مفاجئات قادمة وانفجار وشيك.. عباس في لبنان لأداء مهمة “نزع سلاح المقاومة” وسط غموض حول الأسباب والدوافع.. هل ستنجح المهمة؟ وهل ستقبل الفصائل بتسليم أسلحتها؟ إليكم تفاصيل ما يحدث في الغرف المغلقة.

مفاجئات قادمة وانفجار وشيك.. عباس في لبنان لأداء مهمة “نزع سلاح المقاومة” وسط غموض حول الأسباب والدوافع.. هل ستنجح المهمة؟ وهل ستقبل الفصائل بتسليم أسلحتها؟ إليكم تفاصيل ما يحدث في الغرف المغلقة.

غزة – خاص بـ”رأي اليوم” – نادر الصفدي:

أثارت زيارة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى لبنان والتي بدأت اليوم الأربعاء، الكثير من الجدل في الساحة الفلسطينية، حول أهدافها الخفية وتوقيتها ودوافعها في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
عباس والذي وضع على جدول زيارته للبنان والتي تستمر لـ3 أيام، “سلاح المقاومة في المخيمات” عنوان رئيسي في أجندته بعد إجرائه الكثير من اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، وكذلك شخصيات فلسطينية مطلعة على الأوضاع الراهنة داخل لبنان، سيبدأ هذه المهمة “المستحيلة والصعبة”.
وقبل توجه عباس إلى لبنان خرجت الكثير من التصريحات من داخل المخيمات والتي أكدت رفضها وبشدة تسليم سلاح الفصائل، دون أي “توافق وطني شامل”، فيما شكك آخرون بالنوايا الحقيقية لزيارة الرئيس الفلسطيني، والذي يسير في خطة “نزع سلاح المقاومة” بأوامر أمريكية وعربية، وفق تصريحاتهم.
ووصل الرئيس الفلسطيني، الأربعاء، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، في زيارة رسمية تستمر 3 أيام، حيث يلتقي خلالها عددا من المسؤولين اللبنانيين على رأسهم الرئيس جوزاف عون لبحث تطورات القضية الفلسطينية.
والاثنين، كشف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد، لإذاعة “صوت فلسطين” الرسمية، أن الزيارة ستتضمن “اجتماع قمة بين الرئيس اللبناني والرئيس الفلسطيني، يعقبه لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الوزراء نواف سلام”.
وأضاف: “ثلاثة أيام حافلة باللقاءات والاجتماعات مع القيادات اللبنانية في الرئاسات الثلاث، وربما يكون هناك لقاءات أخرى مع بعض المسؤولين اللبنانيين، الذين هم على صلة بالوضع الفلسطيني”.
واستبق عون زيارة عباس بالإشارة خلال مقابلة متلفزة أجرتها معه قناة “أون تي في” المصرية- إلى أنه ينتظر زيارة عباس لبحث “هذا الموضوع”، وأوضح في المقابلة “أريد أن أسأل كل فلسطيني وكل عربي: السلاح الموجود في أي من المخيمات هل قادر على تحرير فلسطين؟ أم أن أكثريته تستعمل للتقاتل الفلسطيني الفلسطيني، والفلسطيني اللبناني؟ الشعب الفلسطيني تعب، والشعب اللبناني تعب من هذا الموضوع. والموضوع يجب بحثه”.
وردا على سؤال المذيعة لميس الحديدي: “هل سيتم حصر الأمر في سلاح المخيمات؟”، أجاب عون: “في المرحلة الأولى، يهمنا السلاح الثقيل، وكله له حل. المخيمات فيها سلاح ثقيل”.
ومنذ 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، تاريخ دخول اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” حيز التنفيذ في لبنان، بعد مواجهة استمرت أكثر من عام على خلفية الحرب في قطاع غزة، تبدي السلطات اللبنانية حزماً لبسط سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية.
ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، برعاية أميركية وفرنسية، على تفكيك سلاح حزب الله وتطبيق القرار الدولي 1701 الذي ينص على نزع سلاح كل المجموعات المسلحة غير الشرعية.
وانتقد “الحراك الفلسطيني الموحّد” في المخيمات الفلسطينية في لبنان تخصيص عباس زيارته إلى بيروت لنزع سلاح المقاومة في مخيمات اللاجئين في لبنان.
وأكد الحراك في بيان أن ملف السلاح الفلسطيني في لبنان ليس مسألة تقنية أو عسكرية، بل يرتبط بحق العودة، وبكرامة الإنسان الفلسطيني وحقه في الحماية، والوجود السياسي والاجتماعي لمجتمع لا يزال يُحرم من أبسط حقوقه الإنسانية والمدنية.
وبين أن أي محاولة للتعامل مع هذا الملف خارج إطار التوافق الوطني والحوار الشامل، لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والتهميش، وهي مرفوضة شكلًا ومضمونًا.
ورفض الحراك نية عباس تسليم السلاح الفلسطيني في لبنان إلى الدولة اللبنانية، أثناء زيارته لبيروت، دون أي تشاور أو تنسيق مسبق مع الفصائل والقوى أو ممثلي الشعب الفلسطيني في لبنان، مؤكدًا رفضه الكامل لأي إعلان أو إجراء أحادي يتعلق بسلاح المخيمات من دون مشاركة الفصائل والقوى الفاعلة على الأرض.
ودعا الحكومة اللبنانية إلى فتح حوار مباشر وشامل مع القوى الفلسطينية في لبنان، للخروج بخطة مشتركة تعالج مجمل الأوضاع في المخيمات الفلسطينية بما فيها ملف السلاح ضمن معايير تحفظ الأمن ولا تمس حقوق اللاجئين.
كما دعا لـوحدة الموقف الفلسطيني في لبنان، وتشكيل مرجعية موحدة تمثّل شعبنا سياسيًا واجتماعيًا وأمنيًا أمام الدولة اللبنانية وأي أطراف خارجية.
وفي ذات السياق، كشفت مصادر أمنية لبنانية عن أن عباس سمع من الأجهزة الأمنية التي تواصلت معه أنه تقع على عاتق الفصائل الفلسطينية مسؤولية الاتفاق في ما بينها على صيغة لا تؤدّي إلى انفجار الوضع داخل المخيمات.
وذكرت المصادر وفق صحيفة “الأخبار” اللبنانية، أن ذلك مربوط بتجميع السلطة الفلسطينية السلاح أو تنظيمه وتسليمه للدولة اللبنانية، أو خلق آلية يتوافق عليها في لجنة مشتركة لبنانية – فلسطينية، وبينت أن الأوضاع الراهنة لا تسمح بدخول الجيش اللبناني إلى المخيمات دون وجود اتفاق مسبق، لأن ذلك قد يؤدّي إلى مشاكل كبيرة.
وبينت المصادر أنه لم تصل هذه المشاورات إلى خلاصة واضحة ولا تزال هناك تساؤلات كثيرة حول ما إذا كانت الظروف مؤاتية للمباشرة بهذه الخطوة، وما إذا كانت هناك إمكانية لدى منظمة التحرير على إدارة الفصائل أو إبرام اتفاق معها ولا سيما مع حماس وباقي الفصائل الحليفة للمقاومة.
وكشفت أن الاتصالات السياسية تكثّفت عشية وصول عباس بين المسؤولين اللبنانيين والسفارة الفلسطينية.
ووفق المعلومات فإن الدولة اللبنانية توصّلت مع السلطة الفلسطينية إثر نقاش مع سفيرها في بيروت أشرف دبور وأمين سر حركة فتح أمين سر فصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العردات إلى أن يكون عنوان الزيارة “بسط سيطرة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها” وليس نزع السلاح.
ولمح دبور خلال الحديث عن التحضير للزيارة إلى إمكانية أن يعقد عباس مؤتمراً صحافياً، لكنّ رئيس الجمهورية جوزيف عون بعث برسالة تمنّى فيها إلغاء الفكرة حتى لا يصدر عنه أي مواقف غير محسوبة تؤدّي إلى توتير الأجواء السياسية.

ويبقى التساؤل.. لمصلحة من نزح سلاح المقاومة في مخيمات لبنان؟ وماذا بعد هذه الخطوة؟