فوز الحزب الحاكم بفارق ضئيل في الانتخابات التشريعية بالبرتغال

فوز الحزب الحاكم بفارق ضئيل في الانتخابات التشريعية بالبرتغال

لشبونة- (أ ف ب) – فاز رئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينغرو اليميني المعتدل بالانتخابات التشريعية المبكرة التي أجريت الأحد، لكنه لم يحصد غالبية برلمانية كافية لضمان الاستقرار السياسي للبلاد.
وبلغ اليمين المتطرف ممثلا بحزب “تشيغا” للمرة الأولى عتبة 20% من الأصوات، وقد يتخطى الحزب الاشتراكي ليصبح أكبر قوة معارضة.
وبحسب النتائج الرسمية الشبه الكاملة، حصل المعسكر الحكومي (حزب التحالف الديمقراطي) على 32,7% من الأصوات، مقابل 23,4% للحزب الاشتراكي و22,6% لحزب “تشيغا”.
وحصل الائتلاف المنتهية ولايته على 89 مقعدا من 230، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب للغالبية المطلقة وهو 116.
ومونتينيغرو محام يبلغ 52 عاما ولطالما رفض تولي الحكم بدعم من تشيغا، وقد يتمكن من تشكيل غالبية أوسع من خلال ائتلاف مع حزب المبادرة الليبرالية الذي يحل رابعا مع 5,5% من الأصوات.
ووفي الوقت الراهن، يتعادل الاشتراكيون واليمين المتطرف بعدد المقاعد وهو 58 نائبا لكل منهما.
– “تقديم تنازلات” –
وقال الناخب لويس ألميدا البالغ 64 عاما لوكالة فرانس برس “علينا أن نقدم تنازلات حتى ننجح في تشكيل حكومة قادرة حقا على العمل”، معربا عن أسفه لأن الأحزاب الرئيسية “منقسمة بسبب قضايا شخصية”.
وقال مونتينغرو بعد الإدلاء بصوته في مدينة إسبينيو الساحلية الشمالية التي تُعد معقلا له “لدي ثقة كبيرة في الشعب البرتغالي والاستقرار الذي يمكننا تحقيقه من خلال هذه الانتخابات”.
وتأتي الانتخابات في الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي والتي تعدّ قرابة 10 ملايين نسمة، في وقت يواجه التكتل توترات تجارية عالمية ويسعى إلى تعزيز دفاعاته.
وحض مونتينغرو خلال تجمع انتخابي أخير في لشبونة الجمعة، الناخبين على منحه تفويضا أقوى حتى تتمكن البرتغال من مواجهة هذه “الاضطرابات الجيوسياسية” بشكل أفضل.
وقال “علينا أن نقوم بدورنا في الداخل، وأن نكون جزءًا من الحلول الخارجية، في أوروبا والعالم. ولهذا نحتاج إلى حكومة قوية”.
ودُعي إلى الانتخابات الأحد بعدما خسر مونتينغرو تصويتا على الثقة في البرلمان في آذار/مارس.
وكان هو نفسه من تقدم بمقترح طرح الثقة، عقب اتهامات بتضارب مصالح مرتبطة بشركته الاستشارية.
وكانت الشركة تتعامل مع زبائن يرتبطون بعقود حكومية. ونفى مونتينغرو أن يكون ارتكب أي مخالفة مؤكدا أنه لم يشارك في إدارة الشركة الاستشارية التي نقل ملكيتها إلى أبنائه.
ولفتت خبيرة العلوم السياسية فيليبا رايموندو من معهد لشبونة الجامعي إلى أن استطلاعات الرأي تظهر أن “الناخبين البرتغاليين يتعاملون بقدر معين من التسامح مع هذا النوع من القضايا، ومن الواضح أن هذه القضية لم تكتسب الزخم الذي أملت فيه المعارضة”.
وتحت عنوان “التصويت مجددا”، عبّرت صحيفة بوبليكو اليومية في صفحتها الأولى عن حالة الإرهاق الشعبي من إجراء انتخابات أخرى مبكرة.
واتهم زعيم الحزب الاشتراكي بيدرو نونو سانتوس، وهو خبير اقتصادي يبلغ 48 عاما، مونتينغرو بالدفع نحو إجراء الانتخابات من أجل “تجنّب تقديم تفسيرات” بشأن الشركة أمام لجنة تحقيق برلمانية.
وبعد إعلان النتائج، قال إنه سيتنحى عن منصبه وسيدعو إلى انتخابات داخلية للحزب لاختيار زعيم جديد له.
– سياسة الهجرة –
وعلى غرار أحزاب اليمين المتطرف الأخرى التي احرزت تقدما في أنحاء أوروبا، استفاد حزب “تشيغا” من المعارضة للهجرة والمخاوف من الجريمة.
وحقق حزب “تشيغا” الذي أسس عام 2019 تقدما كبيرا، إذ حصل العام الماضي على 18% من الأصوات، ليرتفع عدد نوابه من 12 إلى 50 نائبا.
إلا أن الحزب واجه أيضا مواقف محرجة، من بينها اتهامات لأحد نوابه بسرقة حقائب بشكل متكرر من أحزمة نقل الأمتعة في المطارات.
واضطر زعيم الحزب أندريه فينتورا، المعلق الرياضي السابق البالغ 42 عاما، لمغادرة تجمعين انتخابيين بشكل مفاجئ خلال الأسبوع الأخير من الحملة بسبب آلام في المعدة.
ونُقل إلى المستشفى في المرتين، لكنه فاجأ الجميع بحضوره الفعالية الختامية للحزب الجمعة.
وركز النقاش السياسي خلال الحملة على مواضيع تدعم الخطاب اليميني المتطرف، مثل الهجرة.
وازداد عدد الأجانب في البرتغال أربعة أضعاف مقارنة بما كان عليه في العام 2017 ليشكل حاليا حوالى 15% من السكان. وشدّدت حكومة مونتينغرو سياسة الهجرة في البلاد والتي كانت إحدى أكثر السياسات تساهلا في أوروبا في ظل الحكومة الاشتراكية السابقة برئاسة أنتونيو كوستا.
وقال تياغو مانسو، وهو خبير اقتصادي يبلغ 33 عاما متحدر من البرازيل بعدما أدلى بصوته لأول مرة في البرتغال “إن البلاد تحتاج إلى مهاجرين، لكنها لا تستطيع استيعاب كل من يصل”.