علي وطفي: عندما يهز صاروخ أركان الكيان…

علي وطفي
هو اعتراف علني من أعلى المراكز السياسية القيادية في تل أبيب ، صاروخ اليمن اليتيم في طريقه لفرض حصار كامل على الكيان ، بينما مليارات تسليح جيوش العرب لم تستطع إدخال صندوق مساعدة الى قطاع عزة.
كانت دمشق يوماً تُعرف بعز الشرق ، أما اليوم لان اليمن عزة العرب و الاسلام ، هذا الشعب المعجزة و كما يقال بالعامية :”الحجر الذي لا يعجبك يفجك”.
إنهم شعب جزيرة العرب العريق و الاصيل رغم كل المعاناة، الحصار و الحرب التي أدمت البشر و الحجر من الاقربين و الابعدين بقي راسخاً ، ثابتاً و شامخاً في أرضه و مواقفه …
إنهم أعجوبة القرن الواحد و العشرين اصحاب الرؤوس التي لا تنحني و اهل المروءة ترى فيهم اهل فلسطين الحقيقيون لا يتعبون فمن جبهات القتال إلى الساحات كل يوم جمعة.
تحملوا ما لا يتحمله شعب و مع ذلك مؤخراً بعد ان زُلزلت أرض اليمن بآلالاف الاطنان من القنابل و اكتمل العدوان من قبل الكيان اخيرا و ليس آخر ، أجبروا ترامب بعد عدوانه الوحشي هذا بأن يطلب منهم أو يترجى ان تكون السفن الامريكية التجارية خارج منطقة الاستهداف ، بينما أعرابنا لا يخجلون حتى بيان استنكار لم يكلفوا خاطرهم تقريبا ثماني سنوات و اليمن يُطحن بكل من عليه من بشر حجر .
فيا خجلنا من أنفسنا ، فحتى المساعدات العربية و الإسلامية إنسانيا من الباب الاخلاقي غابت و غائبة انهم توأم غزة و لكن لم و لن يخضعوا ، إنهم المقاتلون المعجزة و ضمير العرب
اليوم كل السياسيين في الكيان الإسرائيلي يقفون على رجل واحدة بعدما قرر انصار الله اليمنيين فرض حظر جوي بعد البحري عليه ، و ربما صاروخ آخر غير تحذيري على مطار “بن غوريون” و العوض بسلامتكم و بالتالي لن نرى اي طائرات خطوط جوية تحط هناك و إن تطورت الامور اكثر ، أي تم قصف المطار بصاروخين في الاسبوع يكون قد تم إقامة الحصار فعليا و الاهم نفسياً ، قد يضطر الإسرائيليون الى الخروج إن أرادوا بالقوارب الى اليونان أو قبرص هجرة أو سفر …
هي معركة إرادة و عزيمة هذا الذي ينفرد بها احفاد وابناء حضرموت ، بينما حكامنا بانتظار أن يهل عليهم كالبدر (القاشوش) “ترامب” وقد هلّ وبدانا العروش تجمع له الخوة على شاكلة استثمارات إجبارية و بلا اي حرج كما كان عليه في فترة ولايته الاولى بمئات المليارات عدا عن الصفقات المفروضة لشراء اسلحة بعشرات مليارات الدولارات ليأكلها الصدأ ، أما المفاجأة المضحكة المبكية أن يُقدم له (طائرة – هدية) من تميم رأس النظام القطري في تنافس مع اقرانه تقرباً ، رغم أنه من حصة الديمقراطيبن
هذا السخاء و الكرم يقترب من نصف مليار دولار ، السؤال ما وقع هذا الخبر على اطفال غزة و اليمن ، الصومال و سورية الذين يبحثون عن لقمة عيش تبعد عنهم شبح الموت فهل هناك من ذل و خضوع اكثر من هذا ، الا يعلم هؤلاء ان في غزة من يأكل اوراق الشجر و يشرب مياه ملوثة…؟ على الاقل ان يبادلوا هذا السخاء بشرط او طلب أو حتى ترجي بأن يكون المقابل هو إدخال ما يسد رمق سكان غزة من اساسيات الحياة او إسقاط السفاح الاشرس نتنياهو أم اختصاصهم تدمير دول و إسقاط أنظمة بكل سلبياتها لكن كان تقف مع غزة و فلسطين ..؟
و هل أصبحت مساعدتهم ضرب من المعجزات و لو بإدخال حليب الاطفال ، القمح ، الطحين ، الدواء و الماء مقابل الف و خمس مئة مليار بقرار ترامبي كرد جميل على طائرته المذهبة؟.
شر البلية ما يضحك فعلا و دراما سوداء في الخبر الصادم و لا نعلم مدى صحته و مفاده مطالبة الكاوبوي “ترامب” حكام الكويت بإعادة دفع تكاليف تحرير بلدهم من احتلال صدام ..! كل ما سبق يؤكد غالبية حكامنا ليسو اصحاب قرار و لا رائحة لسيادة تنبعث من مواقفهم بل تبين إنهم مجرد نواطير لآبار النفط عند واشنطن و الغرب لا يملكون قرارهم السياسي و لا المالي و لا الاقتصادي ، إنهم يدفعون لكي يحافظوا على الكرسي و تعهدهم في تنفيذ الأوامر ، بل أن بعضهم يعمل و يتبرع ذاتيا على سحق آية ورقة قوة تمتلكها هذه الامة في وجهة أعدائها من اجل الوصول إلى إستراتيجية الانبطاح الكامل .
التاريخ سوف يلعن من باع نفسه و انتهى و كرامته و من جهة ثانية سوف يسجل مآثر أحفاد بلقيس و ابناء الحضارات الاولى و الاخوة الحقيقيون في اوقات الشدة..
طوبى لابناء اليمن الذي لم يعرف السعادة تفيده(الاشقاء) و تنازعوه ، لكنهم على طريق الحق و أصحاب المروءة و خزان صبر على الشدائد ، لم يتخلوا عن من استنجد به هذا ما أثبتته مواقفهم و تصرفاتهم على الارض على قدر استطاعتهم من السابع من تشرين و إلى يومنا هذا.
نشد الجواهري العظيم : صبراً دمشق على البلوى …
اليوم تم سبي دمشق التي عرفناها و انضمت إلى المعتقل مع أخواتها من عواصم القرار التائه لهذه الٱمة المخصية.
الرجاء و الامل بصنعاء اليمن ان تبقى عزيزة و شامخة و قوية بأبناءها رغم أن اليمن اليوم تنطبق عليه قصة “يوسف و إخوته” هي حاله مع (أشقاءه) قبل أعدائه.
كاتب سوري