ميزة جديدة في خرائط غوغل تثير الجدل: نظام ذكاء اصطناعي يخطط رحلاتك بناءً على لقطات الشاشة… هل ستفقد خصوصيتك مقابل ذلك؟

لندن-راي اليوم
أطلقت شركة غوغل ميزة مبتكرة في تطبيق “خرائط غوغل” أثارت ردود فعل متباينة بين مستخدمي أجهزة آيفون، بعد أن بدأ التطبيق يطلب الإذن بالوصول إلى لقطات الشاشة المحفوظة في الهاتف. وبينما يرى البعض أن هذه الخطوة قد تمثل اختراقًا محتملاً للخصوصية، يعتبرها آخرون أداة ذكية لتنظيم التنقلات والرحلات بسهولة غير مسبوقة.
الميزة الجديدة ظهرت حاليًا في الولايات المتحدة فقط، وتسمح للمستخدمين بإضافة مواقع مختلفة إلى قائمة “الأماكن المفضلة” داخل خرائط غوغل بمجرد التقاط لقطة شاشة تحتوي على اسم موقع أو عنوان. ووفقًا لتقرير نشره موقع “Lifehacker”، فإن غوغل تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة عبر نظام “Gemini” لقراءة وتحليل الصور وتحديد المواقع تلقائيًا.
كيف تعمل الميزة؟
بعد تحديث تطبيق خرائط غوغل، يمكن للمستخدم الدخول إلى تبويب “أنت” ليجد خيارًا جديدًا باسم “لقطات الشاشة”. عند تفعيله، يُطلب من المستخدم السماح للتطبيق بالوصول إلى صوره – إما بالكامل أو من خلال تحديد لقطات معينة يدويًا.
بمجرد التقاط صورة شاشة لأي موقع ترغب في زيارته مثل مطعم، مقهى، أو عنوان فندق، سيعرض التطبيق لاحقًا إشعارًا يُبلغك باكتشاف أماكن جديدة. يمكن للمستخدم مراجعة هذه الأماكن وإضافتها إلى قائمة الأماكن المفضلة مباشرة.
ولمزيد من التحكم والخصوصية، تتيح غوغل خيار تحميل لقطات الشاشة يدويًا لمسحها دون الحاجة لإعطاء صلاحيات وصول كاملة إلى مكتبة الصور.
توازن دقيق بين الذكاء الاصطناعي والخصوصية
رغم ما تحققه هذه الميزة من راحة وسرعة في إدارة خطط السفر والتنقل، إلا أنها أثارت تساؤلات واسعة حول خصوصية البيانات. فالسماح لتطبيق غوغل بفحص الصور الخاصة قد يبدو مخاطرة للكثيرين، خصوصًا في ظل المخاوف المستمرة بشأن استخدام البيانات الشخصية في بيئة رقمية تزداد تعقيدًا.
الخبراء يحذرون من التسرع في منح الأذونات دون تفكير، وينصحون المستخدمين بمراجعة إعدادات الخصوصية وتحديد مدى حاجتهم الفعلية لاستخدام هذه الميزة.
قريبًا على أندرويد
أكدت غوغل أن هذه الخاصية ستتوسع لتشمل مستخدمي أجهزة أندرويد خلال الفترة المقبلة، كما تخطط الشركة لتعميمها عالميًا لاحقًا. ويبدو أن عملاق التكنولوجيا يسعى لاختبار خيوط التوازن بين تقديم خدمات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وبين الحفاظ على مستوى عالٍ من خصوصية المستخدمين.
وفي عالم يشهد سباقًا متسارعًا في تطوير التطبيقات الذكية، يبقى السؤال: هل نسمح للذكاء الاصطناعي بتصفح صورنا مقابل تجربة استخدام أسهل؟