هاتف مؤتمرات أثناء لقاء ترامب يثير الشكوك: لماذا تستخدم الغرف الحساسة أجهزة سيسكو؟

لندن-راي اليوم
خلال سلسلة من الاجتماعات السياسية الأخيرة التي جمعت الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعدد من القادة الخليجيين، لفت انتباه كثيرين وجود جهاز تقني موضوع أمامه على الطاولة في أكثر من مناسبة. ورغم أن هذا الجهاز ليس جديداً على العاملين في المجالات التكنولوجية أو المؤسسات الكبرى، فإن ظهوره في تلك الاجتماعات المغلقة أثار فضول المتابعين حول العالم، خاصة مع حساسية هذه اللقاءات.
الجهاز الذي ظهر هو أحد هواتف المؤتمرات المؤمنة من شركة “سيسكو” (Cisco)، وتحديدًا طراز Cisco Unified IP Conference Phone 8831، وهو من الإصدارات القديمة نسبياً التي توقفت الشركة عن إنتاجها، لكنها لا تزال مستخدمة في أماكن تتطلب أعلى درجات الحماية والسرية.
لماذا تعتمد الاجتماعات المغلقة على أجهزة سيسكو؟
السبب الرئيسي يكمن في أن هذه الهواتف لا تعمل على شبكات الهاتف الأرضي التقليدية أو شبكات الهواتف المحمولة، بل تعتمد على بروتوكولات الإنترنت (IP)، مما يجعلها أقرب إلى حواسيب مخصصة لنقل الصوت (وأحياناً الصورة) عبر الإنترنت مع طبقات متقدمة من التشفير والحماية.
وتتيح هذه الأجهزة مستوى عاليًا من الأمان مقارنة بتطبيقات الاتصال الجماعي الشهيرة مثل “زووم” أو “مايكروسوفت تيمز”، فضلاً عن دقة الصوت العالية والقدرة على الاتصال المباشر مع هواتف أخرى ضمن الشبكة الداخلية أو الخارجية. كما يمكن ربطها بمكبرات صوت وميكروفونات إضافية، دون المساس بجودة الاتصال أو درجة التشفير.
من هي شركة سيسكو؟
تعود جذور “سيسكو” إلى عام 1984، حين أسسها العالمان ساندي ليرنر وليونارد بوساك من جامعة ستانفورد. وجاءت انطلاقة الشركة استجابة لحاجتهما الخاصة إلى وسيلة اتصال إلكتروني آمنة بين مكاتبهما المختلفة. وقد اعتمدا على تقنية “الراوتر” (Router) التي كانت لا تزال في بداياتها، وساهما في تطويرها بشكل جعل من “سيسكو” لاحقاً واحدة من أبرز الشركات العالمية في مجال الشبكات والبنية التحتية للاتصالات.
طرحت الشركة أول منتج لها عام 1985، وهو جهاز راوتر قادر على الربط بين شبكات متعددة، واستمرت في النمو السريع من خلال الاستحواذ على شركات أصغر وتطوير تقنيات جديدة في مجال الشبكات، لتصبح لاحقاً الشريك الأول للعديد من المؤسسات والحكومات حول العالم في بناء شبكات آمنة ومعقدة.
ما الذي يميز هاتف Cisco 8831؟
رغم أن طراز Cisco 8831 لم يعد حديثًا، إلا أنه لا يزال يتمتع بثقة المؤسسات الأمنية والسياسية في العالم. يعتمد الجهاز على بروتوكولات الإنترنت الموحدة لنقل المكالمات، مع نظام تشفير متقدم، ويمنح المؤسسات إمكانية تخصيص شبكات الاتصال وفقًا لطبيعة الاستخدام.
الهاتف ليس فقط وسيلة اتصال، بل هو منصة احترافية للاجتماعات عن بعد، مع إمكانيات للترجمة الفورية، وربط الصوت بين عدة أطراف بجودة عالية، ما يجعله بديلاً احترافيًا لتطبيقات الاتصال الرقمي الشائعة.
لماذا تفضله الحكومات والشركات الكبرى؟
تتميز أجهزة “سيسكو” بمرونتها وسهولة تخصيص إعداداتها، إضافة إلى أنظمة الأمان العالية، ما يجعلها الخيار المثالي للاجتماعات الحساسة التي تتطلب اتصالاً مباشرًا وآمنًا دون الاعتماد على الإنترنت العام أو الخدمات السحابية. ولهذا السبب، نجدها في غرف الاجتماعات المغلقة في الشركات الكبرى والمؤسسات السيادية وحتى في القصور الرئاسية.
رغم التطور السريع في تكنولوجيا الاتصالات، لا تزال بعض الأجهزة المتخصصة مثل هاتف “سيسكو 8831” تحافظ على مكانتها في البيئات التي تتطلب اتصالًا آمنًا ومباشرًا. فبينما يبحث العامة عن سهولة الاتصال، تبحث الحكومات والمؤسسات الحساسة عن الأمان أولًا – وهذا ما تقدمه “سيسكو”.