السفير منجد صالح: هل سيتخلى نتنياهو عن انتصاره الكامل في غزّة استجابة لترامب أم سيتشبث بمكانه؟

السفير منجد صالح
عجيب امر هذا النتنياهو، فمنذ اليوم الاوّل من عبور اوكتوبر 2023، والذي عمّده حينها باسم “السبت الاسود، فهو يدخل في تصريحٍ ويخرج من تصريحٍ، يدخل في تهديدٍ ويخرج من تهديد،
ينام ويحلم ويقوم ويتثاءب ويقول ويعيد ويزيد ويردد: “النصر المطلق، واعادة الرهائن إلى الديار!!!،
فلا النصر المطلق حضر ولا الاسرى عادوا، بطريقته وعلى مزاجه، وما زال نتنياهو “يسبح” في احلامه ويبيع الوهم للاسرائيليين، الذين ملّوا الاعيبه وخبروا مقاصده وقرأوا مرات ومرات عناوينه وتفاصيل تفاصيله،
وحتى لا نُجافي الحقيقة، ولا ان ندّعي ان الرجل لم يفعل شيئا!!!
نتنياهو منذ صبيحة ذلك اليوم السابع الاكتوبري ارغد وازبد وهدّد وقال بصريح العبارة بانه سيُحيل قطاع غزة إلى ركام،
في هذه نعم فقد احال نتنياهو قطاع غزة إلى ركام ودمار وقتلى وجرحى ومفقودين ومشردين وجوعى وعطشى،
أي انه وجيشه “تفرعنوا ” على المدنيين وعلى الحجر والشجر، لكنهم غاصوا في رمال غزة امام المقاومين، ابو الشبشب وابو الرداء الاسود وابو قنبلة العمل الفدائي يُلصقها بالميركافا وجها لوجه وجسدا لجسد،
والغريب العجيب انه وبعد عام على حرب نتنياهو الابادة الجماعية ضد سكان القطاع الصامد، فانه ما زال يعزف نفس السيمفونية، بنفس ادواته الموسيقية، سيمفونية النصر المطلق واعادة الرهائن عن طريق الضغط العسكري، ومزيدٍ من الضغط العسكري!!!،
وجاء وهلّ وطلّ ترامب، ومع ان ترامب وقف ويقف مع اسرائيل بالباع والذراع في حربها العدوانية على قطاع غزة، ولا يبخل عليها بمزيد من القنابل والصواريخ،
إلا انه يبدو ان ترامب، وبطريقة او باخرى، اصبح قليل الاقتناع بنتياهو وحربه على غزة، وكذلك قليل الاقتناع من جدوى توسيع المناورات داخل القطاع،
فقام ترامب بمبادرات متواصلة ومتقطّعة، دعما لنتياهو ونقدا له، تنسقا مع نتنياهو وتطنيشا له، مثل اطلاق سراع عيدان الكسندر ووقف الغارات على اليمن،
ومع ان ترامب في كنهه وحقيقته يقف خلف نتنياهو وإلى جانبه ويقدم له طوق نجاة دائم، إلا ان ترامب في نفس الوقت، يقدّم له سلّما مُريحا، كي ينزل عن شجرة نصره المطلق في غزة، بدل ان ينزل تزحّلقا مباشرا، على مؤخّرته، من على جذع الشجرة.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني