الرئيس الإيراني: الغرب لم يتفاعل مع رسائل السلام التي أرسلناها

الرئيس الإيراني: الغرب لم يتفاعل مع رسائل السلام التي أرسلناها

إيران/ الأناضول

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأحد، إن رسائل السلام التي وجهتها بلاده في السياسة الخارجية تجاهلها الغرب.

وأضاف بزشكيان: “كان هدفنا مدّ يد الصداقة إلى الجميع. إنهم يسعون لتشكيل عقلية مناهضة لإيران، ودفع دول المنطقة إلى المواجهة فيما بينها”.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال جلسة الافتتاح لـ”منتدى طهران للحوار”.

ودعا الرئيس الإيراني إلى تحرك مشترك وفاعل من دول المنطقة لوقف الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

وأكد أن إسرائيل لم تكن لتتمكن من ارتكاب هذا الكم من الجرائم لو تبنت الدول الإسلامية موقفًا موحدًا.

وشدد بزشكيان: “نحن، الدول الإسلامية، مسؤولون. يجب أن نضع جميع خلافاتنا جانبًا ونتقبل بعضنا بعضًا. علينا احترام حقوق بعضنا، والدفاع معًا عن حقوق شعوب المنطقة. حينها لن يكون ارتكاب الجرائم أمرًا سهلاً”.

وتابع: “ما تفعله إسرائيل اليوم هو تهجير وقتل للبشر. لكل البشر والحيوانات وجميع الكائنات الحية حقوق، وعلينا حماية هذه الحقوق. لكل كائن حي مكانته، ويجب ألا تُغفل هذه الحقوق، وإلا فإن أثر ذلك سينعكس علينا”.

– تهديدات ترامب

وفي سياق حديثه، تطرّق الرئيس الإيراني إلى الاتهامات والتهديدات التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبلاده خلال زيارته للسعودية، متسائلًا: “ترامب جاء إلى المنطقة وقال إن إيران خطر. هل نحن الخطر؟ هل نحن من يقصف البيوت؟ هل نحن من يقتل العلماء؟ هل نحن من يقصف الأبرياء ويدفنهم تحت التراب؟ هل نحن من قتل إسماعيل هنية (القيادي السابق في حماس) في طهران؟ إن المجرمين والإرهابيين هم من يتهمون الآخرين بالإرهاب”.

وأوضح أن الولايات المتحدة تبيع السلاح لدول المنطقة من أجل نهب ثرواتها الطبيعية ودفعها إلى صراعات داخلية.

وأضاف بزشكيان: “لو توقف نقل الطاقة من الخليج الفارسي (العربي)، فسيصابون بالشلل. إنهم يشعلون الحروب لنقل هذه الثروات إلى بلدانهم بالأسعار التي يريدونها، ويمنحوننا السلاح كي نحارب بعضنا، وتبقى دول المنطقة متخلفة عن النمو والتنمية. هذا هو هدفهم”.

– ملف التفاوض مع الولايات المتحدة

وحول مسار المفاوضات النووية، قال بزشكيان، إن إيران تملك، وفقًا لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، الحق في إجراء الأبحاث النووية السلمية.

وأشار إلى أن بلاده تحتاج هذا العلم في مجالات الصحة والزراعة والصناعة وغيرها.

وتساءل بزشكيان: “من منح الآخرين الحق في منع تنمية بلادنا ومعارفنا؟”

وأضاف: “ترامب قال إن بإمكانهم التأكد من أن إيران لا تملك سلاحًا نوويًا. وأنا كإنسان لا أقبل بأي إكراه. لن نتخلى عن برنامجنا النووي السلمي تحت أي ظرف. مهما فعلوا، لن نتراجع. نريد الأخوّة والسلام في الداخل والخارج، ولكننا لن نتنازل عن حقوقنا”.

وأكد بزشكيان، أن حكومته، منذ تسلمها السلطة، وجهت للغرب رسائل سلام وتعاون، لكن “الغرب تجاهل رسائل السلام التي أرسلناها. قلنا إننا لسنا على عداء مع أحد. كان هدفنا مدّ يد الصداقة إلى الجميع. إنهم يسعون لتشكيل عقلية مناهضة لإيران، ودفع دول المنطقة إلى المواجهة فيما بينها”.

وختم كلمته بالقول: “إذا استطعنا تطوير أنفسنا داخليًا بوحدة وتماسك، وعززنا علاقاتنا مع جيراننا، فلن يستطيع أحد إسقاطنا. الولايات المتحدة أشعلت حربًا لا نهاية لها، وتريد جعل المنطقة غير آمنة للاستيلاء على مواردها”.

يُذكر أن “منتدى طهران للحوار”، يُنظمه معهد الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية، ويشارك فيه وزراء ونواب وزراء ودبلوماسيون من 53 دولة.