السبعة الذين يواجهون مصيرهم في جهنم… واختيار الحياة أو الفناء.

السبعة الذين يواجهون مصيرهم في جهنم… واختيار الحياة أو الفناء.

 

عدنان نصار

الإحتلال الاسرائيلي ، يبحث عن مساحة إضافية لرفع وتيرة الموت في غزة ..الموت قصفا ، او جوعا وملاحقة حتى صارت غزة بأكملها مرمى لنيران الإحتلال ..ويبدو الوقت الماضي منذ أكثر من عام ونصف لم يكن كافيا لأبشع عدوان حديث عرفه التاريخ المعاصر .
القادة السفلة لإدارة العدوان الإسرائيلي على قطاع ما عاد فيه شيء غير مدمر ، لن يكونوا أكثر دموية وإجراما من الإجرام  المستمر على الأبرياء هناك ..ولعل القادة السفلة السبعة المبشرين بقعر جهنم والأكثرهم دموية نتنياهو وسموتريش وبن غفير هذا الذي أراد إخضاع قرار دخول المساعدات الانسانية الى غزة للتصويت داخل مجلس الحرب ..تصويت
“ديمقراطي” عبر إقتراح من سافل يريد ان يقرر الحياة أو الموت لمليوني إنسان فلسطيني .
بعد كارثة الصمت الدولي المخيف ، والصوت العربي الخجول ..سعت اسرائيل الى ما هو أبعد من التمادي ، وأكبر من الإجرام ووضعت على أجندتها “ان لا صوت يعلو على صوت اسرائيل” على الرغم من تأرجحها مثل دمية اسفنجية معلقة في ممر الهواء العربي ، لولا الرعاية الأمريكية لدولة تأكدت واشنطن أنها دولة أسفنجية غير قادرة على العوم على ضفاف المتوسط .
أمريكا المدركة لهذه الحقيقة ومعها عواصم غربية كثيرة ، هي أيضا يئست من مد الجسور الى الإحتلال ، بعد أن استمرت في مدها منذ نشوء الدولة الإحتلالية على ارض فلسطين العربية ، ودعمها بالمال والسلاح و”الفيتو” على منبر الأمم المتحدة .
 بن غفير ومن هم على شاكلته السياسية والأخلاقية المتهالكة يتسائل عن جدوى الدعم الأمريكي ، ويتبعه المتهالك الآخر سيموريتش الممسكان بخيوط ثبات حكومة كبير المتهالكين مجرم الحرب نتنياهو ..فحين يغرد بن غفير خارج المسار الأمريكي وضغط واشنطن على الإحتلال لإدخال المساعدات ، ويطلب إخضاع القرار للتصويت فهذا يعني أن السفالة وصلت ذروتها ، وإنعدام الخلق وصل نهايته ، والإنحطاط صار له تعريف آخر في قاموس الشتم أكثر إنحدارا من المعنى الفني لإصطلاح  الإنحطاط..
لم تشهد تاريخ الحروب ، ولا تاريخ الإعتداءات والإجرام مثل هذا الذي يحدث في مجلس حرب الإجرام الدموي .؟! أمام هذه الحالة من التقزز والإنحطاط نلقي على أنفسنا كعرب وإسلام وإنسانية متعددة الإعتقادات : من نحن ، وإلى أي مدرسة من مدارس الضمائر ننتمي .؟
أكاد أشعر بالإشفاق على حالنا وعجزنا ، وعلى براعتنا المفقودة في تدارك الأمور وبناء الجسور بيننا كعرب كتلك الجسور التي تمدها أمريكا لإسرائيل ..جسور في موقف سياسي وليس فقط لإدخال أكياس الطحين ، أو أكفان لحفظ كرامة الشهداء الأبرياء ..!
أظن ومعي الكثير ممن ينتمون الى معسكر السياسة والثقافة والإنسانية ، أن بن غفير وأمثاله لا يمكن أن يتمادوا في الطرح السافل لولا غياب الضمير العربي السياسي ووجدانه الإنساني ،ولا يمكن لمدعوق مثل سيموريتش أن يعزف نغمات الإنتصار الزائف على عظام الموتى الأبرياء لولا خروج السياسة العربية من دائرة الفعل ودخولها مربعات “الفرجة” ..لا يمكن أن يضع نتنياهو أوراق العربدة على العرب في غير دولة عربية لولا تنازل العرب عن دورهم السياسي والسيادي وتبنيهم لدور الغفلة واعتبروا السياسة لهو ..كمثقفين وساسة لا يحط من قدرنا إلا التنازل عن دورنا الذي يفقدنا القيم ويدخلنا في معمعة الإنبطاح .
لا يملك مجلس العدوان الاسرائيلي أي ورقة إضافية مطلقا ..فكل الأدوات استخدمت واستنفذت وقتل ما قتل ودمر ما دمر ، غير ان الشعور العربي الشعبي المدعوم بتضامن إنساني أممي ظل ممسكا برفضه المطلق لأي تجمع “ذبابي” على أرض فلسطين العربية التي تزرع الحراب وفوهات البنادق دفاعا عن الأرض وحقول الأمل ..أرض تطوح بغصن الزيتون وتفقأ عيون وقحة تخضع فيها الحياة والموت لتصويت “ديمقراطي” في مجلس حرب مجرم .!!

كاتب وصحفي أردني