هل تعكس هذه النتائج زيارة ترامب للخليج؟ هل بدأت مسيرة التطبيع مع الاحتلال؟ معلومات عن مفاوضات أمنية رفيعة بين إسرائيل وسوريا بوساطة أذربيجان في باكو، وتطورات جديدة في “مكافحة الإرهاب” برعاية إماراتية.

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
هل تلعب أذربيجان، ذات الأغلبية المسلمة، دور الوسيط في المفاوضات الأمنيّة الجاريّة في هذه الأيّام بين شخصياتٍ عسكريّةٍ رفيعة المستوى من جيش الاحتلال مع وفدٍ أمنيٍّ يُمثّل القيادة الجديدة السوريّة الجديدة بقيادة أبو محمد الجولاني؟
وقبل الولوج في التفاصيل يجِب الإشارة إلى أنّ موقع (غلوبس) الإخباريّ-العبريّ أكّد أنّ أذربيجان تعد مُوردًا مهمًا للنفط إلى إسرائيل إلى جانب كازاخستان، كما تعتمد تل أبيب أيضًا على مصادر أخرى للنفط مثل نيجيريا.
وأوضح الموقع العبريّ نقلاً عن مصادره التي وصفها بالمطلعة في الكيان، أنّ السبب وراء عدم مساس تركيا بإمدادات النفط إلى إسرائيل لا يكمن في مصلحة أنقرة مع تل أبيب وإنّما في مصلحتها مع أذربيجان.
علاوة على ذلك، شدّدّ (غلوبس) في السياق عينه على أنّ الرئيس الأذربيجانيّ إلهام علييف يتمتع بعلاقةٍ ممتازةٍ مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولكن ليس أقل من ذلك مع الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان.
وبشكلٍ عامٍ، العلاقات بين أنقرة وباكو عميقة وتقوم على فكرة “أمة واحدة، دولتان” (بير ملت، إيكي دولت)، وفق ما ذكره الموقع العبري.
هذا، وأكّد موقع (غلوبس) أنّ إسرائيل تعد موردًا مهمًا جدًا للمعدات العسكرية لأذربيجان وتشمل هذه مجموعة واسعة من المنتجات بدءًا من الطائرة دون طيار (هاروب)، وصواريخ (لورا) وحتى شراء أذربيجان نظام الدفاع الجويّ (باراك إم إكس) من الصناعات الجوية الإسرائيلية في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي مقابل 1.2 مليار دولار.
في السياق عينه، كشفت وسائل إعلام عبريّة عن اجتماعاتٍ بين مسؤولين من دولة الاحتلال والحكومة السورية الجديدة لإجراء مباحثاتٍ أمنيّةٍ، وذلك على وقع حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعوة نظيره السوريّ أبو محمد الجولاني للانضمام إلى اتفاقيات التطبيع.
وأشارت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، التي اعتمدت على محافل وصفتها بأنّها رفيعة المُستوى، إلى أنّ لقاءً جمع رئيس مديرية العمليات في جيش الاحتلال مع كبار مسؤولي الرئيس أبو محمد الجولاني، في العاصمة الأذربيجانيّة باكو، الأسبوع الماضي.
وأوضحت الصحيفة أنّ اللقاء بين الجانبين جاء كجزءٍ من محادثاتٍ أوسع نطاقًا تجريها كل من دولة الاحتلال وتركيا بشأن سوريّة، في إشارةٍ إلى اللقاءات التي جمعت مسؤولين أتراكًا وإسرائيليين من أجل بحث سبل تجنب الصدام في سوريّة.
كما تحدثت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) العبريّة عن محادثاتٍ سريّةٍ مع مسؤولين سوريين في الأيام الأخيرة، موضحة أنّ المناقشات تطرقت إلى احتمال إمكانية انضمام سوريّة إلى اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال، على حد زعمها.
وفي هذه العُجالة، أوضحت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أنّ المباحثات تتم بوساطةٍ إماراتيّةٍ، لافتةً إلى أنّ دولة الاحتلال ترى إمكانية خروج دمشق من المحور الذي تقوده إيران واندماجها تحت مظلة الولايات المتحدة.
يأتي ذلك بعد أيام من لقاء جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره السوريّ أبو محمد الجولاني في العاصمة السعودية الرياض، بحضور ولي العهد محمد بن سلمان ومشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر تقنية الفيديو.
ولاحقًا، أشاد ترامب بدوره أكثر من مرةٍ بنظيره السوري، حيث وصف الجولاني بأنّه “شخص ذو ماضٍ قويٍّ”، معبرًا عن ثقته في قدرته على تمثيل سوريّة بشكلٍ فعّالٍ خلال المرحلة المقبلة.
كما قال الرئيس الأمريكي إنّ الجولاني “سيعترف بإسرائيل عندما يستتب الأمن في بلاده”، في حين أوضح البيت الأبيض أنّ الرئيس السوري جدد خلال اللقاء التزام بلاده باتفاقية فك الاشتباك الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي عام 1974.
وكان الحديث عن تطبيعٍ مستقبليٍّ بين دولة الاحتلال وسوريّة تصاعد في الآونة الأخيرة وسط صمتٍ سوريٍّ، خرج الجولاني عليه في باريس معلنًا عن مفاوضاتٍ غير مباشرة تجري مع إسرائيل لمنع تصعيد الأوضاع وخروجها عن السيطرة، على حدّ تعبيره.
يُشار في الحتام إلى أنّ وكالة (رويترز) كشفت النقاب عن أنّ الإمارات فتحت قناة اتصال غير مباشرة بين سوريّة والاحتلال الإسرائيليّ من أجل بحث القضايا الأمنية، مع التركيز على عدد من “ملفات مكافحة الإرهاب”، طبقًا للتقرير الذي عممته على وسائل الإعلام العالميّة.