الخلايا الجذعية… طفرة جمالية تُحدث تغييرًا في مفهوم العناية بالبشرة والشعر

لندن-راي اليوم
شهد مجال التجميل خلال السنوات الأخيرة تحولًا لافتًا مع دخول العلوم الحيوية، خاصة في ظل تصاعد الاهتمام بتقنيات الخلايا الجذعية، التي أصبحت محورًا لأبحاث طبية وتجميلية واعدة. هذه التقنية التي كانت تُستخدم في بداياتها لأغراض طبية بحتة، وجدت طريقها إلى عالم التجميل، فاتحة آفاقًا جديدة لعلاج مشكلات البشرة والشعر بطريقة طبيعية وآمنة، بعيدًا عن الحلول المؤقتة أو الإجراءات الجراحية التقليدية.
ما هي الخلايا الجذعية؟
الخلايا الجذعية هي خلايا غير متخصصة تمتلك القدرة على التحول إلى أنواع متعددة من خلايا الجسم، مثل خلايا الجلد، والشعر، والعضلات. وتُستخلص من عدة مصادر، أبرزها:
الخلايا الجذعية الجنينية: تمتاز بقدرتها العالية على التحول، لكنها تثير جدلاً أخلاقيًا واسعًا.
الخلايا الجذعية البالغة: تُستخرج غالبًا من الدهون أو نخاع العظم، وتُستخدم بشكل شائع في الإجراءات التجميلية.
الخلايا الجذعية المستحثة: خلايا بالغة يُعاد برمجتها وراثيًا لتصبح شبيهة بالخلايا الجنينية، ما يتيح استخدامًا أخلاقيًا أكثر قبولًا.
من التجريب إلى العيادات: بداية استخدام الخلايا الجذعية في التجميل
بدأ استخدام الخلايا الجذعية في المجال التجميلي مطلع الألفية، حين لاحظ الباحثون أن حقن الخلايا المستخرجة من الدهون يساعد على تحسين مظهر الجلد وزيادة مرونته. ومع تطور الأبحاث، توسعت الاستخدامات لتشمل علاجات متعددة، سواء للبشرة أو لمشاكل الشعر.
كيف تساهم الخلايا الجذعية في تجديد البشرة؟
أصبحت الخلايا الجذعية اليوم جزءًا من عدة تقنيات تهدف إلى تجديد شباب البشرة، وأبرزها:
الحقن الموضعي: حيث تُحقن الخلايا في أماكن التجاعيد أو الندوب لتحفيز نمو خلايا جديدة وزيادة إنتاج الكولاجين.
الدمج مع البلازما الغنية بالصفائح (PRP): وهي تقنية معروفة باسم “الحقن الذهبي”، تُستخدم لتعزيز النتائج وتحفيز التجدد الخلوي.
الكريمات الموضعية: بدأت بعض الشركات بإنتاج مستحضرات تجميل تحتوي على خلاصة خلايا جذعية نباتية أو حيوانية، لدعم العمليات الطبيعية في الجلد.
النتائج تشمل عادة تحسين لون البشرة، تقليل التجاعيد، زيادة النضارة والمرونة – وكل ذلك دون جراحة.
علاج تساقط الشعر بالخلايا الجذعية: أمل جديد
تلعب الخلايا الجذعية دورًا متناميًا في علاج تساقط الشعر، خاصة الصلع الوراثي وتساقط الشعر الناتج عن العوامل الهرمونية أو التوتر. وتشمل التقنيات:
تحفيز بصيلات الشعر: عن طريق حقن الخلايا الجذعية في فروة الرأس لتحفيز البصيلات الخاملة.
زراعة الشعر بالخلايا الجذعية: تقنية ما تزال تحت التجربة، تهدف إلى مضاعفة عدد البصيلات من خلال إنتاج بصيلات جديدة باستخدام الخلايا الجذعية.
وقد أفاد عدد من المرضى بتحسن ملحوظ في كثافة الشعر وتقليل التساقط بعد عدة جلسات.
لماذا يفضل الأطباء هذه التقنية؟
تتميز علاجات الخلايا الجذعية بعدة مزايا تجعلها متفوقة على بعض الإجراءات التقليدية:
آمنة وطبيعية: لأنها تعتمد على خلايا من جسم المريض نفسه.
نتائج طويلة الأمد: إذ لا تكتفي بتحسين المظهر مؤقتًا بل تحفز عملية التجدد الطبيعي.
لا تحتاج لفترة تعافٍ طويلة: حيث تُعد معظمها إجراءات غير جراحية.
التحديات والقيود
رغم الإيجابيات، إلا أن هذه التقنيات ما تزال تواجه بعض العقبات:
الكلفة العالية: فالاستخراج والمعالجة تتطلب تجهيزات دقيقة وكوادر مدرّبة.
الضوابط التنظيمية: تختلف القوانين من بلد لآخر، ما يحد من توفرها في بعض الدول.
غياب المعايير الموحدة: لا تزال بعض العلاجات تعتمد على تجارب فردية ولم تُعتمد رسميًا من قبل جميع الجهات الصحية.
المستقبل واعد… ولكن بحذر
رغم التحديات، فإن المستقبل يبدو واعدًا لتقنيات الخلايا الجذعية في التجميل. ومع التقدم المستمر في البحث العلمي وتطور أدوات الطب الحيوي، من المتوقع أن تصبح هذه العلاجات أكثر انتشارًا وأسهل منالًا، ليس فقط للمشاهير أو الأثرياء، بل لجميع من يبحثون عن حلول آمنة وفعالة وطبيعية لتحسين مظهرهم.