محمد خير شويات: العرب سبقوا أنفسهم في الاستغلال قبل أن يستغلهم ترامب!

محمد خير شويات: العرب سبقوا أنفسهم في الاستغلال قبل أن يستغلهم ترامب!

 

المهندس محمد خير شويات

السباق المحموم بين قادة ثلاثة مشيخات نفطية بتقديم المنح وما يصفه البعض “بالجزية ودفع الخاوة” للرئيس الأمريكي – الغريب والمثير للجدل – لم يكن ليحتاج إلى ترجمان!!
فبعد مغادرته الرياض حاملاً بجعبته عقوداً زادت قيمتها عن نصف ترليون دولار (ما يزيد على ٦٠٠ مليار دولار)، فقد حط بالدوحة ليضاعف له أميرها العطايا ويضرب الرقم مباشرة بإثنين – ترليون و ٢٠٠ مليار – تعبيراً عن حسن الوفادة، وكرم الرفادة وتفوقه على نظيره ومنافسه النجدي!! ولكن لم يكن هذا يكفي مشيخة أبو ظبي التي قرر أميرها أن يستقبله برقصة فتيات تلوح بظفائرها السافرة والمدلاة، وشعورها الطويلة .. فمنحه فوق ذلك عطايا زادت قيمتها عن عطية الدوحة وبلغت ما يزيد على ترليون و ٤٠٠ مليار!!
الغريب هو توصيف البعض لهذه الصفقات على أنها مكسب وإنتصار عصري وحديث ونوعي!! بالرغم من ان تلك الاستثمارات قد أتت على شكل إستثمارات يستفيد منها القطاع الصناعي، والبحث العلمي بقطاعات التكنولوجيا الرقمية، ووزارة الدفاع الأمريكية من خلال بيع أسلحة وأنظمة دفاع وهجوم جوي متطورة تشمل أنظمة “ثاد” المضادة للصواريخ وطائرات حربية من الجيل السادس المتطور والتي لن يُسمح لها بالتصدي أو الهجوم ضد الملاذ الإبراهيمي وقبلة المشيخات المذكورة الجديدة بالكيان الصهيوني المحتل!!
واقع الحال وبالأرقام  يقول: ستستطيع أمريكا بكل سهولة تعويض قيمة كلفة الأسلحة التي قدمتها لأوكرانيا والكيان الصهيوني بل وسيفيض الرقم ملايين المرات عن تلك الكُلف!! وأن عوائد تلك الاستثمارات على المشيخات المستثمرة لا بتناسب مع الحد الادنى لقيمة الإستثمار (رأس المال)!!
قادة المشيخات كانوا بحالة منافسة وسباقات “فردية” فيما بينهم للاستثمار مع شخص جشع مثل ترمب  .. والذي لم يتم الإعلان عن حجم الإستثمارات الخاصة بمؤسساته العقارية والمصرفية (العملة الرقمية) والتي تشعبت تحت اسماء مختلفة لافراد اسرته وأصهاره وأصدقائه مثل ستيڤ ويتكوف (رئيس فريق التفاوض لفض النزاعات بالشرق الأوسط وأوكرانيا) وغيرهم!! حيث دخل ستيڤ من خلال نجله زاك على الخط بالتوازي مع دخول صهر ترمب جارد كوشنر وزوجته إيڤانكا وزوجة ترمب ميلانا من باب العد لا الحصر!!
وتشير الأرقام إلى أن إستثمارات تلك المشيخات ببناء أبراج، وفنادق، وملاعب غولف وغيرها – تحمل إسم تاجر العقارات وإمبراطور كازينوهات القمار والفنادق ترمب –  لا تقل كلفة عن القيمة المعلنة عن إستثمارات ما بعد وصول ترمب إلى المشيخات النفطية الإثنين الفائت!!
علماً بأن من المتوقع إنفاق المزيد من الأموال من قبل تلك المشيخات والتي قد ينظم اليها مشيخات نفطية أخرى لم تشملها هذه الزيارة بعد تلبية دعوة ترمب لقادة تلك المشيخات زيارة الولايات المتحدة لاحقاً!!
كل هذه الإستثمارات التي كانت تُسيل لعاب – الجشع – ترمب وتفتح شهيته لطلب المزيد لم تشفع لاي من القادة الذين التقاهم!! او تثير الحمية والانسانية عندهم فيطلبوا منه الإيقاف الفوري لحرب الإبادة، والقتل الجماعي الذي يتم تمويله بالسلاح والغطاء السياسي من ترمب وادارته المتصهينة!!  بل جعلته يُمعن بتكرار وصف من يدافعون عن حياتهم وعن أرضهم المحتلة بانهم ارهابيووون ويجب التخلص منهم!!
من المحزن أنه بالوقت الذي كانت تلوح به ظفائر صبايا أبو ظبي أمام ترمب وصحبه كانت طائرات أمريكا تلوح باجنحتها في سماء بلاد العرب والمسلمين في وضح النهار وأمام عدسات التلفزية وصمت عالمي غير مسبوق!! وتلقي الحمم فوق رؤوس الأبرياء في غزة وفوق رمالها وبحرها .. تاركةً من ينتظرون هبوط تلك الحمم فوق رؤوسهم كما هبطت على رؤوس أحبتهم وجيرانهم للموت جوعاً أو من العطش!!
حسبنا الله ونعم الوكيل،،
كاتب اردني