اعترف أن “التفاهمات بين ترامب وآردوغان ونتنياهو” لتفادي “الاحتكاك” في سورية أدت إلى تقليص “الدعم” للقطاع والمقاومة الفلسطينية.. تبادلات على حساب “فلسطين”

اعترف أن “التفاهمات بين ترامب وآردوغان ونتنياهو” لتفادي “الاحتكاك” في سورية أدت إلى تقليص “الدعم” للقطاع والمقاومة الفلسطينية.. تبادلات على حساب “فلسطين”

أنقره- رأي اليوم- خاص
نقلت أوساط تركية مقربة من وزير الخارجية النشط هاكان فيدان عنه القول بأن السبب المباشر الذي يمنع بلاده من الدخول الضاغط بقوة على الحكومة الإسرائيلية هذه الأيام بشأن ملف العدوان على غزة هو حصرا “الرغبة في أن لا تستغل تل أبيب الأمر للإفلات من التفاهمات الأمنية- العسكرية التي تمت في العمق السوري”.
 والمعادلة التي يشير لها الوزير فيدان تتعلق بمقايضة خلف الستائر فيما يبدو فكرتها أن إسرائيل لن تجد نفسها ملتزمة بالترتيبات التي حصلت في الداخل السوري الشهر الماضي تحت عنوان” تجنب النزاع والإصطدام”على الأرض السورية إذا ما إنضم الجانب التركي بصورة صريحة لبقية الأطراف في الضغط  بشأن “وقف إطلاق النار في غزة”.
 ولاحظ متابعون أتراك أن “لهجة” الرئيس آردوغان وبعده الوزير فيدان تجاه توجيه رسائل حادة لإسرائيل تدعم المقاومة الفلسطينية وتنتقد الحرب “خفت إلى حد ملموس” بعد تمكن الجانبين من التفاعل بعد الأزمة الأخيرة في السويداء السورية مع إصرار الرئيس دونالد ترامب على “تجنب الصدام” داخل الأراضي السورية.
 على ضوء ذلك برمجت تفاهمات أمنية وأخرى عسكرية وشكلت لجنة أمنية تتولى الحرص على تجنب ما أسماه فيدان نفسه في أحد الإجتماعات البرلمانية بسياسة “الإنزلاق نحو التعارض العسكري في سورية”.
لا زالت الكثير من معطيات تعاكس ألمصالح  بين تل أبيب وأنقره في العمق السوري قائمة .
 لكن الرئيس ترامب طلب من مسئولين إسرائيليين والرئيس آردوغان الإلتزام بتخفيف حدة التوتر داخل الأراضي السورية قائلا بأن لديه خطة لإلتحاق سورية ولبنان معا  بإتفاقية  سلام ويخشى عليها من إزدياد مؤشرات الخلاف التركي الإسرائيلي.
 رسائل ترامب بالخصوص  وصلت آردوغان قبل زيارة الأول الأخيرة لدول الخليج.
 والوزير فيدان خفف في الأثناء “إشتباكه وإتصالاته” مع قادة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية بوضوح مؤخرا ولاحظ المتابعون أن تركيا تركت المقاومة مؤخرا في معركة التفاوض الأخيرة مع مسئولين أمريكيين ولوحظ ايضا “غياب السند التركي” ليتبين لاحقا أن المسألة مرتبطة بحسابات آردوغان- إسرائيل في العمق السوري المتفق عليها ضمنا مع ترامب وطاقمه.
لذلك أجاب الوزير هاكان في إجتماع برلماني مؤخرا على سؤال بخصوص”إستراتيجية الوساطة التركية غير المحايدة” بصيغة فهم منها من حضروا ألإجتماع من البرلمانيين بان مصالح تركيا في سورية تطلبت”الإبتعاد قليلا” عن تفاصيل المفاوضات التي بدأها أمريكيون مع حماس وعن ملف غزة برمته.
 ذلك يعني ضمنيا بأن تركيا وجدت في ميزان المصالح بأن التضحية بإسناد المقاومة في لحظة حرجة أقل كلفة من المجازفة بالترتيبات التي باتت ضرورية جدا مع الإسرائيليين في الداخل السوري وهو ما ألمح له الوزير فيدان ويفسر “الغياب التركي” عن مجمل المشهد في غزة مع أنه وصل لمستوى”الغيبوبة”  بالرغم من التطورات الحادة مؤخرا خصوصا عمليات القتل والإبادة وتصاعد العدوان والعملية العسكرية المتوسعة الجديدة.