تناقض في التقارير حول دخول المساعدات إلى غزة مع تفاقم أزمة الجوع

تناقض في التقارير حول دخول المساعدات إلى غزة مع تفاقم أزمة الجوع

غزة/ محمد ماجد/ الأناضول
تباينت الروايات بشأن دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فبينما أعلنت إسرائيل أنها سمحت بدخول 93 شاحنة، قالت الأمم المتحدة إن 100 شاحنة حصلت على إذن بالعبور دون تأكيد وصولها.
في حين نفى المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، دخول أي مساعدات فعليا إلى القطاع المحاصر الذي يعاني من حالة مجاعة أودت بحياة كثيرين، لاسيما بين الأطفال.
وزعم الجيش الإسرائيلي أنه سمح بدخول 93 شاحنة تابعة للأمم المتحدة محمّلة بالطحين، ومواد غذائية للأطفال، ومعدات طبية وأدوية عبر معبر كرم أبو سالم.
وقالت السلطات الإسرائيلية، عبر منسق أنشطتها في الأراضي الفلسطينية غسان عليان، إن سلطة المعابر البرية التابعة لوزارة الدفاع أخضعت الشاحنات لتفتيش أمني دقيق قبل إدخالها إلى غزة.
لكن مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، أكد للأناضول أن “إسرائيل لم تسمح بدخول أي مساعدات منذ أكثر من 80 يوما”.
وأضاف الثوابتة، أن “الشاحنات لا تزال داخل المعبر ولم تُسلَّم لأي جهة إنسانية”.
وشدّد على أن “المساعدات لم تدخل قطاع غزة في ظل تجويع ممنهج يهدد حياة أكثر من 2.4 مليون فلسطيني”.
مصادر حكومية في غزة أوضحت للأناضول، أن الشاحنات لم تغادر محيط المعبر الواقع جنوبي القطاع، وتخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي الذي يفرض وجودًا عسكريًا واسعًا في المنطقة.
وتتطابق الرواية الفلسطينية مع ما أفاد به المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” ينس لاركي، خلال مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء في جنيف.
وقال لاركي، إن 5 فقط من أصل 9 شاحنات تمّت الموافقة عليها الإثنين دخلت المعبر، لكنها لم تُسلَّم للأمم المتحدة بعد، بسبب “تعقيدات لوجستية” وعمليات تفريغ وإعادة تعبئة تخضع للسيطرة الإسرائيلية.
وأضاف أن الكميات التي دخلت تشمل دقيقا ومكملات غذائية وأكفانا، لكنها “لا تغطي 1 بالمئة من احتياجات سكان غزة ليوم واحد”.
وسبق أن دعت “أوتشا” ومنظمات إنسانية أخرى مرارا إلى ضمان وصول آمن ومستمر وواسع النطاق للمساعدات إلى قطاع غزة، حيث تعاني المناطق نقصا حادا في الغذاء والدواء والوقود.
والإثنين، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عزمه مواصلة العمليات في غزة، وأقر بتعرضه لضغوط خارجية دفعته للموافقة على إدخال مساعدات إنسانية، بحسب مقطع فيديو نشر عبر تلغرام.
من جانبها، اعتبرت حركة حماس تصريحات نتنياهو بشأن المساعدات “محاولة لذر الرماد في العيون وخداع المجتمع الدولي”.
وأكدت حماس، أن “أي شاحنة لم تدخل القطاع حتى الآن، بما في ذلك القليلة التي وصلت معبر كرم أبو سالم، ولم تتسلّمها أي جهة دولية”.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.