فهد بن داهم السهلي: العاصمة تحدد المسار السياسي

فهد بن داهم السهلي
في خطوة هامة تعكس الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية على الساحة الدولية والإقليمية، وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض في زيارة رسمية، لتعكس هذه الزيارة بشكل لا لبس فيه أهمية السعودية في المنطقة والعالم، كونها المحطة الخارجية الأولى التي اختارها ترامب كوجهة له منذ انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
ولم تقتصر أهمية المملكة على ما عكسه اختيارها كوجهة أولى للرئيس الأمريكي، بل تعدى الأمر ذلك لما شهدته الزيارة من قرارات استثنائية خرجت إثر اجتماع ترامب مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فقد تم التوصل إلى قرار تاريخي، وهو رفع العقوبات عن سوريا بوساطة فاعلة ومثمرة قادها ولي العهد حفظه الله، الذي يثبت للعالم دائما تأثيره الرفيع كأحد أهم الشخصيات السياسية على الساحة العالمية، وليكون دوره في هذا القرار الجوهري ترجمة فعلية لحجمه السياسي العالمي وتأثيره الاستراتيجي، بما يمتلكه من فكر ثاقب ورؤية عميقة واضحة، تهدف إلى تحقيق السلام والتنمية الاقتصادية في المنطقة، كي تنعم الشعوب بالرخاء والرفاهية.
فقد برزت السعودية مرة أخرى كلاعب رئيسي في المنطقة والعالم، وأظهرت زيارة الرئيس الأمريكي أهمية العلاقات السعودية الأمريكية، وأكدت أن دور المملكة يتجاوز مواجهة التحديات الإقليمية، ويمتد إلى القدرة على التأثير في القرارات الأمريكية، وصنع القرار من أجل استقرار دول الشرق الأوسط.
ومن هنا، فإن المملكة العربية السعودية تستمر في أداء دورها المحوري الذي تمتد جذوره إلى عمق التاريخ، عبر تبينيها الدائم لنهج ثابت قائم على مد يد العون لكل الشعوب الساعية لتحقيق السلام والأمن، وهذا الأمر لا يخفى على أحد في العصر الحديث، ويتجلى الدور الريادي الذي تلعبه المملكة اليوم، في استضافة القمم الدولية والمباحثات الحيوية التي تهدف إلى حل النزاعات وتعزيز التعاون بين الدول، وتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، لتؤكد من خلاله بأنها مركز رئيسي لصنع السياسات الإقليمية. ويأتي قرار رفع العقوبات عن سوريا، في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتعزيز الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف هذا القرار إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الأراضي السورية، وتخفيف المعاناة عن الشعب السوري، لتعود سوريا إلى مكانتها التي تستحقها في المنطقة.
ويلعب الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله، دورا هاما في تعزيز العلاقات السعودية الأمريكية، ويحرص على دفع أواصر التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والسياسية، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الشراكة الاستراتيجية بينهما. واليوم، تثبت الرياض للعالم أنها تصنع القرار في العديد من القضايا في المنطقة والعالم، وأن الحكومة السعودية تلعب دورا كبيرا في المنطقة من خلال جهودها المستمرة لتعزيز الاستقرار والسلام، ولا شك أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية، وقرار رفع العقوبات عن سوريا بوساطة السعودية، تبرزان الأهمية الكبيرة للعلاقات السعودية الأمريكية، وحرص المملكة على استقرار الشرق الأوسط، ويُظهر هذا الدور السعودي الفاعل مدى تأثير المملكة الممتد إلى العديد من الملفات الإقليمية والدولية.
محلل سياسي واقتصادي سعودي