كتائب “القسام” تعلن عن مقتل وإصابة جنود إسرائيليين في “كمين معقد” شمال غزة.. و35 شهيدًا جراء غارات مكثفة ومجازر في القطاع

غزة / الأناضول- أعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، الاثنين، قتل وإصابة عسكريين إسرائيليين في كمين مركب قبل أيام، غرب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وقالت “القسام”، في بيان، إن مقاتليها أكدوا بعد عودتهم من خطوط القتال “تنفيذ كمين مركب في منطقة العطاطرة غرب بيت لاهيا شمال القطاع”.
وخلال هذا الكمين، أوضحت “القسام” أن مقاتليها استهدفوا “3 آليات صهيونية بعبوتي شواظ وقذيفة تاندوم ومن ثم الاشتباك بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية مع قوة صهيونية أخرى”.
وذكرت القسام أن مقاتليها “أوقعوا أفراد القوة بين قتيل وجريح”، لافتة إلى أنهم “رصدوا هبوط الطيران المروحي للإخلاء يوم الجمعة الماضي”.
ولم يصدر تعقيب فوري من الجيش الإسرائيلي على بيان “القسام”.
وفي 9 مايو/ أيار الجاري، ارتفعت حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي الذين سمح الجيش بنشر أسمائهم منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 856 ضابطا وجنديا بينهم 8 منذ استئنافه الإبادة في غزة في 18 مارس/ آذار الماضي، وفق بياناته المنشورة على موقعه الإلكتروني.
وتشير المعطيات إلى إصابة 5758 ضابطا وجنديا منذ 7 أكتوبر 2023 بينهم 2588 بالمعارك البرية في قطاع غزة.
وخلافا لما يعلنه، يُتهم الجيش الإسرائيلي بإخفاء الأرقام الحقيقية لخسائره في الأرواح، خاصة مع تجاهل إعلانات عديدة للفصائل الفلسطينية بتنفيذ عمليات وكمائن ضد عناصره، تؤكد أنها تسفر عن قتلى وجرحى.
وتفرض تل أبيب، وفق تقارير دولية عديدة، رقابة عسكرية صارمة على وسائل إعلامها بخصوص الخسائر البشرية والمادية جراء ضربات “الفصائل الفلسطينية”، لأسباب عديدة، بينها الحفاظ على معنويات الإسرائيليين.
واستشهد 35 فلسطينيا بينهم أطفال وأصيب آخرون، الاثنين، بقصف إسرائيلي متفرق على قطاع غزة وإطلاق نار في إطار تصعيد الجيش لجرائم إبادته الجماعية المتواصلة للشهر العشرين.
وفي أحدث الغارات، استشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون معظمهم أطفال في قصف إسرائيل مدرسة “الحساينة” التابعة لوكالة الأونروا، والتي تؤوي نازحين غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفق مصدر طبي للأناضول.
وأفاد شهود عيان للأناضول بأن معظم الإصابات التي وصلت إلى مستشفى العودة الأهلي جراء قصف المدرسة هي لأطفال.
وفي 6 مايو/ أيار الجاري، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفاع عدد مراكز الإيواء والنزوح المستهدفة من الجيش الإسرائيلي إلى 234، منذ بدئه حرب الإبادة الجماعية.
وفي وقت سابق، قال مصدر طبي للأناضول إن الجيش الإسرائيلي نفذ غارات متفرقة على مدينة خان يونس جنوب القطاع ما أسفر عن استشهاد 15 فلسطينا، بينهم 5 بقصف منزل لعائلة أبو الروس شمال غرب المدينة، و9 في غارات متفرقة استهدفت بعضها خياما تؤوي نازحين وأخرى طالت منازل.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الفلسطيني الأخير استشهد بإطلاق رصاص إسرائيلي مباشر صوبه في مدينة خان يونس، لافتا إلى أن جثمانه وصل إلى مجمع ناصر الطبي بالمدينة.
وأفاد شهود عيان للأناضول بأن المدفعية الإسرائيلية قصفت بلدة القرارة شمال شرق خان يونس، فيما استهدف الجيش غرفة تتبع للأمن بجانب مجمع ناصر الطبي دون الإبلاغ عن إصابات.
وفي محافظتي غزة والشمال، قال مصدر طبي إن 7 فلسطينيين استشهدوا بينهم 5 في غارة استهدف تجمعا لمدنيين قرب سوق الفالوجا غرب مخيم جباليا، واثنان في قصف تجمع لمدنيين قرب ملعب اليرموك الذي يؤوي نازحين بمدينة غزة.
وبحسب شهود عيان فإن المدفعية الإسرائيلية أطلقت قذائفها صوب بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع.
وفي المحافظة الوسطى، قال مصدر طبي للأناضول إن 8 فلسطينيين استشهدوا في 4 غارات على مناطق متفرقة، الأولى استهدفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة السوارحة غرب مخيم النصيرات وأسفرت عن استشهاد 3 بينهم طفلان.
وأما الثانية، بحسب المصدر، فقد استهدفت منزلا لعائلة بدوان في مدينة دير البلح وأسفرت عن استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة وفقدان آخرين، فيما استهدفت الثالثة شقة سكنية في النصيرات ما أسفر عن استشهاد فلسطيني.
أما الغارة الرابعة فاستهدفت خيمة تؤوي نازحين جنوب دير البلح ما أسفر عن استشهاد سيدة فلسطينية.
وأوضح شهود عيان أن آليات الجيش أطلقت نيرانها بكثافة صوب شمال شرق مخيم البريج وسط القطاع.
وجاءت هذه الهجمات غداة إعلان الجيش الإسرائيلي تكثيف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة عبر بدء عملية عسكرية برية في مناطق عدة بالشمال والجنوب.
وقال متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر إكس، إن قوات الجيش “على مدار الـ24 ساعة الماضية، بدأت عملية برية واسعة في أنحاء شمال وجنوب قطاع غزة، ضمن افتتاح عملية عربات جدعون”.
ومطلع مايو/ أيار الجاري، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت” خطة عملية “عربات جدعون”، وشرعت الحكومة لاحقا في الإعداد لها عبر استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط.
ويحمل اسم العملية دلالات دينية وتاريخية وعسكرية، إذ سمت إسرائيل إحدى عملياتها الدموية في “نكبة 1948” باسم “جدعون”، وهدفت إلى احتلال منطقة بيسان وتهجير الفلسطينيين منها.
وإطلاق اسم “عربات جدعون” على توسيع الإبادة في غزة يشير إلى طابع الاحتلال المزمع تنفيذه في القطاع.
ووفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية فإن هذه العملية من المرجح أن تستمر لأشهر.
وتتضمن “الإخلاء الشامل لسكان غزة بالكامل من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق في جنوب القطاع”، و”سيبقى” الجيش في أي منطقة “يحتلها”، وفق الهيئة.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.