فن التفاوض أثناء السفر: طرق للحصول على أفضل الأسعار مع مراعاة الاحترام المتبادل

لندن-راي اليوم
عندما تشتري من السوبرماركت، فالأمر بسيط؛ تدفع السعر المكتوب وتمضي. لكن هذا لا ينطبق على كل مكان في العالم. في العديد من البلدان مثل تركيا، فيتنام، مصر، المغرب، البيرو، الصين، وأجزاء من غرب أفريقيا، قد تجد نفسك في مواجهة مهارة قد تكون غريبة بعض الشيء: المساومة.
ففي هذه الثقافات، لا تُعتبر المساومة فقط مقبولة، بل متوقعة، خاصة عند شراء الهدايا التذكارية، الخضراوات، أو حتى أثناء حجز رحلات التاكسي. لكن بالنسبة للمسافر غير المتمرّس، قد يشعر بالتردد وربما الخجل. هل أنت تدفع أكثر من اللازم؟ أم أنك تُحرج البائع بعرض متدنٍ؟ هل من المفترض أن تساوم أصلاً؟
المساومة تبدأ قبل دخول السوق
قبل أن تذهب إلى الأسواق الشعبية أو البازارات، من الأفضل أن تستفسر من موظفي الفندق أو مرشد سياحي محلي عن مدى شيوع المساومة في المكان، وما هي الأسعار العادلة للسلع. يمكنك كذلك مراقبة المشترين المحليين لتتعلم منهم أسلوبهم في التفاوض. المساومة منتشرة في الأسواق المفتوحة والمناطق السياحية، كما يؤكد أوزكان كايا، بائع سجاد في إسطنبول.
لا تخجل من التفاوض
عندما تدخل السوق، تخلَّ عن خجلك؛ فالباعة يتوقعون منك المساومة. وإذا استخدمت بعض العبارات المحلية، فإن ذلك يمنحك نقطة إيجابية. تذكّر أن الصفقة الناجحة تعني فوز الطرفين: البائع يربح وأنت لا تشعر بأنك خُدعت.
كما تقول جيل موسر، صانعة الحُلي والمسافرة من تكساس: “لا بأس أن أدفع أكثر قليلاً من السكان المحليين، لكن لا أحد يريد أن يكون ضحية للاستغلال. الأمر كله يدور حول الاحترام”.
استراتيجيات ذكية للمساومة
قارن الأسعار أولاً: إذا أعجبك منتج ما، لا تشتريه فوراً. ابحث في أماكن مختلفة، ثم عد لاحقاً إن شعرت أنه الأفضل.
حدد ميزانية مسبقة: قبل الدخول في النقاش، ضع في بالك السعر الذي تراه منطقياً ولا تتجاوزه.
استخدم أوراق نقدية صغيرة: لتجنب الأعذار المرتبطة بعدم وجود فكة.
تدرّب على سلعة بسيطة: ابدأ بالمساومة على منتج غير ضروري حتى تكتسب الثقة.
الباعة في الأسواق الشهيرة مثل البازار الكبير في إسطنبول غالباً ما يدفعون إيجارات مرتفعة، لذا من الأفضل أن تبحث في الشوارع الجانبية للحصول على نفس المنتج بسعر أقل. وإذا كانت الفروقات بسيطة، فكر إن كان من الأفضل دفع المبلغ المطلوب دعماً للبائع المحلي.
الموازنة بين السعر والإنصاف
يحذر كريس سولت، المدير التنفيذي لاتحاد التجارة الحرة، من المساومة الشديدة على المنتجات الثقافية أو المصنوعة يدوياً. فهي غالباً مصدر رزق رئيسي لأصحابها، وقد يؤدي الضغط الزائد إلى تقويض هذا النوع من الحرف التقليدية.
كيف تبدأ التفاوض؟
ابدأ بسؤال عن السعر، ولا تقدّم عرضك مباشرة. اسأل إذا كان هناك تخفيض، ثم اقترح سعراً أقل. ابتسم، وكن مرناً، لأن الاتفاق عادة يكون في منتصف الطريق بين السعر الأولي والعرض المقترح. الهدف هو التفاوض، وليس إهانة البائع أو نفسك.
تمسّك بموقفك وكن مستعداً للرحيل
إذا شعرت أن العرض الذي قدّمته عادل، لا تتردد. الصمت أحياناً أكثر تأثيراً من الكلام. وإن لم تصل لاتفاق، انسحب بلطف، فقد يؤدي هذا إلى عرض أخير أقل.
أيضاً، شراء عدة قطع يمنحك فرصة للحصول على خصومات إضافية. وبدلاً من استخدام أسلوب جاف، جرب أن تكون مرحاً وودوداً، فذلك يفتح أبواب التفاهم، كما يقول عبد الله الفرداوي، بائع أحذية في مراكش: “نحن في هذه الحياة لمساعدة بعضنا البعض، واللطف دائماً أفضل”.
المساومة ليست معركة، بل فن اجتماعي وتفاعل ثقافي. بالاحترام، الابتسامة، وبعض المعلومات المسبقة، يمكنك خوض تجربة تسوق ممتعة ومجزية، تعود منها بصفقات جيدة وذكريات أفضل.