لماذا تسيطر حكومة الشرع على صفحة “الأسد الرئاسية” رغم وجود “الخضراء”؟.. “الجولاني” يعبّر عن احترامه في “الشعلان”: “صحة وهنا يا قائد”، والأسد فعلها قبل ذلك: شاورما في “الميدان” والتشبيح في العصر الجديد: “الشرع عمك وعمّ الجميع”!

لماذا تسيطر حكومة الشرع على صفحة “الأسد الرئاسية” رغم وجود “الخضراء”؟.. “الجولاني” يعبّر عن احترامه في “الشعلان”: “صحة وهنا يا قائد”، والأسد فعلها قبل ذلك: شاورما في “الميدان” والتشبيح في العصر الجديد: “الشرع عمك وعمّ الجميع”!

 

 

عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:

على الرغم أن الصفحة كانت تتبع لنشاطات الرئيس السوري السابق بشار الأسد بصفته رئيسًا للجمهورية العربية السورية، وذلك قبل سقوط نظامه أو إسقاطه على يد هيئة تحرير الشام في الشهر الأخير من العام الماضي، يبدو أن سُلطات حكام دمشق الجدد وضعت عينها على هذه الصفحة، والحديث عن صفحة “رئاسة الجمهورية العربية السورية” على موقع “الفيسبوك”.
وهي الصفحة التي كان قد نشر عليها الرئيس السوري السابق بيانه الأوّل بعد سُقوطه، وروى فيه أحداث الليلة الأخيرة لمُغادرته سورية، إلا أن هذه الصفحة تبدو جاذبة للحكومة الانتقالية، وعملت على السيطرة عليها، كما فعلت مع باقي مقدرات الدولة السورية.

حصلت السيطرة على الصفحة، بعد اللقاء أو الاستدعاء الذي جمع ترامب بالشرع لنصف ساعة فقط في العاصمة السعودية الرياض، على هامش زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة، وقطر، والإمارات، وعودته مُحمّلًا بالمليارات.
ولافت أن صفحة الرئيس السوري السابق، لا تزال تضع شعار الدولة السورية السابق “النسر” مع خلفيّته الحمراء، مع صورة العرض الرئيسية للعلم السوري “الأحمر”، وعند رصد محتويات الصفحة لا تزال الأخيرة تحتوي على نشاطات للأسد حتى قبل أشهر من سُقوطه وفق ما رصدت “رأي اليوم”.
الصفحة الرئاسية التابعة للرئيس السوري السابق، تملك 3 مليون مُتابع، في مُقابل صفحة الرئيس الانتقالي “الخضراء” التي اختارت ذات شعار الدولة “النسر” ولكن بثلاث نجوم، واللون الأخضر لون علم سورية الجديدة، يُتابعها 72 ألف مُتابع، الأمر الذي يُفسّر رغبة حكام دمشق الجدد السيطرة عليها، ونشر نشاطات الانتقالي عليها، فبعد خمسة أشهر على سقوط الأسد، لم ينجح الشرع في جذب المُتابعين لصفحته فيما يبدو، أو استفتاء غير رسمي على مدى شعبيّته.

ويبدو أن مساعي السيطرة على الصفحة الرئاسية “الحمراء” قد نجحت بشكل نسبي، فقد بدأ نشر نشاطات الاتتقالي عليها عبر صفحته الجديدة، دون قدرة القائمين على الصفحة “الخضراء” حتى كتابة هذه السطور على تغيير صورة الصفحة “الحمراء”، أو إزالة صورة العرض ألا وهي علم الجمهورية العربية السورية “الأحمر” بنجمتيه الخضراوين.
وتفاعل نشطاء مع واقعة الصفحة الرئاسية، بين تعليقات تفاوت عدد المُتابعين الكبير بين الأسد، والانتقالي، وبين تعليقات ساخرة لأنصار الشرع حول “تكويع” صفحة الأسد وتأييدها للثورة.
صفحة “السوريون حول العالم” علّقت من جهتها قائلة: “تنبيه، بالتنسيق مع مكتب فيسبوك بدبي، تنظيم القاعدة في سوريا يسرق صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية بـ 3 مليون متابع!! كما احتلَّ تنظيم القاعدة في سوريا قصر الرئاسة ومؤسسات الدولة السورية، وسرق كل شيء في سوريا، يسرق صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية بـ 3 مليون متابع، بالتنسيق مع مكتب فيسبوك بدبي.. منذ نشأته، يعيش الإرهابي الجولاني كالطفيلي على دماء الآخرين، حتى حين!!”.

وأضافت الصفحة: “لم يتمكَّن الإرهابي الجولاني من بناء صفحة على الفيسبوك، فكيف لأحدٍ أن يتخيَّل أنه يستطيع بناء دولة؟!!”.
وإلى جانب توثيق النشاط الإعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي، تحضر نشاطات الشرع الاجتماعية على الأرض، فبعد لعبه كرة السلة مع وزير خارجيته أسعد الشيباني على طريقة زعماء العرب المُتحضّرين ببذلة وربطة عنق، حضر الانتقالي إلى أحد مطاعم الشعلان الشعبية في العاصمة السورية دمشق، في مشهد قال أنصاره إنه أراد به التواضع والبساطة، فيما هتف له أنصاره “صحّة وهنا يا قائد”.
وانتقد نشطاء بدورهم مشهد تناول الشرع للطعام، والهتافات المؤيدة له، وحذّر بعضهم من تكرار حالة تعظيم القائد، وتأليهه، فيما عقد آخرون مُقارنات بين مشهد تناول الانتقالي للطعام في مطعم شعبي، وآخر للأسد وزيارته لحي الميدان، وقيامه وعقيلته أسماء وأولادهما بجولة في المكان، وتناولهما وأولادهما الشاورما من أحد المطاعم الشعبية في المنطقة.

وتجمّع في حينها الشعب السوري حول الأسد، وهتفوا له، وحيّوه، ونشرت في حينها بثينة شعبان المستشارة الخاصة بالرئاسة السورية السابقة مقطع فيديو وعلّقت قائلة: “السيد الرئيس بشار الأسد في حي الميدان الدمشقي بين شعبه وأهله ومحبيه”.
ولم تغب “حالة التطبيل” التي كان ينتقدها خصوم الأسد في عهده، عن أنصار الشرع، وإعلامييه، وأبرزهم الإعلامي السوري موسى العمر، فكتبت الناشطة فرح ناسة قائلة: “باسم ياخور لأنه بزمانه قال أنو الرئيس السابق والجيش خط أحمر بالنسبة له اعتبروه أكبر شبيح”، موسى العمر مبارح: اسمه أحمد الشرع مو الجولاني، والشرع رئيس سوريا غصب عن خشمك، الشرع عمّك وعمّ الجميع.
وأضافت الناشطة: إذا التشبيح بكون بالكلام (وأنا ضد هالشي لأن التشبيح هو أذى فعلي مو مجرد رأي متطرف) فموسى العمر إذاً شبيح أكبر من باسم بحسب منطق منحبكجية الجولاني اللي اعتبروا أي مؤيد للنظام السابق شبيح. (طبعاً مع احترامي لباسم وكامل عدم احترامي لموسى).