محادثات في الدوحة حول غزة.. وإعلام عبري يبرز “تعنت” نتنياهو رغم الضغوط الأمريكية ويحذر إسرائيل من فقدان “فرصة حقيقية للتقدم” بسبب الموقف الصارم لحماس.

القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط:
يبذل الوسطاء في العاصمة القطرية الدوحة جهودا مع إسرائيل و”حماس” في محاولة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، في وقت يواصل فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعنته في مسار المفاوضات.
ووفق وسائل إعلام عبرية، فإنه رغم الضغوط الأمريكية، لا يزال المستوى السياسي في إسرائيل يركز على هزيمة حركة “حماس” بالطرق العسكرية، حتى لو كان ذلك على حساب حياة الأسرى الإسرائيليين.
ويشارك المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف والمبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر في هذه المحادثات.
وكان وفد إسرائيلي وصل إلى العاصمة القطرية الدوحة أمس للمشاركة في المحادثات قبل وصول ويتكوف وبوهلر.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه للأناضول: “اختتم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتو سلسلة من المحادثات المطولة مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ومع فريق التفاوض بشأن قضية الرهائن والمفقودين”.
ولم يدلي مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بمزيد من التفاصيل عن هذه المحادثات الهاتفية.
بدورها، ذكرت القناة 12 العبرية، الأربعاء، أنه “بعد إطلاق سراح عيدان ألكسندر من أسر حماس، بدأت إدارة ترامب محاولة لبدء جولة جديدة من المحادثات بهدف التوصل إلى مخطط متفق عليه لإطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب”.
وأضافت: “يحدث هذا عندما يقوم رئيس الولايات المتحدة برحلة دبلوماسية مهمة في الشرق الأوسط. الرئيس الأمريكي يريد أن يرى اتفاقا سريعا، لكن يبدو حتى الآن أنه لا يضغط على إسرائيل لوقف نشاطها الهجومي في قطاع غزة”.
وأشارت إلى أنه “يتواجد مبعوثا ترامب ستيف ويتكوف وآدم بوهلر حاليا في الدوحة، إلى جانب وفد إسرائيلي وممثلين عن حماس، بهدف إطلاق سراح المزيد من الرهائن وفتح مفاوضات أوسع نطاقا ستؤدي في نهاية المطاف إلى إنهاء الحرب”.
وقالت: “على الرغم من الضغوط الأمريكية، فإن الوفد الإسرائيلي الذي وصل إلى الدوحة لا يملك سوى تفويض محدود، مع عدم وجود مجال كبير للمناورة، وإنما يسمح للمناقشة فقط في إطار مخطط ويتكوف الأصلي، والذي يتضمن إطلاق سراح 10 رهائن وإمكانية توسيع المفاوضات إلى ترتيب شامل أو وقف إطلاق نار”.
وأضافت: “الضغوط العسكرية التي تمارس على حماس قادتها إلى طاولة المفاوضات، لكن بموقفها الصارم، قد تفوت إسرائيل فرصة حقيقية للتقدم”.
وتابعت: “تقدر مصادر مطلعة على تفاصيل المحادثات أن هناك إمكانية حقيقية لإطلاق سراح عدد كبير من المختطفين وإحراز تقدم نحو مخطط سياسي، لكن المستوى السياسي في إسرائيل لا يزال يركز على هزيمة حماس بالطرق العسكرية، حتى لو كان ذلك على حساب زيادة خطر حياة المختطفين”.
ونقلت عن مصدر أمني إسرائيلي، لم تسمه، إن “هناك شروطا تسمح بإعادة معظم الرهائن والتوصل إلى اتفاق مسؤول من الناحية الأمنية لإنهاء القتال”.
وأضاف: “يصر رئيس الوزراء الآن على إخضاع حماس بالقوة، حتى لو كان ذلك على حساب خطر متزايد على المختطفين”.
وتأمل مصر وقطر والولايات المتحدة و”حماس” التوصل إلى اتفاق خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، والتي بدأها أمس وتستمر حتى 16 مايو/ أيار الجاري، في أول زيارة له للمنطقة منذ بداية ولايته الثانية في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 9900 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومطلع مارس/ آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة الجماعية بالقطاع في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
الأناضول