د. حسين موسى اليمني: استراتيجية القبعة السابعة تمثل رؤية جديدة لتعزيز التفكير والتنمية العقلية

د. حسين موسى اليمني
ما هو التفكير ؟ وما هي أنماط التفكير المختلفة؟ كيف يجب علينا أن نفكر؟ ما هي طرق التفكير؟
التفكير هو عبارة عن مجموعة من الأفكار والعمليات الذهنية التي تدور في العقل في كل لحظة من لحظات حياتنا. في كل لحظة من لحظات حياتنا نحن كبشر بحاجة إلى أن نفكر، المعضلة الكبرى عندما نوقف وظيفة العقل وعندما يتوقف هذا العقل عن التفكير أصبحنا أدنى من الحيوانات، بل ربما تكون هي أفضل منا فهي تفكر وتستطيع أن تستخدم الطرق التقليدية في التفكير من أجل حماية نفسها ومن أجل حياتها اليومية المختلفة. لهذا السبب دعونا نفكر، دعونا لا ندع التفكير جانباً، دعونا نخطط، دعونا نسعى دائماً إلى التغيير، دعونا نستخدم هذه النعمة استخداماً صحيحاً. فقلنا التفكير هو عبارة عن مجموعة من الأفكار والعمليات الذهنية التي تدور في العقل في كل لحظة من لحظات حياتنا.
قد تحدث الدكتور إدوارد دي بونو عن استراتيجيات التفكير وبيّن لنا بأن هناك ستة أنماط من التفكير. أنا أضيف نمطاً آخر من التفكير، وبالتالي نقول إن هناك سبعة أنماط من التفكير. جميل جداً أن ننظر إلى هذه الأمور وأن نحللها بناء على فهمنا الواقعي والصحيح دون أن ندخل أي مؤثرات جانبية، سلبية كانت أو إيجابية. فلا بد لنا من التفكير المجرد في المرحلة الأولى، وبعد ذلك تلقائياً نبدأ بإدخال المؤثرات المختلفة.
الدكتور إدوارد دي بونو بيّن بأن هناك ستة أنماط من التفكير وقد أطلق عليها بالقبعات الست في التفكير، وقد أعطى لكل قبعة لوناً معيناً وبيّن بأن كل قبعة لها وظيفة معينة. وكان هدف الدكتور إدوارد دي بونو هو التركيز على التفكير دائماً أو تسليط الضوء على كافة الزوايا المختلفة. لابد أن نخرج من الصندوق ولابد أن نفكر من داخل الصندوق، ولابد أن ننظر من زوايا أخرى مختلفة بعيدة عن الصندوق، وهذا هو الأمر الصحيح.
دعونا الآن نحلل أنماط التفكير الاستراتيجي وفيما تساعد هذه العملية الفكرية. أول نمط من أنماط هذا التفكير وهو القبعة البيضاء، أطلق عليها بالقبعة البيضاء، وهو طبعاً أطلق على كل أنماط التفكير الاستراتيجي لكل نمط أعطاه لوناً مختلفاً وسماها بالقبعات الست، والقبعات لأنها قريبة إلى الدماغ وقريبة إلى عملية التفكير والتخطيط والتدبير.
أول خطوة وأول قبعة وأول نمط من أنماط التفكير الاستراتيجي هو القبعة البيضاء. ماذا تعني القبعة البيضاء؟
القبعة البيضاء تعني التفكير المحايد، التفكير بالمعلومات والأرقام. لا بد لك أن تفكر بطريقة محايدة، لا تدخل فيها المشاعر ولا الإحساس، لا تدخل فيها الخطر ولا تدخل فيها أي عملية انتقاد، لا تدخل فيها الإبداع، فقط فكر بطريقة مجردة من خلال المعلومات والأرقام. أنت تتعامل مع أحداث ومعلومات وأرقام. هذه القبعة البيضاء وهذه تعتبر من أولى المراحل المهمة في العملية التفكير، لأننا لا نستطيع أن نفكر إن كنا نجهل المعلومات الصحيحة. طالما أننا نجهل المعلومات الصحيحة لا نستطيع أن نفكر صح، لهذا السبب لابد لنا من جمع المعلومات وبطرق صحيحة وأيضاً حيادية فقط بطريقة تُبنى على المعلومات، تحصل أنت فيها على معلومات. هذه القبعة البيضاء.
أما القبعة الثانية وهي القبعة ذات اللون الأحمر، أي القبعة الحمراء، وهذه القبعة تدخل فيها عملية الحدس والمشاعر والإحساس، أي لابد لنا من أن نفكر ونتخذ القرار بناء على مشاعرنا، بناء على توجه قلوبنا. ماذا يقول القلب؟ ما هي المشاعر التي لدينا؟ وعلى فكرة، هذه الطريقة تعتبر الشائعة لدى متخذي القرارات. تُسأل: لماذا اتخذت هذا القرار؟ يقول: ارتحت له. عملية الارتياح لهذا القرار تعتبر من أهم الأشياء المشجعة لاتخاذ هذا القرار. ولكن التجرد لهذه الطريقة يعتبر خطأ. أي لابد لنا من أن ندخل كافة الأنماط المختلفة في عملية التفكير، لا أن تكون فقط مرتبطة بالإحساس والمشاعر. نعم، ربما عملية الإحساس والمشاعر تصيب، وفي كثير من الأحيان، وأيضاً هناك في كثير من الأحيان وحتى وإن كانت النسبة 30%، فعندما يكون لديك مشروع أو مؤسسة أو مجتمع أو دولة وتُخطئ بمقدار 30%، فهذه تعتبر طامة كبرى. أي لابد لنا من الوصول إلى أعلى درجات اليقين في عملية اتخاذ القرارات وأن تكون القرارات صحيحة وسليمة.
أما القبعة الثالثة، نحن قلنا القبعة البيضاء هي محايدة، والقبعة الحمراء تعتمد على المشاعر، أما القبعة الثالثة فهي القبعة السوداء.
القبعة السوداء تعتمد على النقد، ولكن النقد البنّاء، النقد الذي يسعى إلى إيجاد المخاطر التي تحدق بالمؤسسة في المستقبل. وهنا تركز الشركات والمؤسسات والمشاريع التجارية بشكل عام على هذه النقطة، أي لابد لنا أن ننظر من ناحية سلبية إلى المشروع. أي ما هي المخاطر التي تواجهنا؟ عملية التفكير بالسلبيات هي بحد ذاتها إيجابية، لماذا؟ لأنك ستسعى لإيجاد حلول ومخارج قبل وقوعها. أي لابد لنا بأن نفكر في المخاطر، لابد أن نرتدي القبعة السوداء ونفكر بطريقة الانتقاد المستمر في هذا الأمر. لماذا؟ لأننا كلما فكرنا بطريقة تقوم على الانتقاد، كلما أوجدنا حلولاً لهذه المشاكل ولهذه السلبيات، وأيضاً حولنا هذه نقاط الضعف إلى ماذا؟ إلى نقاط قوة. إذاً القبعة السوداء هي تعتمد على عملية الانتقاد.
أما القبعة التي تليها وهي القبعة الصفراء، القبعة الصفراء هي عكس السوداء. هي تقوم على التفاؤل، تعتمد على التفاؤل في عملية اتخاذ القرارات، تجعلنا نفكر في الأرباح، في النتائج الإيجابية، لا نفكر في السلبيات. وهذا جميل، ولكن أيضاً خطأ أن نفكر فقط بالإيجابيات، أي لابد أن نجمع هذه الأنماط كلها ونفكر فيها دائماً إذا أردنا التميز والتألق والوصول إلى أعلى درجات القرارات المتخذة والتي تؤدي إلى الرقي، سواء بالمؤسسات أو بالمجتمع أو بالدول أو بالأفراد.
القبعة الصفراء نفكر دائماً في الأرباح التي سنحققها، في النتائج التي نحصل عليها، في المخرجات الإيجابية من أي عملية كانت: إنتاجية أو عملية كانت اجتماعية أو فكرية أو تعليمية. فلا بد لنا من التفكير دائماً بطريقة إيجابية، والتفكير الإيجابي هو بحد ذاته مبعث للسعادة، لأننا لولا التفكير الإيجابي لما فكرنا في هذا الموضوع إطلاقاً. نحن بحاجة إلى أن نفكر في التفكير الإيجابي، ولكن بشرط أن لا تكون أعمال التفكير دائماً تقوم على الإيجابية، لأننا نكون حينئذ سلطنا الضوء على زاوية معينة وتركنا باقي الزوايا المختلفة.
القبعة الخامسة وهي القبعة الخضراء، والتي تقوم على الإبداع والتفكير بطرق علمية ومنطقية، تقوم على الإبداع والتطوير والابتكار. ففي أي عملية تفكير، وفي أي مشروع، في أي تجمع اجتماعي كان، سياسي، اقتصادي، فكري، دولي، مهما كان، نحن بحاجة دائماً إلى الإبداع، ولإدخال الطريقة الإبداعية في العملية الفكرية، سواء كانت هذه العملية مرتبطة كما قلنا بالتجارة أو في بناء المجتمع، نحن بحاجة إلى إدخال العامل الإبداعي فيه، لأن الإبداع يعطينا أيضاً نوعاً من التطور، نوعاً من النظر إلى الموضوع بزاوية أكثر تفاؤلاً وأكثر حدة وأكثر تطوراً، والإنسان طبيعته دائماً، سبحان الله، يسعى إلى التطور ولا يرغب بأن يكون في نفس المجال وفي نفس المكان. هذه طبيعة الإنسان، لهذا السبب نحن أيضاً بحاجة إلى أن نتطور في عملية تفكيرنا وأن ننظر إلى العملية دائماً بطريقة إبداعية إذا أردنا أن نحقق أيضاً النتائج المختلفة.
أما القبعة السادسة، وهي القبعة الزرقاء طبعاً، وهذه آخر قبعة من القبعات التي تحدث عنها إدوارد دي بونو، والقبعة الزرقاء تقوم على ماذا؟ على التفكير الشمولي. أي لابد لنا من أن نفكر بكافة الطرق المختلفة والأنماط المختلفة من التفكير الاستراتيجي، لا نفكر فقط بطريقة حيادية، مرة نفكر بطريقة حيادية لنقف على زاوية معينة، والأخرى نفكر بطريقة تقوم على العاطفة، وفي الثالثة نفكر بطريقة الانتقاد والنقد والسلبيات التي ربما تواجهنا، وفي الطريقة الرابعة نفكر بطريقة إيجابية وتفاؤلية بأننا سنحقق الأشياء التي نسعى إليها، والطريقة الأخرى نفكر بطريقة إبداعية، وهكذا. أي لابد لنا من أن نرتدي كافة القبعات إذا أردنا أن نحقق الهدف الذي نسعى الى تحقيقه
وأما القبعة السابعة، وهي القبعة السماوية أو الأزرق الفاتح، فهذه القبعة من إبداعي ومن تفكيري. أضفتُ إلى القبعات الست قبعة أخرى، وهي القبعة السماوية، من أجل الإبداع والتغيير والتفكير الإيجابي، وربط الأسباب كلها بالسبب الرئيسي في وجودنا.
وهذه القبعة تعني بأننا يجب أن نفكر دائمًا بالكون والإنسان والحياة: ما هو سبب الوجود؟ لماذا نسعى إلى التطور؟ لماذا نسعى إلى النمو؟ ماذا نريد أن نحقق؟ ما هي المشاريع التي نقيمها؟ هل نبتغي فيها وجه الله عز وجل؟ أم أنها مجردة للربح فقط؟ فإن كانت مجردة للربح فقط، ماذا يعني ذلك؟ حققنا أرباحًا كبيرة جدًا، ووصلنا إلى المليارات، وربما وصلنا إلى أغنى الأغنياء على هذه الأرض، ماذا بعد؟ حلّ بنا الكِبر، ماذا بعد؟ أصابنا المرض، ماذا بعد؟ جاءنا الموت، ماذا بعد؟
أصبح هذا كله هباءً منثورًا، إذا لم يكن العمل مرتبطًا بأسباب الوجود، أصبح هباءً منثورًا، إن لم يكن العمل خالصًا لوجه الله عز وجل، هباءً منثورًا. هذا العمل لا بد أن يكون خالصًا لله سبحانه وتعالى، وإلا فإننا سنحقق أهدافًا على هذه الأرض، وربما نكون من الذين سيذكرهم التاريخ، ولكن أين نحن في ذكر الله عز وجل لنا؟ أين نحن يوم القيامة؟
لا بد أن نفكر بهذه الطريقة، لا بد أن نطرح هذه الأسئلة: هل هذا العمل يُرضي الله عز وجل أم لا يُرضيه؟ هل أنا أقوم بهذا العمل عبادة وتقربًا إلى الله، لأن الله عز وجل أمرنا وطلب منا أن نسعى في مناكبها؟ إن كانت هذه الإجابة مرتبطة بهذه الأمور الصحيحة، فهذا يعني أنني أسير على الصراط المستقيم، بأنني أعمل ضمن الهدف الأساسي والرئيسي لسبب وجودي.
ليس الأمر مرتبطًا فقط بالمشاريع، أو بإدارة شؤون المجتمع، أو المنظمات الاجتماعية الربحية وغير الربحية، أو الدول، أو الحكومات، أو الرؤساء، أو الشعوب؛ كل شخص منا مطالب بأن يفكر بهذه الطريقة: لماذا أنا موجود على هذه الأرض؟ ما هو سبب وجودي؟ ما هي استطاعتي؟ ما أجمل أن يعرف كل واحد منا استطاعته حتى يعمل فيها، فكل يعمل في مجاله، ولا يخشى في الله لومة لائم. لا تخافوا من الناس، وخافوا من رب الناس. قدّموا النصائح، قدموا المشورة، واعلموا بأننا في النهاية سنغادر، فهذه الدنيا مزرعة للآخرة، يفوز فيها المتقون، ويخسر فيها الغافلون.
إذاً، لماذا لا نكون من المتقين؟ لماذا لا نفكر بطريقة بنّاءة، بطريقة إيجابية؟ لا نجرد التفكير لهذه الدنيا فحسب، بل للدنيا والآخرة. ومنهم من يقول: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار”. ما أجمل أن نفكر بهذه الطريقة: دنيا وآخرة، سواء في إدارات المجتمع، في الدول، في الحكومات، في المؤسسات، في المشاريع، في الأفراد، في أي طريقة، لا بد أن نربطها دائمًا بالقبعة السماوية.
ومن هنا، دعوة ومبادرة إلى شباب الأمة الإسلامية والعربية: فكروا بطرق منطقية، وكونوا مؤثرين في مجتمعاتكم، لا تكونوا جبناء، لأننا – والله – نشعر بالغيرة عندما نرى بأن الحكومات الأوروبية تغير مساراتها لأن هذا المسار لا يرضي الرأي العام، في حين المجتمعات العربية لا تهتم إلا بالرأي المرتبط بالاستعمار، لا رأي للشعوب، ولا رأي للرأي العام.
عندما يخرج إعلام الاحتلال الصهيوني ويقول: “إننا لا نستطيع أن نتنازل في بعض الأمور لأننا نملك رأيًا عامًا”، هم لديهم رأي عام، أما نحن فلا يوجد لدينا رأي. أليست هذه الأمور وهذه الأخبار من الأمور الحارقة للنفس؟ ألا نشعر – والله – بالخزي والعار؟ ألا نشعر بالغيرة بأننا نريد أن نغير وأن نتغير؟
لهذا السبب، قولوا الحق، لا تتوقفوا، لأنك إن ربطت العملية الفكرية بالله عز وجل، ستعلم بأن الذي سيوفيك أجرك هو الله عز وجل، وليس هؤلاء. لهذا السبب، لماذا دائمًا نضع العتب، ونضع المشكلة، ونضع اللوم على الحكومات؟ أيضًا الشعوب الجبانة التي ابت إلا أن تكون في مسار الجبن، وابت إلا أن تصمت، واتخذت استراتيجية الصمت من أجل حماية نفسها؛ هذه السياسة هي التي دمرتنا.
والله، لو كانت استراتيجية الصمت هي استراتيجية فعالة، لربما كانت لفترة معينة: شهر، شهرين، يوم، يومين، ولكن أن تمضي حياتك وأنت صامت، هنا المعضلة الكبرى، هنا المشكلة الرئيسية. لا بد أن نتحدث عن الحق. تحدثوا عن الحق. وهذه دعوة، ليس للشباب فقط، بل للحكومات، وللموظفين، وللوزراء، وللرؤساء. اخرجوا من صمتكم، اهتموا بشعوبكم واهتموا بدولكم. هذا هو الطلب الأساسي والرئيسي من هذا العالم العربي الإسلامي حتى نتغير، حتى نفكر بطريقة صحيحة.
نحن لم نأتِ من أجل أن نُرضي الغرب، نحن لدينا أهدافنا، لدينا آمالنا، لدينا أحلامنا. لماذا لا نفكر في أنفسنا؟ لدينا أيضًا آخرة. عندما نعيش في الجبن طول حياتنا، فهذا يعني بأننا لن نغير ولن نطور، بل سنكون دائمًا أداة في يد المستعمر يحركنا كما يشاء.
لو كان في كل مجتمع، في كل دولة، ثلاثمئة ألف رجل وامرأة لا يصمتون، يتحدثون عن الحق، والله ما استطاعوا أن يضعوكم جميعًا في السجون، للبّوا أوامركم فيما بعد، ولنزلوا على مطالبكم. الحكومات موجودة من أجل أن تنزل على مطالب الشعوب. هذا الشيء الذي نراه في الغرب، لماذا لا نراه في بلادنا العربية والإسلامية؟
قولوا كلمة الحق، لا تخشوا في الله لومة لائم، اربطوا التفكير الاستراتيجي دائمًا بالقبعة السماوية، فكروا بطريقة مرتبطة بالله عز وجل، لأننا سنُحاسب، سنُحاسب إن سكتنا، سنُحاسب إن لم نتحدث. وهذا ما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها”. لا خير في الأمة والشعوب إن لم تفكر بطريقة استراتيجية ولم تقل كلمة الحق، ولا خير في الرؤساء والزعماء الذين لا يسمعون كلمة الحق.
نريد أن نُغيّر يا جماعة، نحن نتحدث في هذا الأمر حرقة، لأننا لا نريد فقط أن نتحدث عن سلبيات هذه الأمة المفلسة، بل لأننا نريد أن تكون هذه الأمة من أفضل الأمم. غيرةٌ منا نتحدث بهذه الطريقة. نريد أن نُغيّر الواقع، نريد أن نتغير وأن نتطور.
انظروا إلى باكستان، ماذا فعلت؟ باكستان في ضربات محددة وسريعة ولاقطة – سبحان الله – أوقفت العدو عند حده وانتهت الحرب. انظروا ما أعظم أن تكون قويًا، ما أعظم أن تكون جاهزًا للرد دائمًا، وإلا ستكون مطمعًا للآخرين، سيطمع فيك الآخرون.
تعلّموا من الآخرين يا جماعة، تعلّموا منهم كيف يدافعون عن أنفسهم، تعلّموا كيف يجب علينا أن نكون، تعلّموا من الآخرين النفع والقوة والعظمة. لماذا لا نتعلم منهم القوة والعظمة؟ لأننا عندما نكون أقوياء، والله لا يستطيع أحد أن يتعدى حدودنا، وعندما نكون ضعفاء – وليس المشكلة في الضعف – بل نحارب كل من يتحدث بكلمة الحق، هنا المشكلة الرئيسية.
نسأل الله عز وجل أن يُغيّر هذا الحال إلى الأفضل، وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والله من وراء القصد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كاتب وباحث في العلاقات الدولية الاقتصادية