مصادر لـ”رأي اليوم”: إدارة ترامب بدأت بإنشاء قناة اتصال مباشرة مع “حماس” وتعكف على إبقائها في حكم غزة بعد النزاع.. السلطة الفلسطينية غاضبة وإسرائيل قلقة.. وهذا هو ثمن إطلاق سراح الأسير عيدان ألكسندر.

غزة – خاص بـ”رأي اليوم”- نادر الصفدي:
كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قررت وبشكل رسمي فتح قناة اتصال دائمة مع حركة “حماس” للتعامل مع الملفات المتعلقة بغزة ووقف إطلاق النار وإدارة القطاع بعد انتهاء الحرب، أو ما بات يعرف بـ”اليوم التالي”.
وأكدت المصادر في تصريحات خاصة لـ” رأي اليوم”، أن قرار “حماس” الإفراج الأسير الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، كان خطوة في غاية الذكاء من قبل الحركة، وحصلت على الكثير من المكاسب السياسية الهامة، في ظل حال التوتر التي تعيشها المنطقة وتوجهات ترامب “الخطيرة”.
وذكرت أن العديد من الدول العربية قد نصحت “حماس” بخطوة الإفراج عن الأسير عيدان، وأن نتائج تلك الخطوة ستكون إيجابية للغاية، وهذا ما حدث بالفعل بفتح قناة اتصال سرية بين إدارة ترامب و”حماس”، وضغط كبير على إسرائيل لقبول مقترح وقف إطلاق النار دون المساس بسلاح المقاومة في الوقت الراهن.
وأشارت المصادر ذاتها لـ”رأي اليوم”، أن المبادرة الجديدة التي وضعتها إدارة ترامب على الطاولة بالتعاون مع الوسيطين القطري والمصري لوقف إطلاق النار في غزة “مشجعة للغاية”، وقد توافق عليها “حماس” كون الضامن له سيكون ترامب شخصيًا، وعدم التطرق نهائيًا في مراحبها بسلاح المقاومة.
ولفتت إلى أن وجود قناة اتصال بين “حماس” وإدارة ترامب أزعج كثيرًا السلطة الفلسطينية في رام الله، وكذلك أشعل الغضب الإسرائيلي، وهذا ما شهدناه خلال التصريحات والانتقادات التي وجهها الكثير من المسؤولين الإسرائيليين تجاه إدارة ترامب وتوجهاته في المنطقة التي باتت تزعجهم جدًا.
وتوالت الانتقادات في إسرائيل لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقب الإعلان عن اتفاق للإفراج عن الأسير الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، في حين قدّم حليف لنتنياهو مبررات للاتفاق وأكد المضي قدما في الحرب على غزة.
من جانبه، اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد أن اتفاق إطلاق سراح الأسير عيدان ألكسندر “يعكس فشلا سياسيا فادحا لحكومة إسرائيل ومن يقف على رأسها”، وطالب بأن يكون إطلاق سراح المواطن الأميركي الإسرائيلي “بداية لصفقة شاملة تعيد جميع المختطفين”.
ونقلت إذاعة الجيش عن رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت قوله إن قضية عيدان ألكسندر تؤكد أن “إسرائيل تُظهر ضعفا”.
وفي تطور مفاجئ ضمن مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أعلنت حركة “حماس” عن بدء مفاوضات مباشرة ومتقدمة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطوة تعد الأولى من نوعها، وقد تمهد لتفاهمات تقود إلى وقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة.
وتأتي هذه التطورات بعد اتصالات مكثفة بين الطرفين خلال الأيام القليلة الماضية أسفرت عن إعلان حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر، في مبادرة وُصفت بأنها خطوة لبناء الثقة وفتح المجال أمام تفاهمات أوسع لوقف إطلاق النار.
من جانبه، أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهذا الإعلان، وكتب في منشور على منصات التواصل الاجتماعي “أنا ممتن لكل من ساهم في تحقيق هذا النبأ التاريخي”، واصفا عملية الإفراج بأنها “بادرة حسن نية”.
وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة، إن “المقاومة لا ترى في الإفراج عن جندي أميركي الجنسية صفقة نهائية بحد ذاتها، بل مؤشراً على أن واشنطن بدأت تُدرك ضرورة الحوار مع الفاعلين الحقيقيين على الأرض، وأولهم المقاومة”.
ولم يستبعد عفيفة أن يكون هذا التفاهم مقدّمة لمسار تفاوضي أوسع يشمل قضايا أكبر مثل: وقف العدوان، ورفع الحصار، وإبرام صفقة تبادل شاملة. لكن الأمر يتوقف على مدى استعداد الإدارة الأميركية لتجاوز انحيازها الكامل للجانب الإسرائيلي، والتعامل مع غزة كطرف له حقوق، وليس فقط كأزمة إنسانية.
وأمام هذا التطور المفاجئ.. هل نجحت “حماس” بخطوة الإفراج عن عيدان؟ وما هو الثمن؟ وهل ستبقى بحكم غزة بعد الحرب؟