أعطال فجائية للسيارات في مصر تثير غضباً واسعاً: الأزمة تتفاقم، وأستاذ قانون بارز يهدد الحكومة، ووزارة البترول تعترف.. من يتحمل المسؤولية؟ وما هي تفاصيل الصفقة المثيرة للجدل؟

أعطال فجائية للسيارات في مصر تثير غضباً واسعاً: الأزمة تتفاقم، وأستاذ قانون بارز يهدد الحكومة، ووزارة البترول تعترف.. من يتحمل المسؤولية؟ وما هي تفاصيل الصفقة المثيرة للجدل؟

 

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
يبدو أن مصر باتت على موعد مع الأزمات، فها هي أزمة بدأت تطل برأسها تتمثل في أعطال تصيب السيارات فجأة، وقيل عنها إن السبب في البنزين المغشوش، وهو الأمر الذي اضطر وزارة البترول لإصدار بيان تلو آخر حول الأزمة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس.
الأزمة وصلت إلى البرلمان، حيث ألقى النائب مصطفى بكري بيانًا عاجلاً حول أزمة البنزين المغشوش وتقدم في بداية الجلسة العامة برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، ببيان عاجل بشأن البنزين المغشوش.
وقال بكري في كلمته: اشتكى الكثير من المواطنين الأيام الأخيرة بشأن الغش في البنزين، وهو ما تسبب في أعطال في طرمبة البنزين. “الناس بتقول البنزين مش هو البنزين”، وبعد الشكاوى لوزارة البترول صدر بيان عن الوزارة مفاده: “أن عدد السيارات التي تعطلت طرمبتها حوالي 5 سيارات، من إجمالي أكثر من 700 شكوى، وأي حد طرمبته أصابها عطل سوف نقوم بإصلاحها ودفع تعويض قيمته 2000 جنيه، شرط الالتزام بالتعليمات”.
وتابع بكري مستنكرًا: “مع احترامنا لوزير البترول لكن هناك استهانة بعقول الناس وليس أخذ شكواهم على محمل الجد، فيجب معالجة المشاكل بمصداقية وذكاء، حتى لا ندفعهم للإحباط واليأس، فأنا شخصيًا أعرف 3 أفراد تعطلت سيارتهم بسبب البنزين، فكيف تقر الوزارة 5 حالات فقط بالدولة كلها”.
من جانبه عقب المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية، على البيان العاجل قائلًا: “مهم من النواب نقل الشكاوى بالشارع إلى الحكومة لبحث حلها معًا، الحكومة تلتزم بجودة المنتجات البترولية التي تقدم للجمهور، وعندما استشعرت الحكومة ووزارة البترول أن هناك شكاوى معينة بشأن جودة البنزين، أريد هنا أن أعرض بعض الحقائق أمام البرلمان؛ الشكاوى كانت في الفترة من 4 إلى 9 مايو متعلقة بجودة البنزين، وتلقت وزارة البترول 870 شكاوى، في القاهرة وحدها 429 الجيزة 208 والباقي موزعين على محافظات الإسكندرية، الغربية، الفيوم، المنيا، بني سويف، الدقهلية الغربية.
وقال الوزير إنه تم تحليل 870 عينة من مختلف المحافظات من قبل وزارتي البترول والتموين، وتم وضع إجراءات محددة في هذا الشأن بتحديد رقم ساخن يمكن اللجوء إليه للإبلاغ 16528 يعمل على مدار الساعة، تم وضع إجراءات إضافية وهي زيادة معامل التحليل للبنزين المنتج المحلي من خلال معملين مستقلين، و3 معامل للبنزين المستورد للتأكد من جودته، كما قررت الوزارة أن يتم تعويض كل من قدم شكوى في الفترة من 4 لـ10 مايو حتى مبلغ ألفين جنيه لو ثبت تلف الطرمبة وذلك بتقديم إثبات ملكية السيارة.
وأعلنت وزارة البترول في بيان صرف مبلغ مماثل لقيمة الفاتورة المعتمدة لاستبدال طلمبة البنزين وبحد أقصى 2000 جنيه لمن تقدموا بشكاوى رسمية، مشيرة إلى صعوبة تحديد أسباب تعطل الطلمبات سواء جودة البنزين أو حالة السيارة أو العمر الافتراضي للطلمبات.
في ذات السياق فجر وزير البترول الأسبق أسامة كمال مفاجأة بشأن عينات البنزين المغشوش بتأكيده أنه لايمكن خلط البنزين بالماء، الأمر الذي دعا للتساؤل: ماذا يحدث؟ ومن المسؤول؟
د.محمود كبيش العميد الأسبق لكلية الحقوق جامعة القاهرة قال إنه كان لديهم 1% إن موضوع غش البنزين غير حقيقي،ولكن تأكد له الآن بنسبة 100٪؜بعد أن تعطلت سيارته لذات السبب صحة ذلك.
ويضيف أنه لابد من أن هناك صفقة مغشوشة دخلت مصر ورائحة الفساد لا بد أن تفوح منها.
واختتم متسائلا: أين التحقيق مع المسئولين؟ ومن مستورد الصفقة؟ ومن وافق عليها؟
وخلص إلى أن الصمت المريب على هذا الفساد غير مقبول بالمرة، مؤكدا أنه شخصياً سوف يعد تقريراً فنيا ويقيم دعوى على الجهة المسئولة حتى تكون عبرة للتاريخ، داعيا الجميع أن يفعلوا ذلك بعد أن وصل الفساد لهذا الحد؟
آخرون أبدوا تضامنهم مع العميد الأسبق ، مؤكدين استعدادهم لرفع قضية على وزارة البترول لمحاسبة الفسدة، ومطالبين بتعويض كبير للمتضررين.
“رأي اليوم” سألت عددا من السائقين عن الأزمة، فأكدوا أن سيارات كثيرة تتعطل فجأة في مناطق مختلفة سواء في القاهرة أو المحافظات، مؤكدين أن هناك لغزا ما، ورائحة فساد  تزكم الأنوف.