تراجع أسعار النفط بأكثر من دولار مع انتظار اتفاق نووي محتمل بين الولايات المتحدة وإيران وزيادة غير متوقعة في المخزونات الأمريكية

لندن-راي اليوم
تراجعت أسعار النفط بأكثر من دولار خلال تعاملات اليوم الخميس، في ظل توقعات بإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، ما قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على طهران وزيادة المعروض العالمي من الخام. وزاد من الضغوط على الأسعار الارتفاع غير المتوقع في مخزونات النفط الأميركية، مما أثار مخاوف المستثمرين بشأن وفرة الإمدادات.
فقد هبطت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.49 دولار، ما يعادل 2.3%، لتسجل 64.60 دولاراً للبرميل عند الساعة 04:05 بتوقيت غرينتش. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بـ1.46 دولار أو 2.3% لتصل إلى 61.69 دولاراً. ويأتي هذا التراجع بعد انخفاض خامي القياس بنسبة 0.8% خلال جلسة أمس الأربعاء.
وجاء هذا الهبوط في الأسعار بعد تصريحات لمسؤول إيراني نقلتها شبكة “NBC News”، أشار فيها إلى استعداد بلاده لإبرام اتفاق نووي مع الولايات المتحدة، شريطة رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وقال الخبير الاقتصادي في نومورا للأوراق المالية، يوكي تاكاشيما، إن “موجة البيع الجديدة تعكس ترقب السوق لإمكانية تخفيف العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، مما قد يؤدي إلى توازن أكبر بين العرض والطلب في السوق العالمية”.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة تستهدف برنامج إيران لتصنيع مكونات الصواريخ الباليستية، وذلك بعد يوم من فرضها عقوبات على نحو 20 شركة ضمن شبكة يُزعم أنها تصدر النفط الإيراني إلى الصين.
رغم هذه العقوبات، أكّد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان دعم المملكة الكامل للمفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، معرباً عن أمله في أن تسفر عن نتائج إيجابية تسهم في استقرار المنطقة.
على صعيد آخر، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاعاً مفاجئاً في مخزونات الخام بمقدار 3.5 مليون برميل، لتصل إلى 441.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 9 مايو/أيار، مقارنة بتوقعات سابقة بانخفاض قدره 1.1 مليون برميل. كما أفادت بيانات معهد البترول الأميركي عن زيادة مماثلة بلغت 4.3 مليون برميل في الأسبوع نفسه.
ويرى محللون أن هذه الزيادة الكبيرة في المخزونات الأميركية تضيف المزيد من الضغط على أسعار النفط، وسط قلق الأسواق من احتمال حدوث فائض في الإمدادات.
وفي هذا الإطار، تواصل منظمة “أوبك” وحلفاؤها في تحالف “أوبك+” تنفيذ خططهم لزيادة الإنتاج تدريجياً، في حين خفضت “أوبك” توقعاتها لنمو إمدادات النفط من الولايات المتحدة وغيرها من المنتجين خارج التحالف خلال عام 2025، في إشارة إلى احتمالية استمرار التقلبات في سوق الطاقة خلال الفترة المقبلة.