بمبادرة عراقية.. إنشاء صندوق عربي لدعم إعادة الإعمار بعد الأزمات

ليث الجنيدي/ الأناضول
أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، السبت، عن مبادرة لبلاده بتأسيس صندوق عربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار ما بعد الأزمات والصراعات والحروب.
جاء ذلك خلال كلمة له بالقمة العربية الـ34 المنعقدة في بغداد، وفق مراسل الأناضول.
وقال السوداني: “نعلن عن 18 مبادرة طموحة لتنشيط العمل العربي المشترك وفي مقدمتها مبادرة تأسيس الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار ما بعد الأزمات والصراعات والحروب”.
وأضاف “نؤكد هنا إسهام العراق بمبلغ 20 مليون دولار لإعمار غزة، ومبلغ 20 مليون دولار لإعمار لبنان الشقيق”.
وفي سياق متصل، اعتبر السوداني، أن “الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون بلغت من البشاعة ما لم تشهد كل صراعات التاريخ”.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 173 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وتجاه جارة بلاده سوريا، جدد السوداني التأكيد على موقف العراق “الثابت والداعم” لوحدتها وسيادتها على ترابها الوطني، ورفض أي اعتداء أو هيمنة على أي أرض فيها.
وقال: “لن نبخل بأي جهد لدعم الأشقاء في سوريا لإقامة دولة المواطنة وبناء نظام دستوري ديمقراطي عبر عملية انتقالية شاملة تضمن حقوق أبناء الشعب السوري، وحرية الأديان لجميع مكوناته وتحارب الإرهاب بمختلف أشكاله”.
وثمن رئيس الوزراء العراقي قرار الولايات المتحدة الأمريكية برفع العقوبات عن سوريا، معربا عن أمله في “أن تسهم هذه الخطوة في التخفيف من معاناة الشعب السوري الشقيق”.
والثلاثاء، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال “منتدى الاستثمار السعودي ـ الأمريكي 2025” في الرياض، اعتزامه رفع العقوبات المفروضة على سوريا.
وأكد ترامب أن الهدف من ذلك “منح الشعب السوري فرصة للنمو والتطور”.
وأوضح أن القرار جاء بعد مشاورات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
والخميس، قالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها تعمل مع وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي لتنفيذ توجيهات الرئيس ترامب بشأن رفع العقوبات عن سوريا.
وأضافت “الخزانة الأمريكية” في منشور: “نتطلع إلى تطبيق التصاريح اللازمة التي ستكون حاسمة لجلب استثمارات جديدة إلى سوريا”.
ورجحت أن “إجراءاتها قد تساعد في إعادة بناء الاقتصاد والقطاع المالي والبنية التحتية في سوريا، ويمكن أن تضع البلاد على طريق مستقبل مشرق ومزدهر ومستقر”.
من جانبه، جدد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد رئيس الدورة الـ 34 لقمة جامعة الدول العربية، التأكيد على رفض بلاده أي محاولات من شأنها “تهجير” سكان قطاع غزة من أرضهم.
جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية القمة العربية العادية الـ34، المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد.
وأبرز رشيد خلال كلمته إدانة واستنكار بغداد لـ”العدوان الإسرائيلي” على غزة.
وقال: “نوكد موقفنا الرافض لكل محاولات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة تحت أي ظروف أو مسمى”، معربا إشادة بلاده بـ”صمود الشعب الفلسطيني” على أرضه.
وفي سياق متصل، نوه رشيد إلى أنه “لا يمكن تجزئة أمننا العربي المشترك”، داعيا الدول العربية إلى العمل من أجل الحفاظ عليه.
وفي وقت سابق، السبت، انطلقت بالعاصمة العراقية بغداد، السبت، القمة العربية في دورتها العادية الـ 34، تحت شعار: “حوار وتضامن وتنمية”، وسط تصدر القضية الفلسطينية جدول الأعمال.
وتنعقد القمة في القصر الحكومي ببغداد، وهي الرابعة التي يستضيفها العراق على مستوى القادة، منذ بدء القمم العربية العادية والطارئة للجامعة العربية عام 1946.
ومن أبرز القادة المشاركين، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورؤساء مصر عبد الفتاح السيسي، وفلسطين محمود عباس، والصومال حسن شيخ محمود، وآخرون.
كما يشارك رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، نيابة عن الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، نيابة عن الرئيس جوزاف عون.
ويحضر القمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس وزراء اسبانيا بيدرو سانشيز كضيف شرف، وممثلي عدد من المنظمات الدولية والإقليمية.
وأقر وزراء الخارجية العرب، الخميس، بنود جدول أعمال القمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بين 5 ملفات و5 مبادرات.
وتُعقد القمة هذا العام تحت شعار: “حوار وتضامن وتنمية”، وسط ملفات عربية ساخنة، أبرزها حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة للشهر العشرين، إلى جانب أزمات إقليمية أخرى تشمل سوريا ولبنان والسودان.