رسالة من مواطن عراقي إلى صاحب السمو أمير الكويت

رسالة من مواطن عراقي إلى صاحب السمو أمير الكويت

د. محمد المعموري

انا اولا اعبر عن رأيي فقط ولا انتمي لأي اتجاه سياسي سوى انتمائي لوطني وامتي العربية، وان ما أكتبه في هذ المنبر العربي الكبير “رأي اليوم ” منذ ان بدأت اكتب فيه ما هو الا فيض من الم وحصرة وخذلان على ما تمر به امتنا العربية من عجز وهوان، وقد وجدت في هذا المنبر الملاذ الذي اعبر فيه “كما يفعل كتاب امتنا العربية” عن وجدان مواطن عربي غيور على عروبته فكان لسعة صدر القائمين عليه والحيادة ما لم اجده الا في قليل من الصحف والمواقع الالكترونية العربية، لذا فأننا كنا نصدح بأصواتنا استنكارا على كل ما يمس بكرامة امتنا وكنا الكلمة الصادقة التي كتبت ملحمة طوفان الاقصى وكنا عرب وننتمي لعروبتنا فجمعتنا كلمتنا في ديوان “رأي اليوم” لنقول الحقيقة المرة.
واما ما أريد ان اقوله لسمو أمير دولة  الكويت وهي اولا جارتنا وقبلها هي امتداد لحضارتنا وبيننا وبينهم صلة الاخوة في العروبة والنسب والدين وان ما حدث من احداث في 1990 حدثت وولت واصبحت من الماضي فتعاقبت عليها ثلاثة اجيال ولم يتذكر مرها الا من هو اصبح في اخر ايامه وان شبابا ولدوا ولم يذوقوا مرارة تلك الايام السود التي جلبت الى منطقتنا كل الشر ولم يكن شعب العراق في يوم من الايام عدوا لشعب الكويت وانما كان اخا له وان الكثير من الاخوة الكويتيين يزورون العراق ولم يجدوا منهم الا الكرم والحب وقد عجت محطات التواصل الاجتماعي بحالات كثيرة تبين كم العراقي يحب اخاه الكويتي وان سمع بمقدمه فلم يوفر جهدا لاستضافته والاحتفاء به .
يوم امس 14/5/2025 وفي اثناء كلمة سموكم في القمة الخليجية الامريكية ذكرت فيما ذكرت فضل امريكا في تحرير الكويت من الغزو العراقي وكأنك بذلك قد سجلت في سفر تاريخ هذه القمة ان كل العراق كان معني في غزو الكويت.
وليس هذا فقط ولكن التذكير بغزو النظام السابق للكويت بطريقة توحي بان العراق هو من ارتكب هذا الاثم سيبقى عالقا بأذهان الشباب لأجيال عن ذنب لم يقترفه العراق ولا شعبه واذا كان من انجازات امريكا على الكويت تحريرها من النظام العراقي السابق فكان الاجدر ذكر المنجزات التي قدمتها امريكا للكويت مع تجاوز ذكر الغزو لأنه سيذكر اجيالنا بالكراهية والحقد وكذلك سيقربهم محبه وود لمن يسرق اموالهم ويقتل بطريقة او بأخرى ابناء جلدتهم ويساعد على تهجير ابناء امتهم وقتل روح العروبة فيهم.
الا تتذكر سموكم بعفو نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة فعفى عنهم بل ضمهم الى قافلة ركبه واصبحوا معه في مركب العفو التسامح.
الى متى سنبقى نذكر ونتذكر بصفحة سوداء لا ذنب للأجيال فيه والى متى سنبقى نذكر ونتذكر صفحة محت وذهبت واندثر وجاءت بالويلات لامتنا، الا يجدر بنا ان نتحرر من ايام سود غطت سمائنا ونخرت مستقبل اجيالنا الا يمكن لنا ان نعيش متحابين بين اوطاننا.
وقبلها وبعدها الم تكن هناك حروب وخلافات بين الكويت والسعودية لماذا لا تذكر وبين السعودية وقطر لماذا لا تهيئ لها ساحة الحقد …؟! لقد كنا ولا زلنا وسنبقى مع الكويت عربا تربطنا بهم صلة القرابة والعروبة والدين فان تناسى مسؤولي الكويت صفحة سوداء او تذكروها فعليهم ان يتذكروا قبلها صفحات كثيرة من المودة والمحبة بين الشعبين الكويتي والعراقي وعليهم ان يتيقنوا ان الكويت ستبقى جارة للعراق والعراق سيبقى جار للكويت فعلينا ان نبني قواعد المحبة وهجر الماضي لكي نعيش بأمن ومحبة وسلام.
واخرها اقول قوله الحق تبارك:
(فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
الله المستعان
كاتب وباحث عراقي .