يونس عودة: فيودور دوستويفسكي

يونس عودة: فيودور دوستويفسكي

 

 

يونس عودة
أبصر النور عام 1821 في العاصمة الروسية موسكو لاسرة ذات صبغة دينية، الا أن والده امتهن الطب شاذا عن افراد الاسرة، وطالما عالج الفقراء مجانا في مستشفى ماريانسكي. اما والدة دوستويفسكي فكانت تنحدر من عائلة مثقفة من اصحاب المال والاعمال.
نشأ في اسرة مهتمة بالدين والفلسفة، حيث قرأ الكثير في ذلك المجال، ما شكل له اضافة نوعية في مجال الادب لاحقا. لقد تلقى تعليمه الاساسي في البيت، وبعدها التحق بمدرسة خاصة، ومن ثم الى مدرسة فرنسية داخلية في العاصمة، لكنه لم يستطع التكيف مع اقرانه في المدرسة، ما اضطره للعمل في مهنة عسكرية في سانت بطرسبيرع.
كانت تجربته مع الكتابة حين بدأ بتأليف القصص الخيالية حول شريحة الفقراء والبائسين، حيث كانت اول رواية له بعنوان “الفقراء” التي لاقت رواجا كبيرا جدا بين القراء، كما كتب رواية اخرى بعنوان “المزدوج” التي تناولت ظاهرة الازدواجية والجنون والصراع النفسي الداخلي، لكنها لم تكن بمستوى رواية “الفقراء”. مما يشهد لدوستويفسكي التميز في اسلوب الكتابة، حيث كان يبحر في النفس وخلجاتها وصراعاتها.
شاءت الاقدار ان ينضم الى جماعة اشتراكية مناهضة للنظام تدعى ” التفكير المتحرر”، وعلى اثرها تم اعتقاله مع بقية زملائه بتهمة قراءة وتوزيع اعمال محظورة تنال من الحكومة.
اعتبرت الحكومة اعضاء جماعة “التفكير المتحرر” مجريمين وحكمت عليهم بالاعدام. وبينما كانت تسير اجراءات الاعدام سراعا، وصلت رسالة من القيصر تفيد بتخفيف الاعدام، التي يُظن انها كانت جزءَا من اثارة الرعب والتخويف لدى تلكم المجموعة، لكنها طالما بقيت في نفس دوستويفسكي الى اخر سني حياته. تم نفيه الى سيبيريا مع الاشغال الشاقة ما اصابه بنوبات الصرع المستمرة.
عاد الى سانت بطرسبيغ وكتب عددا من القصص القصيرة ، بعدها توجه الى اوروبا حيث انتقد ما اعتبره امراضا اجتماعية ابتداء من الراسمالية الى المسيحية المتطرفة.
كان مدمنا للقمار، وضاعت ثروته على ذلك. اصيب بالامراض العصبية والاكتئاب ما اقترح عليه الاطباء مغادرة روسيا لبعض الوقت، املا في شفائه، ففعل، ثم عاد الى سانت بطرسبيرع. حصل على اوسمة عدة وتعيينات كثيرة من الاكاديمية الروسية للعلوم والجمعة السلافية والجمعة الادبية والفنية الدولة الصحية.
في 1881، اغمض اغماضته الاخيرة ودفن في مقبرة تيخفين في بطرسبيرغ.

أكاديمي /سلطنة عُمان