لحسن ملواني: نظرة سريعة على كتاب “مسار تجربة رئيس جماعة المعازيز: الواقع… الممكن… والمستحيل… في المجال الترابي” للكاتب المغربي الحسن مرزوق

لحسن ملواني: نظرة سريعة على كتاب “مسار تجربة رئيس جماعة المعازيز: الواقع… الممكن… والمستحيل… في المجال الترابي” للكاتب المغربي الحسن مرزوق

لحسن ملواني
نادرا ما نجد رئيس جماعة مثقفا يكتب ويبدع ويتواصل مع القراء علاوة على تواصله الساكنة، الأمر يتعلق بالأستاذ المهندس الحسن مرزوق، الذي صدر له كتاب ثري ومفيد تحت عنوان” “مسار تجربة مهندس رئيس جماعة “الواقع، الممكن، والمستحيل في المجال الترابي”.
كتاب فريد من حيث ثيماته وموضوعاته، يلخص ويدون تجربة رئيس جماعة وما يكتنفها من جهود وتضحيات وعراقيل في علاقة بالحكامة الترابية لجماعة المعازيز إقليم الخميسات، وهو كتاب يجيب عن أسئلة تتعلق بشؤون وقضايا التنمية ومتطلباتها وآفاقها ووسائل بنائها.
في تقديم للكتاب يقول الكتور مصطفى عبدون “يسعى هذا الكتاب إلى طرح إشكالية وإبراز واقع التنمية المحلية ومتطلبات الحكامة في العالم القروي. وقد اعتمد المؤلف على إبراز هذه الإشكالية من خلال تقديمه لتجربة عاشها عندما كان رئيسا للجماعة القروية للمعازيز خلال فترة 2001-2003 ،التي أشرف على تسييرها والوقوف عن كتب على المشاكل والقضايا التي تتخبط فيها. فبصفته رئيسا سابقا للجماعة القروية للمعازيز كان له دور محوري يف تدبري شؤون هذه الجماعة باعتباره آمرا بقبض مداخيل الجماعة وصرف نفقاتها، ورئيسا لمجلسها و ممثلها بصفة رسمية في جميع أعمال الحياة المدنية والإدارية والقضائية، والساهر على إعداد الميزانية وبرامج العمل المتعلق بها، وعلى إبرام نفقات الأشغال أو التوريدات أو الخدمات وعلى رفع الدعاوى القضائية إذا ما تطلب الأمر ذلك. اعتبر بحكم التجربة التي راكمها أن الجماعة القروية للمعازيز تعتبر نموذجا للعامل القروي المغربي. ومن خلال هذه الجماعة القروية التابعة للنفوذ الترابي لإقليم الخميسات الذي تبعد عن العاصمة الرباط  بنحو 100 كلم، استطاع أن يبرز طبيعة ونوع الإكراهات التي أدت وتؤدي إلى عدم مواكبة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية للجماعة القروية للمعازيز التي تبقى في~ معظمها شبيهة ببعض الجماعات القروية التابعة لجهة الرباط-سلا- القنيطرة.” ص14 ـ 15 يتضمن الكتاب أربعة أجزاء.  في الأول  قدم فيه الكاتب معطيات تتعلق بالجماعة القروية للمعازيز،وفي الثاني إبراز للجوانب المتعلقة بالجوانب الخاصة بالانتخابات التي عرفتها الجماعة المشار إليها، أما الجزء الثالث فقد خصص لمعالجة واقع التنمية بالجماعة مع عرض قائمة بالانجازات المتحققة ضمن سنوات محددة، وفي الجزء الرابع ضمنه الكاتب مقترحات إستراتيجية كفيلة بالنهوض بالجماعة القروية المذكورة.
ويبدو أن الكاتب يقرأ مؤلفات متنوعة تجعله يستنير بأفكارها فيما يعينه في مهامه، ويظهر ذلك في بعض فقرات الكتاب، ومن أمثلة ذلك قوله أن من متطلبات الحكامة التحفيزية الولية ” لا شيء مستحيل، إذا آمنت به”-” لا تنتظر أن أتيتك الفرصة، بل اصنعها”- ستيف جوبز، و “النجاح هو رحلة، ليس وجهة” بيل بنسون. ” لا تستسلم أبدا، حتى و لو واجهت صعوبات كبيرة” توماس أديسون. ” نحن جميعا أعضاء الجماعة رئيسا ومرؤوسا ما يهمنا هو المشاركة الفاعلة والفعالة لبنائها وتطويرها والنهوض بهاا”_ الحسن مرزوق . ” “كن إيجابيا، حتى في أصعب الأوقات”- دالاي لاما.
فالكاتب يؤمن بضرورة التثقف الفاعل في النفس ما يحملها على الانتظام في والجد في الفعل الإداري وغيره.ليثبت أهمية التنمية الذاتية باعتبارها أساس تحقيق النتائج المتوخاة عبر تجويد القدرات واكتساب المهارات مما يساعد على اكتساب الكفايات الكفيلة بتحقيق الأهداف والتزود بالثقة بالنفس وغير ذلك.
ومن فرادة هذا الكتاب تنوع التناول للقضايا بتداخلات أسلوبية مختلفة، مما جعله بعيدا عن التقريرية الجافة، علاوة على ذلك فقد زوده الكاتب بخرائط ومبيانات وغيرها مما جعله كتابا مفيد وممتعا في ذات الوقت.
ونشير إلى كون الكاتب اقترح في نهاية المطاف استراتيجية شاملة ومتكاملة للنهوض بالجماعة القروية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وبيئيا في أفق 2035 “..
وهو انطلاقا من كل هذه الحيثيات يستحق القراءة والمراجعة للوقوف على كثير من الجوانب المتعلقة بالتسيير والتنظيم والتحفيز النفسي من أجل الأداء التسييري والإداري الناجع.
المغرب