شاب سوري يحقق حلمه في السباحة من خلال إنشاء تطبيق عالمي يحقق ملايين الدولارات.

شاب سوري يحقق حلمه في السباحة من خلال إنشاء تطبيق عالمي يحقق ملايين الدولارات.

لندن-راي اليوم
في قصة ملهمة تعكس قوة الإصرار والتكيف مع التحديات، استطاع فارس قصيباتي، ابن اثنين من المهاجرين السوريين، أن يحوّل شغفه بالسباحة إلى مشروع تكنولوجي عالمي ناجح يدر عليه ملايين الدولارات سنوياً.
نشأ قصيباتي في ديترويت الأميركية، وتحديداً على ضفاف بحيرة ميشيغان، حيث تعلّم السباحة في سن مبكرة بتشجيع من والديه رغم أنهما لم يُجيداها. هذه البدايات البسيطة كانت بذرة لحلم تحوّل إلى واقع ملموس حين أطلق تطبيق “MySwimPro”، الذي بات اليوم من أبرز التطبيقات المتخصصة في التدريب على السباحة حول العالم.
من فكرة في مسبح فندق إلى منصة رقمية عالمية
بداية المشروع تعود إلى عام 2014، حين طلبت إحدى المتدربات من فارس إعداد خطة تدريب يمكن تنفيذها أثناء إقامتها في فنادق مختلفة. كانت تلك اللحظة الشرارة الأولى لفكرة “MySwimPro”، والتي سرعان ما تحولت إلى تطبيق رقمي أُطلق في العام التالي، مستهدفاً محبي السباحة حول العالم.
لم يمر وقت طويل حتى جذب التطبيق آلاف المستخدمين، وتوج بجائزة “تطبيق العام” على ساعة Apple Watch في عام 2016، وهو إنجاز عزز إصرار قصيباتي على تطوير فكرته وتحويلها إلى شركة عالمية.
التحدي الأكبر.. ثم الانطلاقة الجديدة
لكن النجاح لم يكن خطاً مستقيماً. فقد واجه التطبيق تحديات كبرى خلال جائحة كورونا، حيث أُغلقت المسابح وانخفض عدد المشتركين بنسبة 30%. ومع ذلك، لم يستسلم فارس، بل سارع إلى إضافة برامج تدريبية منزلية، وبدأ ببث مباشر لحصص تمارين يمكن تنفيذها بدون الحاجة للماء، ما أعاد التطبيق إلى مسار النمو بقوة.
إدارة مالية متزنة رغم العوائد الكبيرة
رغم تحقيقه عوائد مالية تقترب من 400 ألف دولار سنوياً، إلا أن فارس يعيش حياة متواضعة نسبياً، ويرفض الانخراط في أسلوب الحياة الفاخر. فقد اشترى شقة في دبي بقيمة 354 ألف دولار لتقليل تكاليف الإيجار، ويدخر ويستثمر معظم دخله، حيث يضخ ما يقارب 15 ألف دولار شهرياً في الأسهم والصناديق الاستثمارية.
ما بين ديترويت ودبي.. وحلم لا ينتهي
يقسم قصيباتي وقته بين ديترويت، حيث يقيم والداه، ودبي التي وصفها بأنها مدينة ملهمة بتنوعها وابتكارها. وبالرغم من امتلاكه الحصة الأكبر من شركته واستثماره فيها ما يقارب مليون دولار، إلا أنه لا يشعر أنه “وصل”، بل يرى نفسه في بداية الطريق، ويؤمن بأن مهمته مستمرة طالما أنه يُحدث أثراً في حياة الناس ويشجعهم على السباحة مدى الحياة.
التركيز سرّ النجاح
في حديثه عن التحديات التي تواجه رواد الأعمال، أشار قصيباتي إلى أن التركيز هو أصعبها، خاصة مع تعدد الأفكار والرغبة في خوض تجارب جديدة. لكنه شدد على أهمية التركيز على مشروع واحد لضمان نجاحه، قائلاً: “إذا كنت ترغب في إحراز تقدم، فعليك أن تركز على شيء واحد”.
مشاريع جانبية وإلهام للآخرين
إلى جانب شركته، يؤلف فارس كتباً ويُنتج محتوى مرئياً لقناته الشخصية على يوتيوب بالإضافة إلى قناة MySwimPro، ما يتيح له التعبير عن إبداعه خارج إطار إدارة الأعمال اليومية.
وينصح فارس رواد الأعمال الطموحين بالبدء مباشرة، قائلاً: “إذا كانت لديك فكرة، فاتخذ الإجراء اللازم. لا تنتظر حتى تكتمل المهارات، لأن بناء المشروع سيمنحك المهارات والثقة تدريجياً”.
قصة فارس قصيباتي هي شهادة حية على أن الشغف، عند مزجه بالإصرار والانضباط، يمكن أن يتحوّل إلى مشروع عالمي يؤثر إيجاباً في حياة الآلاف حول العالم.