هل ستؤثر المشاريع الصهيونية المحتملة بعد قمة بغداد على الأمن القومي العراقي؟

هل ستؤثر المشاريع الصهيونية المحتملة بعد قمة بغداد على الأمن القومي العراقي؟

 

أ.د. جاسم يونس الحريري

بعد أنتهاء قمة بغداد ال34لجامعة الدول العربية لعام2025 كانت تل آبيب تراقب القمة داخل العراق وقبل واثناء انعقادها ومخرجاتها حيث تولت المراقبة السفارة الامريكية في بغداد ووممثلي تل ابيب فيها وتصاعد الجهد الاستخباري المشترك لوكالة الاستخبارات الامريكية   CIA وجهاز الموساد الاسرائيلي ودفع الجهازين الاستخباريين  مصادرهما الى جمع المعلومات حول القمة عبر العناوين المهمة التالية:- التحضيرات اللوجستية والفنية والامنية والاستخبارية  العراقية والانطباعات للوفود العربية ازاء مشاركتهم في القمة  وخاصة في الجلسات غير الرسمية وراي الوفود العربية بظروف العراق الحالية التي انعقدت فيها القمة والتركيز على معرفة رايهم بالاستقرار الامني والمجتمعي ، وحالة الامن والامان التي تعيشها العوائل العراقية خاصة بعد اجرت الوفود العربية جولات غير رسمية في الاسواق والاماكن العامة ، وأمتلاء السكان بالمولات ومناطق التسوق التجارية ، والكازينوهات والكافيهات والمطاعم ،وزيادة التاييد العربي لمواقف العراق الشجاعة لوقف الابادة الجماعية للجيش الصهيوني المجرم على سكان قطاع غزة ورفض تهجير الفلسطينين من غزة ونقلهم خارج فلسطين بعد ان تبنى ترامب خطة التهجير “وكاننا نرى اعادة الماساة الموجعة التي لازال يتعرض لها عرب1948 ويريد ترامب من خلال جولته الخليجية وانعقاد القمة الامريكية –الخليجية والمجرم نتنياهو توظيف دول المنطقة الثرية الغنية الخليجية المطبعة مع “اسرائيل” بانجاح هذا المخطط” وكيفية أغاثة السكان  الفلسطيينين المحاصرين في القطاع وأيصال المساعدات الغذائية والصحية والوقودية اليهم .هذا بالنسبة للملف الفلسطيني  الذي تصدر الملفات المهمة المتداولة في القمة .وقد راقبت تل آبيب مقترحات العراق المهمة والنوعية لتشكيل لجنة لحل المشكلات العربية في سوريا ولبنان والسودان وليبيا وهذا لايروق لـ”اسرائيل” ولمخططاتها التفتيتية لتقسيم الدول العربية من22دولة الى 44دولة عرقية وطائفية وكانت قمة بغداد مثلت فعلا بمثابة نهضة عربية غير مسبوقة من خلال احياء  التحام الارادة السياسية العربية في القمة وتكوين راي عربي راسخ برفض العدوان الاسرائيلي المستمر على غزة  وجرائمه التي لازالت مستمرة لحد اعداد هذه المقالة .ان جذور “التفتيت الاسرائيلي” يعود الى عهد “جيمي كارتر” الذى كان رئيساً لأمريكا في الفترة من 1977- 1981 تم في عهده وضع مشروع التفكيك, الذى وضعه  “برنارد لويس” الذى وصل إلى واشنطن ليكون مستشارًا لوزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط. وهناك أسس فكرة تفكيك البلاد العربية والإسلامية ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا، وهو الذي ابتدع مبررات غزو العراق وأفغانستان. لإبعاد العرب عن معركة مجابهة “اسرائيل” وتهديد مشروعها التوسعي في قلب المنطقة العربية.
التصور الصهيوني يبدو انه منزعج جدا لما جرى في قمة بغداد من شحذ همم الدول العربية وتجميع مواقفهم السياسية ضد المشروع الصهيوني البغيض سيولد بالتاكيد مخططات ومشاريع  صهيونية بغيضة تستهدف الوحدة الوطنية العراقية وتؤثر على الامن القومي العراقي تحديدا في سبيل تهديد اللحمة الوطنية العراقية واشغال العراق عن بناء مؤسساته ومشاريعه الاعمارية وخلق حالة من اللامن في العراق وتخويف الشركات العربية والاقليمية والدولية من الدخول  في ساحة الاستثمار في العراق بعد ان ادركت ”اسرائيل” دعوة العراق للتكامل الاقتصادي العربي-العربي داخل اروقة القمة ونعتقد ان هناك ملفات بارزة ومهمة وخطيرة في ان واحد ستعمل “اسرائيل” اشعالها في العراق في المستقبل القريب  بعد قمة بغداد2025 وفق مما ياتي:-

ان الكيان الصهيوني لديه مشروع خطير وكبير وهو (إسرائيل الكبرى) وتمدده في سوريا حالياً ودخوله العمق السوري بشكل كبير وخطير مستغلًا سقوط النظام، ويأتي ضمن مخطط الكيان لتحقيق هذا الحلم، وقد تسعى “إسرائيل” للوصول حتى الى الحدود العراقية. أن “تمدد إسرائيل داخل الأراضي السورية بهذا الشكل الخطير له انعكاسات خطيرة على مستوى الامن القومي لدول المنطقة كافة والعراق تحديداً، ولهذا يجب ان يكون هناك حراكًا عربيا من خلال جامعة الدول العربية وامميًا ودوليًا عاجلًا لوقف تمدد الكيان ومنعه من تحقيق مشروعه الخطير والخبيث (إسرائيل الكبرى) فهذا المشروع يتضمن أراضٍ عراقية”. و”إسرائيل الكبرى” أو أرض “إسرائيل” الكاملة عبارة تشير لحدود “إسرائيل” حسب التفسير اليهودي للتوراة كما في “سفر التكوين” حيث يذكر عهد الله مع إبراهيم. وحسب هذا الادعاء، تشمل حدود أرض “إسرائيل” كل الأراضي المحتلة عام 1948والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان.

قيام الطائرات الحربية الاسرائيلية بمساعدة الولايات المتحدة الامريكية بانتهاك الاجواء العراقية والقيام بضربات غادرة وخبيثة على قادة ومعسكرات الحشد الشعبي في بغداد بالاعتماد على المرتزقة المحليين للتجسس على المواقع العسكرية لتزويدهم بالمعلومات لاثارة التوتر في الشارع العراقي .

محاولة اشعال الشارع العراقي بسبب المشاكل الخدمية منها ضعف البنية التحتية وضعف تزويد الطاقة الكهربائية في اوقات الذروة في شهري حزيران وتموز القادمين وجعل هذا الملف ملف “سياسي” وليس “خدمي” ومحاولة تحويل اموال الى داخل العراق من امريكا وبعض الدول الخليجية المطبعة مع “اسرائيل” لدعم المندسين وتصعيد وافتعال ازمة بين المواطن والحكومة.

تكليف “اسرائيل” واشنطن ببث الفوضى والتقاطعات السياسية بين الكتل السياسية العراقية واثارة النعرات الطائفية والعرقية لخلط الاوراق مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية العراقية في نوفمبر2025.

دعم عصابات الجريمة المنظمة والمخدرات وعصابات تجارة الاعضاء البشرية والخطف والقيام بتصفيات جسدية ومحاولة بث الاشاعات والحرب النفسية لتهديد امن المواطن العراقي الذي يتمتع به الان فعلا .

تحريك الخلايا النائمة لتنظيم داعش الارهابي في العراق حيث تشير التقديرات أن تنظيم داعش الارهابي لا يزال يتواجد في العراق وبأعداد تتراوح ما بين 3 آلاف عنصر إلى خمسة آلاف عنصر غالبيتهم عراقيون بنسبة تتجاوز 90%، فيما يتراوح عدد الأجانب منهم الذين يحملون جنسيات عربية وأجنبية بين 300 – 400 عنصر ويتركز تواجدها في المناطق الصحراوية لاسيما في منطقة الجزيرة شمال وغرب محافظة الأنبار والمناطق المحصورة ما بين محافظة نينوى والأنبار وصلاح الدين إضافة إلى تواجدها بين الوديان والكهوف في جبال حمرين التي تربط 4 محافظات، وأيضاً جبال مكحول جنوب شرقي نينوى.لاشعال وارباك الملف الامني العراقي.

بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية

  [email protected]