ثريدز تعيد تشكيل المنافسة مع إكس

لندن-راي اليوم
يبدو أن المنافسة بين منصات التواصل الاجتماعي تزداد سخونة، خاصة بين “ثريدز” التابعة لشركة “ميتا”، و”إكس” (تويتر سابقًا) المملوكة للملياردير إيلون ماسك. ففي الوقت الذي تتجه فيه “إكس” لتقليص أهمية الروابط الخارجية عبر خوارزميتها، ترى “ثريدز” في هذا التوجه فرصة ذهبية لتعزيز حضورها وجذب صناع المحتوى والمستخدمين الطامحين في الترويج لأعمالهم ومشاريعهم.
تراجع دعم الروابط على “إكس”
لاحظ العديد من مستخدمي “إكس” أن المنشورات التي تتضمن روابط خارجية تحصل على تفاعل أقل مقارنة بالمنشورات النصية أو المرفقة بالصور والفيديوهات. ويعود هذا إلى السياسة المعلنة التي يتبعها ماسك، والتي تهدف إلى إبقاء المستخدمين داخل المنصة لأطول فترة ممكنة، بدلاً من توجيههم إلى مواقع خارجية.
ورغم شكاوى المستخدمين من تراجع الوصول والتفاعل على المنشورات التي تحتوي روابط، لم تُبدِ “إكس” أي نية لتغيير هذه السياسة. بل أطلقت مؤخراً منصة جديدة تُدعى “إكس شات” لتنافس تطبيقات التراسل مثل “واتساب”، مما يُشير إلى أن أولويتها تتجه نحو الاحتفاظ بالمستخدم داخل النظام البيئي لـ”إكس”.
“ثريدز”: الروابط في صميم التحديث الجديد
في المقابل، أعلنت “ميتا” أن منصتها “ثريدز” بدأت بإعطاء أولوية كبيرة للروابط ضمن استراتيجيتها لتوسيع قاعدة المستخدمين وتعزيز تفاعلهم. ومن أبرز التحديثات الأخيرة:
إمكانية إضافة حتى 5 روابط في النبذة التعريفية (Bio) للمستخدم، مقارنة برابط واحد فقط في منصة “إكس”.
دعم تحليلات دقيقة للروابط المنشورة، سواء في النبذة أو ضمن المنشورات، حيث سيتمكن المستخدم من تتبع عدد الزيارات التي تولدها تلك الروابط.
ترويج أعلى للمنشورات التي تحتوي على روابط من خلال خوارزمية التوصيات، وهو تغيير ملحوظ بعد أن كانت “ثريدز” تُعامل الروابط كجزء ثانوي من المنشورات.
خطوة لصالح صناع المحتوى
يبدو أن هذه التحسينات تأتي ضمن استراتيجية أوسع من “ميتا” لتعزيز دعمها لصناع المحتوى عبر جميع منصاتها، من “إنستغرام” إلى “فيسبوك” و”ثريدز”. إذ يحتاج صناع المحتوى إلى منصات تُسهّل عليهم الترويج لأعمالهم ومواقعهم ومشروعاتهم، ولا تُقيد ظهور منشوراتهم بسبب الروابط.
وفي ظل اتجاه “إكس” المعاكس، قد تشكل هذه الخطوة من “ثريدز” نقطة جذب مهمة لصنّاع المحتوى، الذين يبحثون عن أدوات ذكية ومرنة لزيادة جمهورهم ومضاعفة وصولهم الرقمي.
هل تنجح “ثريدز” في جذب جمهور “إكس”؟
في الوقت الذي تحاول فيه “ثريدز” منافسة “إكس” في ميدان خوارزميات التوصيات ودعم المحتوى، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن المستخدمون من تغيير ولائهم؟ أم أن تأثير “إكس” ما يزال أقوى من حيث عدد المستخدمين والمحتوى اللحظي؟
الإجابة قد تتوقف على مدى التزام “ثريدز” بتوفير بيئة صديقة للمستخدم وصانع المحتوى على حد سواء، دون قيود خوارزمية تقلل من فرص الانتشار.