ماذا سيكون مصير السيد عبد الملك الحوثي إذا اغتاله الإسرائيليون؟ وما هي الأسباب الثلاثة التي دفعت ترامب للهروب من المواجهة مع اليمن وجعلت نتنياهو يخشاها؟

ماذا سيكون مصير السيد عبد الملك الحوثي إذا اغتاله الإسرائيليون؟ وما هي الأسباب الثلاثة التي دفعت ترامب للهروب من المواجهة مع اليمن وجعلت نتنياهو يخشاها؟

عبد الباري عطوان
تواصل قصف حركة “انصار الله” اليمنية للعمق “الإسرائيلي” بصواريخ فرط صوتيه بصفة شبه يومية على مدينة يافا المحتلة، ونجاحها في اخراج مطار اللد (بن غوريون) عن العمل لساعات طويلة، وإلغاء معظم شركات الطيران العالمية رحلاتها اليه لأسابيع وأشهر قادمة، والرد الإسرائيلي عليها بغارات جوية استهدفت موانئ يمنية، كل هذا يؤكد أمرين رئيسيين:

الأول: ان اتفاق الهدنة “المؤقت” بين امريكا وحركة “انصار الله” الذي جرى التوصل اليه بوساطة عُمانية، جاءت بطلب امريكي، لا يشمل دولة الاحتلال الإسرائيلي، ان الهجمات اليمنية بالصواريخ والمسيّرات التي تستهدف موانئها ومطاراتها ستسمر وتتصاعد.

الثاني: ان هذا الاتفاق كان خطوة في قمة الذكاء والدهاء من قبل الجانب اليمني لتحييد أمريكا “مؤقتا” للتفرغ للمواجهة مع العدو الإسرائيلي، وهي مواجهة يمكن ان تتصاعد بكثافة ميدانيا مما يعني توسع دائرة أهدافها خاصة بعد بدء الاحتلال مساء امس الجمعة هجومه الموسع على قطاع غزة، وتنفيذ مخططاته المدعومة أمريكيا بتهجير مليون من أبنائه الى ليبيا، بمجرد طيران ترامب بتريليوناته العربية فرحا الى بيته الأبيض.

***

الإجابة عن السؤال الكبير المطروح حاليا حول الأسباب التي دفعت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب للهروب بقواته من الجبهة اليمنية غبر بوابة الوساطة العُمانية، هي التي تثير قلق ورعب دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتنبئ بسقوطها في حرب استنزاف صاروخية لن تخرج منها الا مثخنة بالجراح، وربما الهزيمة الكبرى.
ويمكن تلخيص هذه الإجابة ومضامينها العملياتية في النقاط التالية:

الأولى: جاء الشق الأول من الإجابة الموثقة عن أسباب هذا الهروب الأمريكي من الجبهة اليمنية على لسان هاريسون كاس المتخصص في الشؤون العسكرية في مقال نشرته “ناشونال انترست” الامريكية الشهيرة اليوم كشفت فيه للمرة الأولى “ان صاروخا اطلقته قوات الدفاع الجوي اليمنية كاد ان يُسقط طائرة “اف 35” او “الشبح” الأكثر تطورا وتقدما في السلاح الجو الأمريكي، ولولا براعة الطيار في المناورة، وتجنب الصاروخ بمعجزة، لجرى تحقيق انتصار يمني غير مسبوق يمكن ان يضع حدا للتفوق الجوي الأمريكي عالميا، ومن قبل خصم (انصار الله) تعتبره أمريكا متخلفا ويطرح علامات استفهام حول مدى فاعلية واستمرار هذا التفوق وطائراته.

الثانية: سلط الضوء عليها غريغوري برو الخبير العسكري في موقع “ميدان الحرب” عندما نشر دراسة اكد فيها النظرية السابقة، وزاد عليها بأن صواريخ “انصار الله” كادت ان تصيب أيضا طائرة “اف 16” وتسقطها، واحداث خسائر بشرية أمريكية، أي مقتل طياريها، وقال “ان الحوثيين نجحوا في إسقاط 7 طائرات أمريكية مسيّرة من طراز “ام كيو 9” التي تعتبر الأحدث والأكثر تطورا، وتبلغ قيمة كل واحدة منها 30 مليون دولار، والحسابة تحسب.

وكشف الجنرال غويغوري في المقالة نفسها، ان الدفاعات الجوية الصاروخية اليمنية تشمل العديد من صواريخ “سام” السوفييتية التي جرى تحديثها، وزيادة مداها، وفاعليتها، في مصانع في ايران واليمن، بتزيدها بأجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء، علاوة على صواريخ “برق 1″ و”برق 2” الإيرانية التي يتراوح مداها بين 35 – 44 ميلا، ويمكنها إصابة اهداف على ارتفاع يتراوح بين 49 – 66 قدما.

الثالثة: سحب الولايات المتحدة حاملة الطائرات “ترومان” من البحر الأحمر، دون وجود أي خطط لاستبدالها، ليس بسبب الهدنة، وانما لتعرضها لإصابات صاروخية يمنية عديدة، وتدمير طائرتين من طراز “اف 18” كانت احداها على ظهرها، والثانية في الجو.

الغارات الجوية الإسرائيلية على الموانئ اليمنية كرد على الصواريخ فرط صوت التي أخرجت مطار اللد من الخدمة كليا تقريبا، سيؤدي حتما الى الرد بضرب الموانئ الاسرائيلية المحتلة مثل عسقلان واسدود وحيفا وايلات (خرجت من الخدمة كليا) في المرحلة الثانية والأوسع في هذه المواجهة، الوشيكة على أساس قاعدة “المطار مقابل المطار والميناء مقابل الميناء” فالصواريخ الباليستية الذي يصل الى قلب مطار اللد، والى ظهر حاملات الطائرات، يمكن ان يصل الى قلب ميناء حيفا او اسدود، فالقيادة اليمنية تعهدت بالكشف عن “مفاجآت” عسكرية ضخمة في الأيام القليلة المقبلة، واذا قالت فعلت.

***

عندما يهدد يسرائيل كاتس وزير الحرب الإسرائيلي باغتيال السيد عبد الملك الحوثي والمباهاة باغتيال قادة “حزب الله” في لبنان، وكتائب القسام وسرايا القدس في قطاع غزة، فهذا اول مؤشرات الهزيمة، وحالة اليأس من الحسم العسكري لوقف صواريخ المقاومة وعملياتها الميدانية الناجحة ولا يوجد أي تفسير آخر.
اليمانيون، شعبا وقيادة، لا يهابون الموت دفاعا عن أرضهم، وتضامنا مع أشقائهم الصامدين المجوعين الأحياء والشهداء في قطاع غزة والضفة الغربية، من منطلقات دينية واخلاقية، اما السيد عبد الملك الحوثي فإن قمة امنياته ان يلتقي ربه شهيدا أسوة بقدوته سيد الشهداء حسن نصر الله، وأميرهم يحيى السنوار، ونائبه الشهيد محمد الضيف والقائمة تطول.
ما لا يعرفه نتنياهو ونحمد الله على ذلك، ان اغتيال السيد الحوثي سيدفع ثمنه ليس هو وقيادته فقط، بل الصهاينة على مدى عقود، وربما قرون قادمة، فثأر اليمني مكلف جدا ولا حدود.. والأيام بيننا.