خميس القطيطي: متى سيتقدم العرب إلى الأمام؟!

خميس القطيطي: متى سيتقدم العرب إلى الأمام؟!

 

خميس القطيطي

منذ عقود تخلى النظام الرسمي العربي عن أدوات القوة العربية الجماعية إلا أن المشهد العربي اليوم يمر بأسوأ حالاته في ظل عجز عربي رسمي وصل في بعض صوره الى تخلي متعمد عن نصرة الأشقاء في فلسطين بعد عدوان وكارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل قدم فيها حتى الان أكثر من 53 ألف شهيد وأكثر من 10 آلاف مفقود وأكثر من 120 ألف مصاب في عدوان بربري فاق كل الحدود ومجاعة شديدة في قطاع غزة كل ذلك يحدث أمام وسائل الاعلام وبعض العرب ما زال يلقي اللوم على المقاومة التي آمنت بالقضية وقدمت كل هذه التضحيات في سبيل التحرير ويأتي من يصف المشهد بشكله المادي غير مدرك عمق الحقيقة والقضية فلله الأمر من قبل ومن بعد .
النظام الرسمي العربي للاسف لم يقدم ما يشفع له تجاه الاشقاء في فلسطين مقابل العدوان الصهيوني الذي تجاوز كل الحدود باستهداف الاطفال والابرياء من المدنيين متعمدا بهدف الضغط على المقاومة لتقديم تنازلات ومع ذلك لم نجد أي موقف عربي رسمي وازن يبرء الذمة، وللاسف هناك من يقول ليس بيد العرب مجابهة اسرائيل ومن يقف خلفها وهذه المقولة تمثل حالة من حالات من الخذلان لا يمكن قبولها باعتبار أن النظام العربي مسئول عن شعوب هذه الأمة ومنهم أولئك الابرياء في قطاع غزة وفلسطين عموما مما يتطلب موقفا عربيا فاعلا من خلال الاوراق المتاحة لدى الجانب العربي.
لا نستطيع إلقاء اللوم على قمة بغداد فالجامعة العربية تعبر عن الواقع العربي المأزوم، والخطر هنا لن يقف على حدود فلسطين وهو ما يتجسد أيضا في طبيعة العلاقة مع القوى العالمية فالعناوين كانت فاضحة وهذه العناوين قد تتوغل في مفهوم السيادة والدولة الوطنية بشكل أوسع مستقبلا كما أن الكيان الغاصب الذي يعبث اليوم في مساحات عربية جديدة لن يوفر حتى من يصفهم اليوم بالاصدقاء العرب، لذلك إن لم يستثمر العرب أدوات القوة لفرض موقف وازن وممكن في هذه المرحلة لن يتمكن النظام العربي من الدفاع لاحقا عن مفهوم الدولة الوطنية .
كاتب عُماني
[email protected]