تيك توك تتهيأ لتقليص عدد العاملين في الولايات المتحدة بسبب الضغوط التنظيمية والتجارية المتزايدة.

لندن-راي اليوم
طلبت شركة تيك توك من موظفيها في قسم التجارة الإلكترونية بالولايات المتحدة العمل من المنزل يوم الأربعاء، تحسبًا لتلقي “رسائل بريد إلكتروني تتعلق بقرارات صعبة”، في خطوة تُشير إلى استعداد الشركة للقيام بعمليات خفض للوظائف.
وفي مذكرة داخلية اطّلعت عليها وكالة بلومبرغ، أعلن مو تشينغ، الذي تسلّم مؤخرًا إدارة متجر “تيك توك” في الولايات المتحدة، أن الشركة تدرس إعادة هيكلة نموذج التشغيل بما يجعله أكثر كفاءة، مما سيتطلب تغييرات تشغيلية وشخصية داخل مركز عمليات التجارة الإلكترونية الأميركي وفِرَق الحسابات الرئيسية العالمية.
تغييرات قيادية وخطة لإعادة الهيكلة
وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع فقط من تغييرات إدارية، حيث عُيّن مو تشينغ – وهو أحد كبار التنفيذيين السابقين في قسم التجارة الإلكترونية لتطبيق Douyin الصيني (النظير المحلي لتيك توك) – لإدارة العمليات التجارية الأميركية. وتشير المؤشرات إلى أن التعديلات المرتقبة ستؤثر بشكل مباشر على الموظفين المنتسبين للمكاتب في كل من سياتل ونيويورك وتكساس وكاليفورنيا، والتي تضم أكثر من ألف موظف.
وجاء في المذكرة: “نُقدّر صبركم وتفهّمكم خلال هذه الفترة الحساسة التي نُجري فيها نقاشات صعبة حول مستقبل أعمالنا.”
ضغط سياسي وتجاري على التطبيق
ورغم النمو السريع الذي حققه متجر “تيك توك” في الولايات المتحدة، يبقى مستقبل المنصة مُعلّقًا في ظل الضغوط السياسية والتجارية المتزايدة. فالتهديد بحظر التطبيق لا يزال قائمًا في حال لم تُقدِم الشركة الأم بايت دانس على بيع العمليات الأميركية، تطبيقًا لقانون أُقِرّ مؤخرًا بموافقة الحزبين الجمهوري والديمقراطي، استنادًا إلى مخاوف أمنية تتعلق بملكية الشركة الصينية.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد أعاد إحياء جهود الحظر التي بدأت خلال ولايته الأولى، لكنه منح “بايت دانس” مهلة إضافية لإتمام عملية البيع، وهي خطوة استغرقت شهورًا وجذبت اهتمام شركات كبرى مثل أمازون وأوراكل.
تيك توك في قلب المعركة الاقتصادية
وتُواجه المنصة أيضًا تحديات إضافية على صعيد السياسات الاقتصادية، من ضمنها الرسوم الجمركية المفروضة على الصادرات الصينية، وإلغاء الثغرات الضريبية للطرود منخفضة القيمة، وهو ما قد يؤثر سلبًا على قدرتها على المنافسة في قطاع التجارة الإلكترونية.
ورغم هذه الضغوط، نجح “تيك توك شوب” خلال عام 2023 في تجاوز منافسين كبار مثل Shein وTemu، محققًا مبيعات ضخمة في السوق الأميركية، وذلك بفضل التكامل بين المحتوى الترفيهي والتسوق المباشر عبر المنصة.
تعيش “تيك توك” اليوم مرحلة مفصلية في تاريخها داخل السوق الأميركي، بين ضغوط تشريعية وتحديات تجارية داخلية، لتواجه مصيرًا قد يُحدد مستقبل واحد من أكثر تطبيقات التواصل الاجتماعي تأثيرًا في العالم.