ميلاد عمر المزوغي: الدبيبة وجهوده لتعزيز سلطته في اللحظات الأخيرة

ميلاد عمر المزوغي: الدبيبة وجهوده لتعزيز سلطته في اللحظات الأخيرة

 

ميلاد عمر المزوغي

تكونت التشكيلات المسلحة عقب اسقاط النظام السابق 2011م ,على اسس جهوية وعقائدية وخاصة بالغرب الليبي وتم شرعتنها من قبل السلطات حيث تقوم بدفع رواتب مجزية لمنسبيها كما ان الدولة تقوم باستيراد مختلف انواع الاسلحة وتقوم بتوزيعها على هذه التشكيلات واصبح لكل منها مناطق نفود ,ومع مرور الوقت وعدم قيام السلطات بتشكيل جيش وطني تكون تبعيته لوزارة الدفاع, اصبح لها دور كبير في مختلف المجالات .
 هذه التشكيلات صارت تبتز الحكومات المتعاقبة وبالأخص هذه الحكومة (الدبيبة) للحصول على المال, وتعيين من تراه مناسبا لخدمتها في مؤسسات الدولة, ومنها الامن الداخلي وشركات الاتصالات, وحرس المنشآت الحكومية, والقيام بفرض اتاوات على الأسواق الشعبية بدائرة تواجد الميليشيا, كذلك الحصول على ايفادات للدراسة بالخارج لأعضائها او المقربين منهم, بل وصل الامر الى تعيين بعضهم سفراء واعضاء بالسلك الدبلوماسي وهم يفتقدون الى ابسط معايير المهنة وبذلك نجد سفارات بدول ليست لنا علاقات تجارية او سياسية معها ولكن ذلك يتم لإرضاء قادة التشكيلات, لئلا تنقلب على السلطة القائمة.
تتصارع الأطراف على الموارد الاقتصادية الكبرى في البلد الذي يسكنه 7 ملايين نسمة. وتسيطر حكومة الوحدة الوطنية، المعترف بها دوليًا، على العاصمة طرابلس وشمال غرب البلاد، فيما تسيطر حكومة ثانية، يترأسها أسامة حماد، وتحظى بدعم البرلمان والجنرال خليفة حفتر على الجانب الشرقي منها ومقرها بنغازي.كلنا يعلم ان الدبيبة جاء عن طريق المال الفاسد وشراء الذمم (جماعة75),وبعد مرور 3 سنوات على توليه عرش الدولة فانه يقوم بتوطيد اركان حكمه عبر (الاموال) من الخزينة العامة.
اعمال العنف بالمنطقة الغربية بين التشكيلات تحدث بين الفينة والاخرى لأسباب بسيطة لكن يتم انهائها من خلال اغداق المال عليها, في الفترة الاخيرة اخذت الميليشيات تبتز الحكومة في سبيل الحصول على مكاسب معينة ,لعل ما قام به جهاز دعم الاستقرار مؤخرا بشان خطف رئيس شركة الاتصالات هو الذي ادى الى ضرورة معاقبته, فتم تحشيد المئات من العربات المسلحة والدبابات لتأديبه عما قام به, حاول الدبيبة تحييد بعض قادة الميليشيات متبعا سياسة فرّق تسد, وتمت دعوة غنيوة لحضور اجتماع قادة الميليشيات بالمنطقة الغربية وعند وصوله وحرسه الشخصي الى مقر الاجتماع وقبل دخول قاعة الاجتماعات تم الغدر به حيث جرى الرمي عليهم وتم تبادل لإطلاق النار ادى الى وفاة غنيوة ومن معه. وبالمناسبة فان الطليان حاربهم عمر المختار 20 سنة واجتمع معهم 3 مرات لم يغدروا به
ما لاحظناه عقب سقوط غنيوة هو قيام افراد المليشيات الاخرى بالتعدي على الممتلكات العامة والخاصة ,اسواق عامة ونهب ما بها وكذلك حديقة الحيوان بابي سليم والاستيلاء على ما بها من حيوانات, إنها افعال اجرامية تثبت ان المنخرطين بها لا يتحلون بالحكمة, لأنهم لم يتخرجوا من كليات او معاهد عليا خاصة بالجيش او الشرطة والتقيد بالنظم والقوانين التي تراعي حرمة الممتلكات العامة والخاصة.
الاوضاع الاقتصادية اصبحت مزرية ويكابد المواطن في سبيل الحصول على لقمة عيشه, ويتمنى رحيل كافة الاجسام التي اصبحت فاقدة للشرعية ومنهكة للخزانة العامة, ما يجري في طرابلس حاليا هو دوري تصفيات(التشكيلات المسلحة بالمنطقة الغربية) الموسم…حتى الذي يربح اخيرا سيتم انهاء خدماته قريبا.
كاتب ليبي