ياسمين الشيباني: ليبيا في ذكرى فبراير تثير الحزن.. الميليشيات هي السبب.

ياسمين الشيباني: ليبيا في ذكرى فبراير تثير الحزن.. الميليشيات هي السبب.

 

 

ياسمين الشيباني

منذ عام 2011، عاشت ليبيا تحولات قاسية، انتقلت فيها من دولةٍ كانت تنعم بقدر من الاستقرار السياسي والسيادي، إلى ساحة مفتوحة لتصارع الميليشيات، وتدخلات الخارج، وصراع النفوذ على حساب المواطن البسيط الذي لا يبحث إلا عن الأمان والعيش الكريم.
طرابلس، هذه المدينة العريقة، التي كانت رمزًا للحضارة والتاريخ والثقافة، تحولت إلى ميدان دائم للاشتباكات والصراعات المسلحة، وكلّ ذلك تحت شعارات زائفة، وبدعوى حماية الوطن، بينما الحقيقة أن الوطن هو آخر ما يفكر فيه من يقودون هذه الميليشيات المتصارعة على الغنائم.
ليبيا التي كانت عصيه اصبحت بلد الاوباش ومطية لكل طامع يديرها حفنة من الخونة والعملاء الذين جعلوا منها بعد العزة والهيبة بلد تعيس شعبه منكسر ذليل تحكمه ميلشيات فبراير اللعينة
طرابلس الجميلة والسرايا والتاريخً
تعيش الصراع الأخير بين جهاز الردع بقيادة عبد الرؤوف كارة ولواء 444 التابع لوزارة الداخلية، يكشف مجددًا هشاشة الوضع الأمني، وعدم وجود دولة مؤسسات حقيقية، بل تحكم فعلي من قبل جماعات مسلحة تمتلك النفوذ والسلاح والسلطة دون حسيب أو رقيب.
المؤلم أكثر هو أن المواطن الليبي، الذي صبر وتحمل، لم يرَ ثمرةً لتضحياته، بل ازدادت أوضاعه سوءًا، من انهيار الخدمات، وغياب الدولة، وغياب العدالة، وغياب أي أفق لحل سياسي جامع.
وما بين غرب تحكمه حكومة ضعيفة ترضخ للميليشيات، وشرق تُسيّره قيادة عسكرية أحادية لا تقل استئثارًا بالسلطة، أصبحت ليبيا مسلوبة القرار، تنتظر معجزة أو صحوة وطنية حقيقية يعيد فيها الليبيون لأنفسهم قرارهم ووحدتهم.
ليبيا تئن ارضاً وشعبا من ظلم الميليشيات وجرائمها التي لا تنتهي طيلة هذه السنوات العجاف، ولازالت فبراير اللعينة مستمرة في دمار ليبيا .
ولكن رغم كل هذا السواد، لا يمكننا أن نفقد الأمل. الشعوب لا تموت، والتاريخ يعلمنا أن النكبات تسبق النهضات. ما تحتاجه ليبيا هو كلمة وطنية صادقة، ومشروع جامع، وقيادة وطنية شجاعة تضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار، وتكسر حلقة الدم والدمار التي تتغذى عليها هذه الفوضى.
كاتبة ليبية