116 منظمة دولية تطالب بإنقاذ اليمن في ظل نقص كبير في التمويل الإغاثي

صنعاء/ الأناضول
دعت 116 منظمة تابعة للأمم المتحدة وأخرى غير حكومية، الثلاثاء، إلى تحرك دولي عاجل لإنقاذ اليمن من “كارثة”، في ظل زيادة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية مقابل تراجع حاد في تمويل العمل الإغاثي.
جاء ذلك في بيان مشترك وزعه “أوتشا” (مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية) على الصحفيين في اليمن، وشاركت فيه منظمات من بينها “اليونيسف”، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، وجمعية الهلال الأحمر القطري، ومنظمة “أوكسفام”.
وتأتي هذه الدعوة عشية اجتماع يعقده الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، في العاصمة البلجيكية بروكسل، بمشاركة عدد من المانحين الدوليين، لبحث الوضع الإنساني المتدهور في اليمن، بحسب روزاريا برونو، مديرة مكتب “أوتشا” في اليمن بالإنابة، في منشور لها على منصة “إكس” الإثنين.
وقال البيان المشترك: “بعد أكثر من عقد من الأزمة الحادة والصراع، يواجه الناس في اليمن ما قد يكون أصعب عام بالنسبة لهم حتى الآن، حيث يؤدي استمرار الصراع والانهيار الاقتصادي والصدمات المناخية إلى زيادة غير مسبوقة في الاحتياجات الإنسانية”.
وأضاف أن “المساعدات بدأت تتراجع بفعل تقليصات كبيرة في التمويل، كما أسفرت الغارات الجوية (الأمريكية والإسرائيلية) عن سقوط مئات الضحايا المدنيين، وألحقت أضرارًا بالبنية التحتية الحيوية”.
وفي 6 مايو/ أيار الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع جماعة “أنصار الله”، بعد وساطة قادتها سلطنة عمان.
غير أن الجماعة أكدت أن الاتفاق مع واشنطن لا يشمل إسرائيل.
وقبل ذلك، شنت الولايات المتحدة وإسرائيل غارات مكثفة وقصفا بحريا على محافظات خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، ردا على هجمات الجماعة على أهداف أمريكية وإسرائيلية “دعما لغزة”، وأسفرت الغارات عن مقتل وإصابة مئات المدنيين اليمنيين.
وأشار البيان إلى أنه “في الوقت الذي يجتمع فيه القادة، الأربعاء، ضمن الاجتماع السابع لكبار مسؤولي العمل الإنساني في بروكسل، تدعو وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وجماعية للحيلولة دون استفحال الكارثة”.
وحذرت المنظمات من أن خطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية للعام 2025 “لم تمول حتى الآن سوى بأقل من 10 بالمئة، رغم مرور نحو خمسة أشهر على بدء العام”.
وقال البيان إن هذا النقص في التمويل “يمنع تقديم المساعدات الضرورية لملايين الأشخاص، من بينهم النساء والفتيات، والمجتمعات النازحة، والأطفال، واللاجئون، والمهاجرون، وغيرهم من الفئات الضعيفة والمهمشة التي تتحمل العبء الأكبر من الأزمة”.
ودعت المنظمات إلى “زيادة المساعدات الإنمائية، لمنع المجتمعات من الانزلاق إلى مستويات أكثر حدة من الاحتياجات الإنسانية، وضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية، وتوفير فرص اقتصادية وسبل عيش”.
ومنذ أبريل / نيسان 2022، يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل أكثر من 10 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية وقوات الجماعة المسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014.
ودمرت الحرب معظم القطاعات في اليمن، وتسببت في إحدى أكثر الأزمات الإنسانية كارثيةً في العالم، حسب الأمم المتحدة.