ياسين فرحاتي: رحيل يُصمت أيقونة أدب الأطفال اللبناني الميزوني البناني في تونس

ياسين فرحاتي: رحيل يُصمت أيقونة أدب الأطفال اللبناني الميزوني البناني في تونس

 

 

ياسين فرحاتي

مرت وفاته و كأن شيئا لم يكن حيث لم يأت ذكر إسمه في الإعلام الرسمي الوطني و هو العلامة الفارقة في قطاع التربية و التعليم و في مجال الأدب. تجاهلت التلفزة الوطنية و الإذاعة الوطنية هذا المصاب الجلل دون أن تنسى رحيل الكروان عادل يوسف حيث بثت القناة الثانية شريطا وثائقيا كلمسة وفاء له ثلاث مرات و تداول إعلاميون و صحفيون على موجات الإذاعة الوطنية مناقبه و خصاله كما نعى الإعلام الخاص  فقيد فن الراب  ” كافون ” إلا إبن القصرين و هو المربي الفاضل الذي كون أجيالا و أجيالا من المعلمين باعتباره كان متفقدا  و كاتبا و قاصا و روائيا الذي نهل الجميع من أدبه. هو مثقف دمث الأخلاق، حلو الكلام، هادئ في حواراته، جميل المنظر و أنيق في ملبسه و يتميز بتواضع العلماء.
الميزوني نالني شرف التعرف عليه من بعيد  منذ السنة الأولى في التعليم الثانوي حيث بمناسبة حصولي على المرتبة الأولى في الفصل الدراسي حزت على جائزة تتمثل في مجموعة من الكتب من ضمنها كتاب ” حمى الأرض ” لأديبنا  الكبير و هو الأكثر تتويجا عربيا في القصرين عن أعماله المتميزة التي افردها للطفل و قليلون جدا هم اللذين يكتبون عن الطفل و حسب معرفتي أستحضر إسمين لصديقين هما الأستاذ الصحفي عبد الجبار الشريف صاحب برنامج ” إصدارات تونسية ” على التلفزة الوطنية و الكاتب الصحفي و الروائي محمود الحرشاني.
لقد توطدت و تعمقت علاقتي أكثر بسي الميزوني منذ سنتي 2007- 2008 أثناء انضمامي كصحفي يغطي تظاهرة جائزة الإبداع الثقافي التي ينظمها فرع اتحاد الكتاب التونسيين بالقصرين بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة و بلدية القصرين و الذي تولي رئاسته لسنوات عديدة و كنت من المقربين منه و عضوا نشيطا في الجمعية التي كان مقرها نادي المربين و كم كانت أياما جميلة على مستوى النشاط الصحفي حيث  قد انطلقت عندما كنت في العاصمة  في كتابة مقالات الرأي في جريدة الصحافة المرموقة و كان هو رحمه الله يواكب مسريتي و يشجعني و يتوسم في الخير و قال لي بصريح العبارة :” من يسمعك تتحدث يظن أنك دارس لعلم الاجتماع ” و كانت فراسة منه لربما حيث كان لدي اهتمام قراءة و بحثا في أحد فروع العلوم الاجتماعية ألا وهو إدارة الأعمال و الاستشراف على مستوى أطروحة الدكتوراة.
كم كان رحيلك مباغتا و مفاجئا و محزنا و مبكيا! . و لكن عزاؤنا هو ما تركته من رصيد إدبي زاخر و هو أجمل ما ورثت لنا و لأبنائنا. طيب الله ثراك و أكرم مثواك و رزق عائلتك الموسعة جميل الصبر والسلوان و إنا لله و إنا إليه راجعون.  هكذا يرحل المبدعون في صمت دون صخب و لا ضوضاء.
أرجو من المندوبية الجهوية للثقافة أن تقوم بلمسة وفاء له شأنها في ذلك شأن المندوبية الجهوية للتربية و هذا أقل عرفان له.

كاتب من تونس