النص الكامل لمقابلة الرئيس ترامب!

خالد شحام
فخامة الرئيس نشكركم على وقتكم وقبولكم هذا اللقاء على هامش زيارتكم للمنطقة، نبدأ هذه المقابلة بسؤالنا عن تقييمكم للوضع في الشرق الأوسط خاصة بعد جولاتكم ولقائكم بالمسؤولين العرب.
– تعلم بأننا لا نهتم بكم على الإطلاق، وأننا نحصل على ما نريد في النهاية وخلافا لذلك سيكون الامر سيئا جدا، الصين هي ما يهمني، لكننا في الأثناء نضع أيدينا على العالم، لذلك أنا أعمل على إزاحة كل الأعباء الثانوية جانبا مثل روسيا وايران وكوريا الشمالية وبشكل مؤقت كي نتمكن من التفرغ جيدا لهؤلاء الصينين السيئين.
ـ ما القصة وراء تعرفة الضرائب؟ ولماذا هذه الهجمة على الصين؟
ـ اذهب وإسأل تشاينا ولا تسألني ! إسأل تشاينا التي تتحمل المسؤولية لأنهم لا يكفون عن الاعتداء على حقوقنا ويسرقون حصص تجارتنا ويبتلعون الأسواق.
– سيدي الرئيس، لماذا لا تتوقف حرب غزة ؟ ولماذا اختلف موقفكم من هذه الحرب عما بدأتم به، تتحدث التقارير عن قتل ما يقارب 400 فلسطيني خلال وجودكم في المنطقة، ويبدو أن وتيرة الهجمات زادت بعد مغادرتكم؟
– نحن بحاجة الى قتل أكبر عدد من الفلسطينيين، القتل شيء جيد وفعال في التخلص منهم ، وما يقوم به وكلاؤنا الاسرائيليون مُرضٍ جدا، لابد من إظهار القوة المفرطة لغزة ولغيرهم لكي لا يعودوا إلى تكرار فعلة 7 أكتوبر لأنها كانت موجعة جدا لنا ولا نقبل أبدا بأن تفعل أية جهة هذا بهيبتنا، لقد حصلنا على ما نريد ولا يهمنا حتى لو مسحوا كل غزة.
– فخامة الرئيس نسمع أحيانا بأن القيادة الاسرائيلية وأخص هنا رئيس الوزراء نتانياهو يتمتع بسُلطةٍ ونفوذٍ كبيرين في البيت الأبيض والسياسة الأمريكية، لكننا لاحظنا في الفترة الأخيرة نبرةً إعلامية فيها بعض التشدد من طرفكم حيال ذلك وكأنكم تقولون لقيادة الكيان نحن هنا ونحن من يدير اللعبة، فما هي الحقيقة هنا ومن الذي يتحكم بالثاني؟
– هذا سؤال وقح ! لكن يجب أن تعرف أن كلينا موظفان يتلقيان الأوامر للتنفيذ دون نقاش، إذا حصل اختلاف ما فهو على طريقة التنفيذ والتفاصيل، وفي نهاية المطاف لست مضطرا لكي أحب شريكي في العمل، انا شخصيا أكره المتغطرسين، وأكره هؤلاء الذين من حوله وخاصة ذلك السمين القذر كريه الرائحة وذلك الأشقر الأوكراني الذي يشبه الجرذ ويظهر كل مرة وكأنه يوجه لي الأوامر.
ـ ما مستوى رضاكم عن الصفقات الاستثمارية التي تم حصادها في الزيارة الأخيرة ؟
ـ ليست كافية ! لم أتوقع أن تكون بهذه السهولة وتفاجأت بأنني من خلال بعض المديح ضحكت عليهم وجمعت بضعة تريليونات، لو كنت الرئيس السابق للولايات المتحدة لكنت الان أمتلك نصف هذه البلاد، ثم أنكم تنسون شيئا مهما ! نحن من وضعكم حراسا على آبارنا النفطية التي حفرناها لكم وركبنا محطات التكرير ووفرنا لكم بواخر النقل وخطوط الامداد وفي النهاية لمن تعتقد بأن عائد هذه الآبار يرجع ؟ نحن لا نمارس لعبة الصفقات بل نقبض حقوقنا فقط وقد خسرنا الكثير بسبب تسامحنا وتساهلنا على أيدي الرؤساء الحمقى السابقين.
– كيف تنظرون الى سوريا الجديدة وما هو تقييمك لشركائكم في المنطقة ؟
– لا بد أنك مهذب زيادة عن اللزوم وهذا ما لا أحترمه، نحن لا يوجد لدينا شركاء، لدينا فقط مجرد موظفين مسجلين في وزارة الدفاع أو ملحقات وزارة الخارجية الأمريكية يتلقون أوامرهم بمعية رواتبهم مع كل نهاية شهر خلافا للامتيازات، هل يعقل أنك تصادق أو تشارك حصان السباق الذي تركبه كي يفوز لك بالمسابقة ؟ لقد تخلصنا من الأسد السيء وأتينا مكانه بمن هم أقدر على تقديم واجبات الولاء والطاعة وسوف ترون مفاجأة قادمة، الشرع رجل طويل القامة ويلعب جيدا كرة السلة ولحيته تعجبني، سوف يتصرف كما نطلب منه ثق بي.
– هل يعقل بأن هؤلاء المتشددين الإسلاميين سيدخلون في الصفقة الابراهيمية ويقبلون التطبيع مع الاسرائيليين ؟
– سيفعلون ذلك ! و الأهم أننا ضمنّا جميع عقود اعادة اعمار سوريا مقابل رفع العقوبات، في الحقيقة نحن من فزنا في النهاية، ثم هل تعرف المثل حول ذاكرة السمك ؟ هل تعرف سببه ؟ لأن السمك الغبي يعلق في الصنارة كل مرة ولا يتعلم أبدا من المرات السابقة، هل نسيتم تنظيم القاعدة ومن اخترعه ؟ هل أذكرك بشعاراته المعلنة وكيف استخدمناه لتلبية كل مخططاتنا ولا زال بعض الحمقى منكم يرددون أنهم مجاهدون، نفس المنطق هنا مع هؤلاء.
– ماذا بشأن الإيرانيين ؟ هل تعتقدون بأن الفرصة جيدة لعقد اتفاقات معهم؟
– لا يوجد لدينا شيء اسمه اتفاقات، إنها تكتيكات ظرفية مؤقتة، لدينا أوامر لهم فقط وعليهم أن يفعلوا وإلا سيواجهون الجحيم، نحن لا نثق بهم على الإطلاق ولكننا بحاجة للسماح لهم بأن يلتقطوا أنفاسهم حتى يطمأنوا لقراراتنا ثم سنتصرف معهم، نحن نعرف بانهم خسروا الكثير وتلقوا صفعات جيدة لكن لدينا خطط كاملة للتعامل معهم عندما نتفرغ، نأمل خلال هذه الفسحة أن يحدث تغيير جوهري في عقليتهم وأن يتوقفوا عن دعم الجماعات الارهابية.
– ما هو تعليقكم على تعاون الأنظمة العربية مع الإدارات الأمريكية ؟ هل هنالك مخاوف لديكم من حدوث انقلابات مفاجئة؟ وما مصير الدولة الفلسطينية؟
– ها قد بدأنا، هذا سؤال أخر مضاعف الغباء! دعني أعترف لك بشيء، في بعض الأحيان أتساءل بيني وبين نفسي ما هي حاجتنا إلى وضع نائب لنا في الشرق الأوسط ؟ هل هنالك حاجة فعلا إلى الدور الاسرائيلي في ظل وجود أنظمة تخدمنا بما يتفوق على الاسرائيليين أنفسهم ؟ قل لي هل استطاعت اسرائيل أن ترفدنا بأربعة تريليونات؟ هؤلاء جيدون ولكن يجب أن يدفعوا لنا كي يستمروا في خدماتهم ويجب أن يكونوا أكثر طاعة وولاء لنا، ثم لا تنس بأن هنالك شيء اسمه دفع فاتورة طلبات إزالة المقاومة الفلسطينية وتدمير حزب الله والاطاحة بإيران، يمكننا اللعب على مفهوم الدولة الفلسطينية لمائة سنة أخرى دون نتيجة.
– هل من مواقف خاصة يمكنك ذكرها تثبت ولاء العرب لكم؟
– ســؤال قذر! هل أنت متأكد أنك لست من شبكة أخبار سيئة ؟ على كل سأجيبك، أربعة من الزعماء عرضوا علينا اراضي دولهم لتهجير الفلسطينين من غزة، وآخر اعلن استعداده لادخال جيشه لمساعدة الاسرائيليين في القضاء على الارهابيين في غزة، واحد آخر طلب مني أن امدحه على الشاشة مقابل 3 مليار دولار لكنني رفضت لأنه مبلغ ضئيل، احدهم ولا اذكر ان كان فنزويلي أو مكسيكي أو برتغالي عرض علينا مقترحا ثمينا لخطة هجوم على لبنان وسوريا في فترة الحرب على غزة وانتهاز الفرصة، ثم عرض خطة أخرى جيدة لمكافحة الاسلام في بلاد العرب، أحدهم فاجأنا بمقترح خطة لتهويد كل المنطقة العربية وإحاطة اسرائيل بقوس سني موالي تماما، لا انسى من قدم لنا اهم المعلومات لاصطياد حسن نصر الله والضيف وهنية وغيرهم من الارهابيين.
– ماذا بشان اليمن وجماعة انصار الله ؟
– أووه لقد مللت من هؤلاء فلا تسألني عنهم، لقد أتعبونا ! لم ينفع معهم شيء، رؤوسهم كالحجارة، إنهم ارهابيون من الطراز الأول يتمتعون بالصلابة، لقد استمرينا في قصفهم وتكبدنا كلفا هائلة وخسرنا الكثير، لقد أخطأت في حساباتي معهم وأعتقد أن نتانياهو غرر بي، لكنني صحوت فورا وتداركت الموقف وأوقفت هذا الهدر، سأعترف لك بأنني كنت أخشى أن يشكلوا تهديدا لرحلتي إلى الشرق الأوسط بصاروخ أو شيء من هذا القبيل وعندها كنت سألغي رحلتي.
ـ هل تعتقد بأن العرب يمتلكون أوراق قوة يمكنهم اللعب بها ضدكم أو يشكلوا أي تهديد لوجودكم؟
– انت صحافي خبيث ! لكن يعجبني سؤالك ! في الحقيقة نعم لديكم اوراق خطيرة للغاية يمكنها أن تؤثر كليا على سياساتنا لكنني ندعي العكس ونكرس ضعفكم لخدمتنا، كان بمقدور أي بلد عربي أن يوقف حرب غزة خلال بضعة أيام لو لم تكن أوامرنا تحكم بلادهم، الشعوب العربية والإسلامية هي مصدر مخاوف دائمة لنا وندرك أن لحظة الصحو قد تقع في غمضة عين لكننا نحرص على الدوس عليهم وإطعامهم بالطعام الفاسد و تسليط الأنظمة البالية وإغراقهم بالكسل والجهل والفوضى، ما حصل في غزة وهؤلاء المقاتلين الفلسطينيين كادوا أن يقلبوا المنطقة علينا ويتسببوا في ثورة شاملة في كل البلاد العربية ويطيحوا بنا وبحلفائنا، لكننا تمكنا من توجيه ضربات قاتلة قبل فوات الأوان.
ـ ما هي جذور هذا الصراع العالمي ولماذا تستمر الولايات المتحدة في صناعة الحروب والقلاقل ؟ لماذا لا تكونون مثالا للسلم ودعاة الازدهار للعالم؟
ـ هذا أكثر سؤال منحط، أي سلام هذا الذي تتحدث عنه ؟ السلام هو الحروب فقط ولا مفهوم آخر للسلام، لدينا مخاوف كبيرة أساسها هو الخوف من الجوع بكل بساطة ! هل تعلم كم يلتهم المواطن الأمريكي من الغذاء يوميا ؟ كيف يمكننا تأمين نمط الحياة الأمريكية إذا لم نفعل ذلك ؟ فليذهب العالم إلى الجحيم، نحن سادة هذا الكوكب ويحق لنا فيه القمح الجيد واللحم الأحمر الجيد والمعادن الجيدة والبيع الجيد كذلك، هذا هو سر صراعنا الدائم بكل بساطة حتى اكون معك صادقا ولكننا نخفيه تحت دوافع قومية ودينية واقتصادية، نعم نحن نخاف من الجوع وهذا هو سبب كل حروبنا في العالم ولن نتوقف عن ذلك لأننا اذا فعلنا فسوف نجوع، سأكون كاذبا لو لم أقل لك بأننا نخشى الآسيويين ولكننا نخاف من العرب اكثر، نخاف من دينهم الإسلامي لأنه مصدر قوة هائلة لذلك ابتكرنا لهم مصطلح الاسلام السياسي وصنعنا سائر الحركات التكفيرية، نخاف ايضا من قوة القومية العربية لذلك نحرص على تجهيل الشعوب العربية وغمسها في الرفاه المزيف وقمعها وتحجيمها وتقليدنا في كل شيء.
– سيادة الرئيس في نهاية هذا اللقاء وصلتني هذه المشاركة من أحد المواطنين من بيت لاهيا وأرغب في اسماعها لك.
– هات ما لديك !
– سوف نهزمكم هزيمة ساحقة مهما طال القتال، هل نفعكم نهب العراق وأفغانستان ؟ هل انتصرت لكم جرائمكم في فيتنام ؟ ألم تخضعوا أمام أنصار الله وتقبلوا بالهدنة ؟ ألم تكسر المقاومة الفلسطينية جبروت دباباتكم في جباليا ورفح وخان يونس ؟ ألم تزدد المقاومة الفلسطينية عزيمة وقوة بعد كل حروبكم الطاحنة السابقة وتتضاعف قوتها ؟
في إحدى آيات القرآن الكريم يقول الخالق ( يُعۡرَفُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ بِسِيمَٰهُمۡ فَيُؤۡخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقۡدَامِ (41) فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) هَٰذِهِۦ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَ حَمِيمٍ ءَانٖ (44) فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ )، سنقف ذات يوم معك ومع كل حكام العرب وحكام العالم جميعا سيادة الرئيس على شرفة جهنم النهائية، وسنرى من سيفوز وقتها، وسيقول لكم أطفال غزة هذه هي جهنم، اقفزوا و احترقوا فيها إلى الأبد، وهذه هي وجوهكم تفضحكم على ما فعلتم بغزة وأهل غزة ولبنان واليمن وسوريا والعراق والسودان وليبيا ومصر وسائر مدن الرماد، والأيام بيننا سيدي الرئيس !
كاتب عربي فلسطيني