بعد إعلان جيش الاحتلال عن تصعيد هجماته في غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في القطاع

بعد إعلان جيش الاحتلال عن تصعيد هجماته في غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في القطاع

القدس – أ ف ب) – أعلن الجيش الإسرائيلي السبت توسيع نطاق هجومه لإلحاق هزيمة بحركة حماس في قطاع غزة حيث أدت غارات شنها فجرا إلى استشهاد عشرة أشخاص، بحسب الدفاع المدني، بعد عدة أيام من القصف المميت على القطاع المدمر والمحاصر.
ورغم الانتقادات الدولية المتزايدة لطريقة إدارته الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين إن الجيش سيدخل قطاع غزة “بكل قوته” في الأيام المقبلة “لإكمال العملية. إكمال العملية يعني هزيمة حماس، ويعني تدمير حماس”.
وقال الجيش الإسرائيلي السبت إنه شن أمس الجمعة “ضربات مكثفة” وأرسل “قوات للسيطرة على مناطق في قطاع غزة”.
ويأتي ذلك فيما تستضيف بغداد السبت القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية وبعيد اختتام الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولة خليجية أعرب فيها عن قلقه إزاء الجوع في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف الجيش على مواقع التواصل الاجتماعي أن ذلك يأتي “في إطار المراحل الأولية لعملية عربات جدعون وتوسيع المعركة في قطاع غزة بهدف تحقيق كل أهداف الحرب، بما فيها إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس”.
– “وضع مأسوي وكارثي” –
أعلنت حكومة نتانياهو مطلع أيار/مايو خطة لإعادة السيطرة على قطاع غزة الذي انسحبت منه إسرائيل في عام 2005، وهو ما يعني تهجير “معظم” سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
أفاد الدفاع المدني في غزة أن 10 فلسطينيين على الأقل قتلوا جراء عدة غارات إسرائيلية على جباليا في الشمال وخان يونس في الجنوب.
وسجل الدفاع المدني مقتل مئة فلسطيني على الأقل الجمعة بعد الإبلاغ عن مقتل 80 شخصا الأربعاء وأكثر من 100 الخميس.
وقال مدير مستشفى “الإندونيسي” في شمال القطاع، الطبيب مروان السلطان لوكالة فرانس برس، إن الوضع “مأساوي وكارثي”، بعد غارة جوية صباح السبت.
وأشار إلى أن “غرف العمليات الجراحية والعناية المكثفة ممتلئة بالكامل ولا قدرة لدينا لاستقبال مزيد من الحالات الحرجة”.
وأظهرت لقطات بثتها فرانس برس من المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا فلسطينيين يبكون على جثث أحبائهم الممددين على الأرض الملطخة بالدماء، حيث كان المسعفون يحاولون علاج من نجا من القصف.
ومن بغداد، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت إلى “وقف دائم لإطلاق النار” في غزة. وقال “أشعر بالجزع إزاء التقارير التي تفيد باعتزام إسرائيل توسيع نطاق العمليات البرية وأكثر من ذلك”.
كما طلب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من نظيره الأميركي “بذل كل ما يلزم من جهود وضغوط لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تمهيدا لإطلاق عملية سياسية جادة يكون فيها وسيطا وراعيا”.
وشدد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بدوره السبت على ضرورة “مضاعفة الضغط” على إسرائيل “لوقف المجزرة في غزة”، لافتا إلى أن بلده سيقدّم مشروع قرار في الأمم المتحدة يطلب من محكمة العدل الدولية “الحكم على مدى امتثال إسرائيل لالتزاماتها الدولية”.
أسفر هجوم حماس في 2023 عن مقتل 1218 شخصا، غالبيتهم من المدنيين وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
ومن بين 251 رهينة خطفوا خلال الهجوم لا يزال 57 في غزة بينهم 34 قال الجيش الاسرائيلي إنهم قتلوا.
ومنذ بدء الحرب بلغ عدد الشهداء في غزة 53,119، وفقا لأحدث حصيلة اوردتها وزارة الصحة التابعة لحماس.
من جهة أخرى، دعا منتدى عائلات الرهائن المحتجزين في غزة الجمعة، نتنياهو إلى عدم تفويت “فرصة تاريخية” لإطلاق سراحهم، معربا عن قلقه إزاء “تكثيف الهجمات” من قبل الجيش.
لكن رئيس الوزراء يصر على أن زيادة الضغط العسكري من شأنه اجبار الحركة الإسلامية الفلسطينية التي تسيطر على غزة منذ 2007، على تسليم الرهائن.
– “تطهير عرقي” –
منذ الثاني من آذار/مارس، تمنع إسرائيل منعا باتا دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفي ختام جولته الخليجية، قال ترامب الجمعة “نحن ننظر في أمر غزة، وسنعمل على حل هذه المشكلة. الكثير من الناس يتضورون جوعا”، ودعته حماس إلى الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن “وابل القصف الأخير… وحرمان السكان من المساعدات الإنسانية يؤكدان وجود توجه نحو تغيير ديموغرافي دائم في غزة، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي ويرقى إلى مستوى التطهير العرقي”.
إلى ذلك، أعلنت “مؤسسة غزة الإنسانية” وهي منظمة غير حكومية مدعومة من الولايات المتحدة، الأربعاء، أنها ستبدأ هذا الشهر توزيع مساعدات إنسانية في غزة، مشيرة إلى أنّها طلبت من إسرائيل ضمان نقاط توزيع آمنة في شمال القطاع.
لكن الأمم المتحدة أكدت الخميس أنها لن تشارك في توزيع المساعدات عبر هذه المنظمة، معتبرة أن آليتها لا تلتزم مبادئ الحيادية والاستقلالية.