الأورومتوسطي: هجوم إسرائيل على مستشفيات غزة يدمر الملاذ الأخير

الأورومتوسطي: هجوم إسرائيل على مستشفيات غزة يدمر الملاذ الأخير

غزة/ الأناضول
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن استهداف إسرائيل لمستشفيات قطاع غزة بغارات جوية مكثفة وعنيفة يمثل “حلقة في سلسلة الممارسات التي تهدف إلى تدمير سبل النجاة وأماكن الملاذ الأخير للسكان” في إطار الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأضاف المرصد في بيان: “الطائرات الإسرائيلية شنّت، بشكل مفاجئ ودون أي إنذار مسبق، مساء الثلاثاء، سلسلة غارات عنيفة استهدفت ساحة مستشفى غزة الأوروبي (جنوب القطاع)، بما في ذلك مدخل قسم الاستقبال والطوارئ، والمنطقة المحيطة بمباني المستشفى والشوارع والأراضي المجاورة، مستخدمة عددًا كبيرًا من الصواريخ ذات القدرة التدميرية العالية”.
ومساء الثلاثاء، ارتكب الجيش الإسرائيلي، مجزرة مروعة أسفرت عن مقتل 34 فلسطينيًا وإصابة العشرات، بعد أن شن سلسلة غارات عنيفة استهدفت مستشفى غزة الأوروبي ومحيطه في مدينة خان يونس، وفق بيانين لوزارة الصحة وجهاز الدفاع المدني.
وأكد المرصد أن الجيش منع أيضا أي “محاولات لطواقم الدفاع المدني لانتشال وإجلاء الضحايا من الطرقات من خلال الاستهداف المباشر لأفرادها ما أدى لإصابة عدد منهم بجروح”.
وأوضح أن استهداف المستشفيات تواصل حتى صباح الأربعاء، حيث استهدفت طائرة إسرائيلية “جرافة داخل ساحة مشفى غزة الأوروبي”.
ونقل المرصد عن إدارة المستشفى إعلانها “توقّفا مفاجئا لأنظمة الكهرباء والأكسجين وعدم قدرتها على إجراء عمليات جراحية للجرحى الجُدد، وخروج أقسام العمليات عن الخدمة وتضرر المباني”، الأمر الذي اعتبره المركز الحقوقي “تهديدا مباشرا لحياة المرضى والمصابين”.
واعتبر المرصد ادعاء الجيش الإسرائيلي بوجود بنى تحتية لفصائل فلسطينية مسلحة أسفل المستشفى ومحيطه “نمطا متكررا من المزاعم التي استخدمها لتبرير هجماته على المستشفيات والمرافق الطبية في قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية”.
وقال بهذا الصدد: “من الواضح أن تلك الادعاءات جاءت لتبرير الجريمة التي أدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين وإخراج المستشفى عن الخدمة، على غرار ما حدث سابقًا”.
وشدّد على أنّ استمرار استهداف المستشفيات والبنية التحتية الصحية في قطاع غزة يشكل “جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”.
وأكد على أن هذا الاستهداف “يكشف عن الطبيعة المنهجية للعدوان الذي يهدف إلى القضاء على السكان المدنيين في غزة عبر تفكيك مقومات بقائهم الأساسي، وفي مقدمتها النظام الصحي الذي يشكل شريان الحياة الأخير للسكان المدنيين في قطاع غزة”.
كما عد ذلك “مرحلة خطيرة في استراتيجية منهجية للقضاء على أماكن الملاذ الأخير التي يلجأ إليها المدنيون الفلسطينيون، بمن فيهم المرضى والجرحى الذين يُفترض أن تتوفر لهم الحماية في جميع الظروف، والطواقم الطبية التي تعمل في ظروف كارثية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح”.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن استهداف مستشفى غزة الأوروبي، جاء عقب قصف مبنى الجراحة في مجمع “ناصر” الطبي فجر الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل فلسطينيين اثنين كانا يتلقيان العلاج بينهما صحفي.
ولفت إلى أن الهجوم على مستشفى غزة الأوروبي “لا يمكن تبريره بأي حال، إذ إنّ الدمار الواسع والمعاناة الجسدية والنفسية الشديدة يتجاوزان بشكل صارخ أي مزاعم بوجود مصلحة عسكرية، ويُشكّلان انتهاكًا جسيمًا لقواعد القانون الدولي الإنساني وجريمة دولية تستوجب الملاحقة والمساءلة الجنائية”.
ومساء الأربعاء، كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، أن الجيش الإسرائيلي قدّم معلومات “مضللة” بشأن وجود نفق تابع لحماس أسفل المستشفى الأوروبي.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان مشترك مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، مساء الثلاثاء، إنهما نفذا “قبل وقت قصير هجوما دقيقا” استهدف على حد زعم البيان “عناصر من حماس، كانوا داخل مجمّع للقيادة والسيطرة أُقيم ضمن بنية تحتية أسفل المستشفى الأوروبي”.
وقالت وسائل إعلام عبرية بينها هيئة البث، إن “الهدف من الهجوم كان اغتيال القيادي البارز بكتائب القسام الذراع العسكري لحماس محمد السنوار”.
وحسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة صدر في 8 مايو/ أيار الجاري، فإن 38 مستشفى و81 مركزا صحيا و164 مؤسسة صحية تعرضت للتدمير أو الحرق أو الإخراج عن الخدمة خلال حرب الإبادة.
وجاء التصعيد الإسرائيلي بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط، حيث قال في تصريح خلال زيارته السعودية إن “الشعب الفلسطيني في غزة يستحق مستقبلا أفضل”.
وكانت تتردد ادعاءات ثبت زيفها في وسائل الإعلام العبرية بشأن التخفيف من حدة حرب الإبادة الجماعية خلال جولة ترامب الخليجية التي بدأت الثلاثاء بزيارة السعودية وتستمر حتى الخميس بزيارة قطر والإمارات.
وتواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطيني قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت تلك الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 172 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.