحدة لجميع أبنائها”.
جاء ذلك في كلمة متلفزة ألقاها قاسم بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لرحيل القيادي بالحزب مصطفى بدر الدين، ونقلت فحواها وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وأضاف قاسم أن “المقاومة كانت رادعة للعدو الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، ووضعت حداً لمخططات القضم الإسرائيلية للبنان، ومنعت تل أبيب من فرض اتفاقات مذلة على البلاد وتحقيق ما تريد منه وتنفيذ مخططاته”.
وقال قاسم: “سنبقى واقفين على أرجلنا وسييأس العدو من وقفتنا وصمودنا”.
كما أشار إلى أن إسرائيل “خرقت أكثر من 3 آلاف مرة اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان منذ إعلانه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي”.
وشدد على ضرورة أن “تتحرك الدولة اللبنانية أكثر وتواجه بقوة أكبر الخروقات الإسرائيلية”.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، ارتكبت إسرائيل ما لا يقل عن 2777 خرقا له، ما خلّف 199 قتيلا و491 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
ولفت قاسم إلى أن “إسرائيل حاولت قضم فلسطين، ولم تكن تتراجع في أي موقع من المواقع إلا بالمقاومة، وكانت تهدف إلى أن تزداد من قضم الأراضي لتصل إلى التوسع الكامل والشامل”.
وأردف: “لن يتمكن نتنياهو من سلب الشعب الفلسطيني المعطاء حقوقه فهو قدم كل ما يمكن التضحية به ليبقى عزيزاً”.
وأشار إلى أن “غزة استطاعت أن تفضح وتكشف هذا الكيان الغاصب الذي يعمل على قتل الأطفال”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 172 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وعن الشأن السوري، قال قاسم: “نريد سوريا موحدة لجميع أبنائها من دون الاعتداء على الأقليات، ونستنكر الاعتداءات الإسرائيلية عليها”.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد، بينها 24 عاما تولى خلالها بشار الأسد الرئاسة (2000-2024).
واندلعت مؤخرا توترات داخلية بين قوات الأمن السورية ومجموعات “خارجة عن القانون” في مناطق يقطنها دروز، لتستغل إسرائيل الأوضاع وتنفذ غارات جوية تحت ذريعة “حماية الدروز”.
غير أن الرد جاء سريعا من زعماء ووجهاء الطائفة الدرزية، إذ أكدوا في بيان مشترك مطلع مايو/ أيار الجاري، تمسكهم بسوريا الموحدة ورفضهم التقسيم أو الانفصال.
لكن رغم عودة الهدوء والتوصل لاتفاق أمني ينزع فتيل التوتر، صعّدت تل أبيب انتهاكاتها لسيادة سوريا، وقصفت لأول مرة وبعد ساعات من بيان زعماء الطائفة الدرزية، محيط القصر الرئاسي بدمشق، ونفذت عشرات الغارات الجوية على مناطق مختلفة.
وبعد إسقاط نظام الأسد، أعلنت إسرائيل مطلع ديسمبر الماضي، الاستيلاء على المنطقة السورية العازلة “إلى أجل غير مسمى”.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
كما احتلت “جبل الشيخ” الاستراتيجي الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى بنحو 35 كلم، ويقع بين سوريا ولبنان ويطل على إسرائيل، كما يمكن رؤيته من الأردن، وله أربع قمم أعلاها يبلغ طولها 2814 مترا.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى لمقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.