“حتى إذا تمكنت إسرائيل من إقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية، فإن السلام الدائم لن يتحقق إلا بوجود دولة فلسطينية” … ماذا قال السيسي في قمة بغداد؟ لمن كانت رسالته؟ وما هي الملاحظات على الموقف المصري بشأن غزة؟

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
“حتى لو نجحت إسرائيل في تطبيعها مع الدول العربية فالسلام العادل لن يتحقق إلا بوجود دولة فلسطينية” بتلك الكلمات التي ألقاها في قمة بغداد أثار الرئيس عبد الفتاح السيسي عاصفة من الجدل حول موقف القاهرة المقدّر لدى البعض، والمنتقد لدى آخرين.
الشيخ عباس شومان أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر يرى أنه في قمة التصعيد الهمجي الصهيوني ، فإن الموقف المصري هو المشرف والمتفرد.
شومان نشر فيديو لكلمة الرئيس السيسي وكتب متسائلا: ماذا لو تحدث الجميع بهذا الوضوح وإذا لم تؤثر هذه الكلمات في الآخرين فلك الله ياغزة.
من جهته يقول السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إنه توقف طويلا أمام تصريحات الرئيس السيسي اليوم في قمة بغداد عن غزة والقضية الفلسطينية والتطبيع بين إسرائيل والدول العربية .
ويضيف أن تصريحات السيسي هي الأقوي والأهم والأكثر صراحة ووضوحا تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية، وهي تثبت مجددا ( كما تثبت زيارة ترامب الاخيرة ) أن القضية الفلسطينية كانت ومازالت وستظل القضية المحورية لمصر، ومصر فقط.
وبحسب السفير العشماوي فإن تصريحات الرئيس لا تشفي غليل الكثيرين؛ لأن مصر مازالت تكتفي بالتصريحات، مشيرا إلى أنها في الحقيقة واقعيا وموضوعيا لاتستطيع أن تفعل غير هذا، لأنها عليلة، وهي عليلة لأنها مدينة.
الكاتب الصحفي الأديب أسامة الألفي يرى أن فتح معبر رفح للمعونات الغذائية بمرافقة حشود مصرية تضم مواطنين وبعض المشاهير وسفراء البلدان الداعمة لفلسطين أمر ضروري بعد أن بلغت المجازر الصهيونية منتهاها.
البعض يرى أن كلمات السيسي في قمة بغداد تنطوي على رسالة للسعودية وليس لإسرائيل.
من جهته يرى الإعلامي مصطفى بكري أن كلمة الرئيس السيسي أمام القمة العربية هي رسالة قوية ، وموقف حاسم في مواجهة محاولات تغييب القضية الفلسطينية والقضاء علي حقوق الشعب العربي الفلسطيني.
ويضيف أن الرئيس قالها بشكل واضح حتي لو طبع الجميع مع إسرائيل، فالسلام العادل لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
ويقول إنه في زمن تتهاوي فيه الثوابت وتسود فيه الهيمنة والصهينة، يبقي الصوت المصري قويا، متمسكا بالثوابت، رافضا للمؤامرة الصهيونية – الأمريكية علي القضية الفلسطينية والعربية.
ويختتم مؤكدا أن الذين تطالوا علي مصر وقيادتها، عليهم أن يراجعوا أنفسهم وأن يدركوا أن التاريخ سيسجل للرئيس السيسي مواقفه الوطنية والعروبية ورفضه تصفية القضية الفلسطينية ، لافتا إلى أن مواقف الرئيس هي مواقف كل المصريين.
نقيب المهندسين م.طارق النبراوي وجه تحية تقدير واحترام للرئيس عبد الفتاح السيسي، على كلمته المشرفة والمضيئة التي ألقاها اليوم في القمة العربية ببغداد؛ مشيرا إلى أنها عبّرت عن صوت مصر العروبي والثابت في مواقفه تجاه قضايا الأمة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ويضيف أنه في وقتٍ التبست فيه المواقف، وتخاذل فيه البعض، جاءت كلمة الرئيس لتعكس ضمير الشعوب العربية، ولتؤكد أن أمن فلسطين هو من أمن مصر، وأن كرامة الأمة لا تُجزّأ، ولا قبول بأي مساومة على حقوق الشعب الفلسطيني، فلم تكن كلمته مجرد خطاب سياسي، بل موقفًا تاريخيًا مشرفًا وسط صمتٍ مُطبق ومواقف متخاذلة، وتأكيد لالتزام مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وأنه لا تفريط في الحقوق التاريخية ولا قبول بالتهجير أو كسر الإرادة.
ويختتم مؤكدا أن المهندسين،كجزء من نسيج هذا الوطن، يعتزون بهذا الموقف الذي يكتب لمصر صفحة مشرفة من الدفاع عن القيم والمبادئ.
ويردف النبراوي: “إنني إذ أحيي هذا الموقف الشجاع، أؤكد أن صوت مصر سيظل دومًا صادحًا بالحق حين تخفت الأصوات”.