خليل العالول: انضمام النظام السوري الحديث إلى اتفاقيات أبراهام

خليل العالول: انضمام النظام السوري الحديث إلى اتفاقيات أبراهام

 

 

خليل العالول

كانت تصريحات وزير خارجية سوريا اليوم في الحكومة الانتقالية تؤكد بشكل واضح انضمام النظام السوري الجديد برئاسة السيد احمد الشرع ان سوريا ستنضم الى الدول العربية التي عقدت اتفاقيات سلام مع الاحتلال الإسرائيلي والتي سميت اتفاقيات أبراهام وهي في الحقيقة اتفاقيات استسلام للمشروع الصهيوني للمنطقة العربية حتى لو استرجعت سوريا أراضيها المحتلة، حيث قال وزير خارجية سوريا منتشيا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي ترمب بأن الولايات المتحدة ستلغي العقوبات الاقتصادية التي فرضت على سوريا أبا حكم الرئيس السابق بشار الأسد، حيث قال الوزير اسعد الشيباني ان الرئيس الأمريكي يمكنه تحقيق سلام تاريخي ونصر حقيقي للمصالح الامريكية.
انضمام سوريا الجديدة الى اتفاقات ابرهام كانت متوقعة جدا حتى قبل دخول تنظيم النصرة او تحرير الشام الى دمشق حيث لم تعلن هذه التنظيمات داعش والنصرة او تحرير الشام أي بيان ضد إسرائيل وحتى بعد اجتياح القوات الإسرائيلية قطاع غزه وارتكابها إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، في هذه الحالة تصبح إسرائيل والمشروع الصهيوني مهيمنا شبه كامل على الدول والأمة العربية بما فيها العراق الذي لا يزال يرزح تحت الاحتلال الأمريكي الصهيوني، الجميع يعلم من المحللين السياسيين ان هذه التنظيمات (الإسلامية) والتي سميت عالميا منظمات إرهابية لارتكابها جرائم ضد الإنسانية نتيجة براعة جرائمها ضد  المدنيين الأبرياء في كل من سوريا والعراق، الجميع يعلم ان هذه التنظيمات تم انشائها من دول عربية خليجية، دولة خليجية واحدة دفعت 200 مليار دولار لدعم هذه التنظيمات فقط في سوريا ( حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر سابقا)، كما اعترفت هيلري كلينتون والرئيس ترامب ان امريكا مشاركة في انشاء هذه التنظيمات الإرهابية لهف استراتيجي وهو محاربة محور المقاومة الذي يعمل ضد إسرائيل فقط، ما اريد ان أقوله انه ليس غريبا على جبهة النصرة او تحرير الشام الانضمام الى حلف المطبعين العرب والذي يضم أيضا  السلطة الفلسطينية التي اعترفت بالاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين، السلطة الجديدة في سوريا منسجمة استراتيجيا مع الدول العربية التابعة لأمريكا او ما يسمى دول الاعتدال او الناتو العربي.
لا يوجد مبرر لاعتراف اية دولة عربية بالاحتلال الإسرائيلي لان بعض الفلسطينيين خانوا حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وثوارها ومناضليها ومئات الالاف من شهدائها باعترافهم بإسرائيل لان قضية فلسطين ليست تهم الشعب الفلسطيني لوحده، بل تهم الشعوب العربية جميعا بنفس المستوى ولان المشروع الصهيوني هو ضد كل الامة العربية وهو يعمل على عدم السماح لان تقوم قائمة للامة العربية في تحررها واستقلالها ووحدتها، واعتقد ان الدول العربية المطبعة تشارك المشروع الصهيوني في هذه الاستراتيجية.
أعتقد ان النظام السوري السابق نظام بشار الأسد هو المسؤول بالدرجة الأولى عما حدث في سوريا لأنه لم يقوم بأي إجراءات لمحاربة الفساد المستشري في النظام ولم يقم بما يجب في احترام المواطن السوري وحقوقه السياسية والاجتماعية، وبقي على حاله في ممارسة الاستبداد والاعتقال التعسفي، ولم ينتهز الفرصة التي منحها له النخب السورية الوطنية النزيهة في إعادة ترتيب السلطة على قواعد النزاهة والعدالة ومشاركة جميع القوى الوطنية السورية عن طريق الانتخابات النزيهة واصر على احتكاره وملكيته للسلطة.

كاتب فلسطيني