زيلينسكي يتطلع إلى دعم ترامب لتنظيم لقاء الخميس مع بوتين في تركيا

كييف- (أ ف ب) – حثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الأميركي دونالد ترامب على المساعدة في تأمين لقاء مع فلاديمير بوتين في تركيا الخميس، متهما الرئيس الروسي بالافتقار إلى الجدية في التفاوض لإنهاء الحرب.
وقال زيلينسكي للصحافيين في كييف الثلاثاء إن على الغرب الرد بعقوبات واسعة إذا تغيّب بوتين عن الاجتماع، مؤكدا أنه سيبذل “كل ما في وسعه” لعقد اللقاء وضمان وقف إطلاق النار.
وفي هذه المرحلة، من المؤكد أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو “سيذهب إلى هناك”، على ما أعلن ترامب الثلاثاء.
ورفض الكرملين الإفصاح عما إذا كان بوتين سيزور تركيا، بعدما اقترح بنفسه إجراء محادثات روسية-أوكرانية في خطاب ألقاه في الكرملين نهاية الأسبوع الفائت.
وأكد زيلينسكي في كلمة القاها مساء “انها حربه، وبالتالي فإن المفاوضات يجب أن تكون معه”.
وسيشكل أي لقاء بين مسؤولين روس وأوكرانيين أول مفاوضات مباشرة بشأن الصراع منذ الأشهر الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.
ومع تسلم مهامه في كانون الثاني/يناير، وعد ترامب بإنهاء سريع للحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، لكنه أبدى انزعاجا متزايدا من موسكو وكييف على السواء بسبب الفشل في التوصل إلى تسوية واستمرار سفك الدماء.
قال زيلينسكي في مؤتمر صحافي “لا أعلم قرار الرئيس الأميركي، لكن إذا أكد مشاركته، أظن أن ذلك سيعطي زخما إضافيا لبوتين للحضور”.
واتفق مساعده أندريه يرماك مع روبيو في اتصال هاتفي على “التنسيق” و”توحيد مواقفهما”، بحسب الرئاسة الأوكرانية.
واتهم الرئيس الأوكراني نظيره الروسي بعدم الجدية بشأن الرغبة في السلام.
وقال زيلينسكي الثلاثاء “بوتين لا يريد للحرب أن تتوقف ولا يريد وقف إطلاق النار ولا يريد مفاوضات”. لكنه شدد على أنه سيبذل “كل ما في وسعه” لحصول لقاء مع نظيره الروسي في تركيا.
وحضّ الولايات المتحدة على فرض “أقوى” عقوبات على روسيا في حال عدم حضور بوتين، إذ سيشكل ذلك برأيه إشارة واضحة على عدم جدية موسكو في تحقيق السلام.
– “كل ما نستطيع قوله” –
رفض المتحدث باسم بوتين مجددا الثلاثاء الكشف عن الشخصية التي سترأس وفد روسيا إلى اسطنبول.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن “الجانب الروسي يواصل التحضير للمحادثات المقرر إجراؤها الخميس. هذا كل ما نستطيع قوله في هذه المرحلة. لا نعتزم الإدلاء بمزيد من التصريحات في هذا الوقت”.
وعندما سُئل عما إذا كان بإمكانه تسمية فريق التفاوض الروسي، أجاب بيسكوف: “لا… سنعلن عنه حالما يرى الرئيس ذلك ضروريا”.
وتحدث بوتين لساعات في منتدى أعمال بعد ظهر الثلاثاء، لكنه لم يُدلِ بأي تصريح بشأن المحادثات في تركيا.
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في وقت لاحق بأن روسيا ستستخدم المحادثات للإضاءة على أهدافها الرئيسية و”الأسباب الجذرية” للصراع وهي “اجتثاث النازية” من أوكرانيا و”ضم مناطق جديدة إلى روسيا الاتحادية”.
وترفض كييف ومعها الدول الغربية هذه السردية، معتبرة أن الغزو الروسي يعكس الأطماع الروسية بالاستيلاء على الأراضي على الطريقة الاستعمارية.
وجاء عرض بوتين إجراء محادثات روسية-أوكرانية ردا على دعوة كييف والدول الأوروبية موسكو إلى الموافقة على وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط لمدة 30 يوما اعتبارا من الاثنين.
قُتل عشرات آلاف الأشخاص وأُجبر الملايين على الفرار من ديارهم منذ غزو روسيا لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، بينما يسيطر الجيش الروسي حاليا على حوالى خُمس مساحة البلاد، بما يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
– بوتين لا “يجرؤ” على اللقاء –
لم تردّ روسيا صراحةً على دعوة أوكرانيا وقادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبولندا لموسكو للموافقة على وقف إطلاق نار لمدة 30 يوما اعتبارا من الاثنين، رغم أن الكرملين أظهر موقفا بدا أنه رفضي من خلال انتقاده الشديد “للمهل” التي يضعها الأوروبيون في هذا المجال.
حذّر المستشار الألماني فريدريش ميرتس روسيا الثلاثاء من أنها ستواجه عقوبات أوروبية جديدة في حال عدم إحراز أي “تقدم حقيقي” هذا الأسبوع باتجاه السلام في أوكرانيا، وحثّ بوتين على لقاء زيلينسكي.
كذلك، أيدت مسؤولة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس عقد اجتماع بين بوتين وزيلينسكي، لكنها شككت في جرأة الرئيس الروسي على الحضور.
وقالت كالاس في مؤتمر حول الديموقراطية في كوبنهاغن “أعتقد أنها ستكون خطوة جيدة إذا جلسا معا”، مضيفة “لكن لا أظن أنه يجرؤ. بوتين”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن استعداده لاستضافة الطرفين المتحاربين، وحثّهما الاثنين على اغتنام “الفرصة السانحة” للتوصل إلى تسوية سلمية.
وصرح زيلينسكي بأنه سيلتقي أردوغان في أنقرة الأربعاء أو الخميس، مبديا استعداده للقاء بوتين هناك أو في إسطنبول.
وعقد مسؤولون روس وأوكرانيون محادثات في إسطنبول في آذار/مارس 2022 بهدف وقف الصراع، لكنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق.
وظل التواصل بين الطرفين المتحاربين محدودا للغاية مذاك، مع التركيز بشكل رئيسي على القضايا الإنسانية مثل تبادل أسرى حرب وإعادة جثث الجنود القتلى.