د. عبد الله عياصرة: في ظل الغياب

د. عبداللّٰه عياصرة
خيَّم علينا المساء،
وانثنى الليلُ على القلب،
وامتلأ الوجودُ بنداءاتٍ لا تُسمَع،
لكنَّها تُدوِّي في أعماق الرُّوح
حين يكتحلُ الأفقُ بالسَّكينة،
ويغدو اللَّيلُ نَفَسًا طويلًا من الحنين،
أشعر أنّي جزءٌ من هذا الصَّمت،
قطرةُ ضَوْءٍ تائهةٌ..
في محيط الوجود الكبير
أين يمضي الشُّوقُ..
تائهًا يتبع أثرًا من خُطاك؟
وأينَ تذهب الأرواحُ حين تضيقُ الأجساد؟
في المساء.. تتسلَّل الأسئلة
كما تتسلَّل الظِلالُ في حضن الجدار…
أجلسُ،
وَحدي إلا من خَفقَةٍ باسمك،
وظنٍّ بأنَّ الأرواحَ إذا ائتلفت، تعلَّقت
فلا افتراق…
الكونُ ساكنٌ،
مملوءٌ بنداءاتٍ خفيَّة
كأنَّ كلَّ شيءٍ في الوجودِ
يريد أن يُقبِّل قلبَك أيُّها الحاضر الغائب..
ولا لقاء…
فأُغمضُ عيني،
وأراك…
كما أراك دومًا،
نورًا رقيقًا دافئًا من فيضِ السَّماء،
فسلامٌ على قلبك وروحك
وألفُ سلام!
—
الأردن
شارك