أكبر وأهم تدريب للجيش الأمريكي وحلفائه: تزامناً مع جرائم قطاع غزة، الجيش الإسرائيلي يشارك في مناورات “الأسد الإفريقي” بقيادة أمريكية في المغرب، ومشاركة وحدة “غولاني” المتورطة في انتهاكات بالقطاع.

أكبر وأهم تدريب للجيش الأمريكي وحلفائه: تزامناً مع جرائم قطاع غزة، الجيش الإسرائيلي يشارك في مناورات “الأسد الإفريقي” بقيادة أمريكية في المغرب، ومشاركة وحدة “غولاني” المتورطة في انتهاكات بالقطاع.

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:

في الوقت الذي تستمّر آلة الحرب الإسرائيليّة بارتكاب أفظع الجرائم في قطاع غزّة، وفي الوقت الذي بدأ فيه ما يُسّمى بالغرب المتنوّر بتوجيه التهديدات والانتقادات لدولة الاحتلال بسبب الحرب المستمرّة التي تقودها ضدّ الشعب العربيّ-الفلسطينيّ في قطاع غزّة وسقوط عشرات آلاف الشهداء، وفي الوقت الذي يُصرّح فيه رئيس الوزراء الإسرائيليّ السابق إيهود أولمرت بإنّ آلاف الأبرياء الفلسطينيين يُقتلون، ووصف ما تفعله تل أبيب حاليًا في قطاع غزة بأنّه “يُقارب جريمة حرب”، مُضيفًا في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): “ما تفعله إسرائيل الآن في غزة يُقارب جريمة حرب”، وشدّدّ على أنّ “هذه حرب بلا هدف، حرب بلا أمل في تحقيق أي شيء يُمكن أنْ يُنقذ أرواح الرهائن الإسرائيليين، والظاهر للحرب هو أن آلاف الفلسطينيين الأبرياء يُقتلون، بالإضافة إلى العديد من الجنود الإسرائيليين، واختتم بالقول: “من جميع النواحي، هذا أمرٌ مُشين”.
في هذه الظروف العصيبة بالذات يشارك جيش الاحتلال الإسرائيليّ في مناورةٍ عسكريّةٍ كبيرةٍ تقودها الولايات المتحدة الأمريكيّة في المغرب وعدد من الدول الأفريقية المجاورة.
وقالت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا إنّ المناورة السنوية المشتركة مع المغرب، والمعروفة باسم (الأسد الأفريقي)، تشمل نحو 10 آلاف عنصر من أكثر من 40 دولة، وتُجرى بين 14 نيسان (أبريل) و23 (أيّار) مايو.
وبحسب المصادر في تل أبيب، كما أفادت (تايمز أوف إسرائيل) يشارك جنود الاحتلال الإسرائيليّ فقط في المناورة التي تقام في المغرب، رغم أنّ أجزاء أخرى من المناورة تقام في غانا والسنغال وتونس، علمًا أنّ الأخيرة لا تربطها علاقات دبلوماسية بدولة الاحتلال.
وتابعت المصادر عينها أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها الجيش الإسرائيليّ في مناورات (الأسد الأفريقي)، في حين قال الجيش الإسرائيليّ إنّ جنديين من مدرسة المظليين أصيبا خلال التمرين الأسبوع الماضي بجروح متوسطة في حادث سير.
ولم يكشف الجيش عن الوحدات المشاركة، لكن صورة نُشرت عبر الإنترنت يوم أمس أظهرت مشاركة عناصر من وحدة الاستطلاع التابعة للواء غولاني في المناورة.
وبدأت رسميًا مناورة (الأسد الإفريقي 25)، التمرين السنوي الأهم للقيادة الأمريكية في إفريقيا، في 14 أبريل بتونس، على أنْ تنطلق الأنشطة في غانا والسنغال والمغرب خلال شهر مايو. ويُعد هذا العام الأكبر في تاريخ التمرين، بمشاركة أكثر من 10 آلاف جندي من أكثر من 40 دولة، من بينها سبع دول من حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال اللواء أندرو جيني، قائد فرقة المهام الجنوبية الأوروبية التابعة للجيش الأمريكي في إفريقيا: “الأسد الإفريقي 25 هو أكبر تمرين متعدد الجنسيات ومشترك للقيادة الأمريكية في إفريقيا. إنّه يُظهر قدرات القوة الشاملة من خلال بناء الجاهزية الاستراتيجية والتوافق العملياتي مع شركائنا وحلفائنا في إفريقيا من أجل النشر والقتال والانتصار في بيئة متعددة المجالات ومعقدة”، على حدّ تعبيره.
وبقيادة فرقة المهام الجنوبية الأوروبية، يعزز (الأسد الإفريقي 25) التوافق العملياتي، ويقوي الجاهزية، ويبني شراكات استراتيجية من خلال تدريبات واقعية تشمل مجالات البر والجو والبحر والفضاء السيبراني.
وتشمل الفعاليات الأساسية تمارين ميدانية، عمليات إنزال جوي وبرمائي، قوات العمليات الخاصة، إدخال سريع لمنظومات الهيمارس، مساعدات إنسانية ومدنية، وتدخلات في مجال الاستعداد الطبي. كما سيتم اختبار قدرات جديدة مثل تدريبات الدفاع السيبراني المتكامل وأنظمة الجيل الجديد مثل سلاح فرقة المشاة من الجيل التالي (NGSW) الخاص بالجيش الأمريكيّ.
وسيُجرى تمرين (الأسد الإفريقي 25) في كلٍّ من المغرب، تونس، غانا، والسنغال. وتشارك عدة دول في التمرين، بينما تراقب دول أخرى كمراقب، في تعبير عن الاهتمام الواسع بالتعاون الإقليمي والأمن الجماعي.
ومن الجدير ذكره إنّ تمرين (الأسد الإفريقيّ) بدأ في عام 2004، وتطوّر ليصبح التمرين الأهم للجيش الأمريكيّ في القارة. وأشارت القوات الأمريكيّة إلى أنّ فعاليات هذا العام تؤكّد التزام الولايات المتحدة بالشراكات المستدامة وتُظهر قدرتها على الاستجابة للأزمات وردع التهديدات من خلال تعزيز السلام عبر القوة.
يُشار إلى أنّ المغرب وقعّت في كانون الأوّل (ديسمبر) من العام 2020 على اتفاق تطبيعٍ مع كيان الاحتلال، وذلك بوساطةٍ أمريكيّةٍ، ومنذ ذلك الحين تشهد العلاقات بين الدولتيْن ازدهارًا كبيرًا في جميع المجالات تقريبًا.