محمَّــد عبد الشافي القُوصِي: الفقْه السياسي عند الشيخ “القرضاوي”

محمَّد عبد الشافي القُوصِي
يُعدُّ العلاَّمة الشيخ (يوسف القرضاوي) من حسنات القرن العشرين، ومن مفاخر الأزهر الشريف؛ إذْ تجاوزتْ مؤلفاته (150 كتاباً) لا غِنَى عنها، سيّما للدعاة والباحثين وطلاَّب العِلْم. فلا يوجد شأن من أمور الدِّين والدنيا؛ إلاَّ وتناوله الشيخُ وأدلى فيهِ بدلوه؛ محاطاً بميزان الوسطية الإسلامية، ومشفوعاً بالشواهد الساطعة والبراهين الناصعة.
هذا؛ وقد قد احتلَّ مجال (الفقْه السياسي) مكاناً كبيراً في حياة الشيخ القرضاوي ومنهجه الدعوي، كما شغل مساحةً واسعة من كتاباته، لاسيما في مؤلفاته التالية: الدِّين والسياسة، فقْه الجهاد، تاريخنا المفترى عليه، الحلول المستوردة وماذا جنتْ على أمتنا؟، الأقليات الدينية والحل الإسلامي، فقْه المواطنة في الإسلام، غير المسلمين في المجتمع الإسلامي، الاسلام والعلمانية وجهاً لوجه، رسالة الأزهر –بين الماضي والحاضر والمستقبل، فضلاً عن المباحث الأخرى التي عالج فيها كثيراً من قضايا الحاكمية والسياسة الشرعية.
وحُقَّ للشيخ القرضاوي أن يكون من المبرِّزين في ميدان التأليف بصفة عامة، وفي مجال الفقه السياسي بصفةٍ خاصة؛ فهو امتداد طبيعي لنوابغ العلماء وعباقرة الكُتَّاب وفرسان الدعوة، فقد صاحب الشيخ “محمد الغزالي”، وعاصر الشيخ “عبد الحليم محمود”، وتتلمذ على يد الإمام “محمود شلتوت”، وأُعجِبَ بالشيخ “محمد مصطفى المراغي” وغيرهم من أغصان شجرة الأستاذ الإمام “محمد عبده” الوارفة؛ التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتُوازن بين الثوابت والمتغيرات، ولا تنسى الماضي ولا تنعزِل عن الحاضر ولا تغفل المستقبل!
لذا؛ ينعى الشيخُ القرضاوي على ضحايا “التديُّن المغشوش”؛ ذوي الحناجر المبحوحة، وأنصار النظرة الأُحادية؛ الذين يدعون للجبابرة بموفور الصحة وطول العُمر، أولئك الذين لا يعنيهم العدالة في توزيع الثروة، وتوكيد قاعدة الشورى في الحُكم، وعدم إقرار الحرية للشعب، وعدم مساءلة اللصوص الكبار عما سرقوه وما اقترفوه، وعدم تحذير الناس من الوقوع في براثن التبعية للقوى الأجنبية، لكيْ ينشغل الناس بالجدال في مماحكات جدلية، وفرعيات فقهية، وجزئيات خلافية في العبادات والمعاملات!
عند حديثه عن العلاقات الدولية؛ يقول الشيخ القرضاوي: دِيننا يأمرنا بأنَّ الأصلَ في العلاقات هو السلْم، وألاَّ نحارب إلاَّ مَن حاربنا، لقوله تعالى: “فإنْ اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوْا إليكم السَلَمَ فما جعل اللهُ لكم عليهم سبيلاً”، حتى بعد الحرب إذا أرادوا أن يسالمونا سالمناهم، فالقرآن يقول: “وإنْ جنحوا للسلْم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم، وإنْ يريدوا أن يخدعوك فإنَّ حسبكَ الله”. والمقصود أنه حتى وإنْ أرادوا الخداع فاستجِب إلى دعوة السلْم.
وبعد أن عرض الشيخ هذه النصوص الدينية، علَّقَ قائلاً: “فكيف نقول إنَّ الإسلام محصور في ركنٍ من المسجد”؟!
ذات مرة؛ سألتُ الشيخ القرضاوي عن سبب إخفاق الحركات الإسلامية في تحقيق “الحل الإسلامي” وإقامة المجتمع الإسلامي واستئناف حياة إسلامية؟
فقال: “مِن أجل أن تنجح أيّ حركة إسلامية في تحقيق أهدافها المنشودة، فلابدَّ أن يكون هناك جيل تقوم الحركة على تكوينه تكويناً إسلامياً صحيحاً متكاملا، يكون هذا الجيل بمثابة الدعائم أوْ الركائز للمجتمع الإسلامي المنتظر. فالمجتمع المسلم لا يبنيه إلاَّ الإسلاميون. ولهذا لم يقم المجتمع الإسلامي والحُكم الإسلامي في المدينة إلاَّ بعد تكوين الجيل الإسلامي الأول في مكة، وعلى مناكب هؤلاء ومن انضمَّ إليهم من خيار الأنصار قامت الدولة المسلمة. والحُكم الإسلامي الراشد، يتأسس بأحد طريقيْن: إما أن ينتقل الإيمان إلى قلوب الحاكمين، وإمَّا أن ينتقل الحكم إلى أيدي المؤمنين. ولوْ أنَّ الإيمان يسهل انتقاله إلى قلب الحاكمين بالفعل، لاختُصِرتْ الطريق اختصاراً، وكفى الله المؤمنين القتال. ولكن يبدو أن هذا ليس أكثر من حلم لذيذ؛ فإنَّ مَن شبَّ عليه مات عليه. وهؤلاء الحكام قد شبُّوا وشاخوا على العلمانية، وتتلمذوا صغاراً وكبارا على الفكر الغربي بشقيْه، فهيهات أن يُولُّوا وجوههم شطر غيره. فلم يبقَ إلاَّ الشق الثاني، وهو أن ينتقل الحكم إلى أيدي المؤمنين، أيدي الجيل المسلم، الذي ينبغي عليه الاستمرار في حمل الدعوة والعمل الدءوب على نشرها وكسب الأنصار والجنود لها، إلى جانب الانتشار في عامة القطاعات والمجالات الشعبية والرسمية، وأن يضم هذا الجيل عدداً كافيا من المفكرين والقياديين من ذوي الكفاية وأصحاب المواهب والقدرات العالية في كافة التخصصات والمجالات.
* * *
لقد انخرط الشيخ “القرضاوي” في العمل بالشأن العام، والاهتمام بقضايا الأمة منذ مرحلة مبكّرة من عُمره، وقد أشار إلى ذلك في مذكَّراته (ابن القرية والكُتَّاب) إذْ يقول: إنني حظيتُ بالاستماع إلى الشيخ “حسن البنا” منذ كنتُ طالباً في السنة الأولى الابتدائية، وأُعجِبتُ بشخصيته، وكنتُ أترقَّبُ قدومه إلى طنطا، وقد جاء مرة لإحياء ذكرى الإسراء والمعراج، وأهم ما نبَّه إليه في هذه المناسبة التذكير بقضية “المسجد الأقصى”، وواجب الأمة نحو مقاومة المشروع الصهيوني، وقد كان هذا الرجل من القلائل الذين أدركوا خطر الصهيونية، وحذَّروا منه وأنذروا في وقت مبكر، فكان يعيش في قضية فلسطين، أو قضية فلسطين تعيش فيه. وكان ميزة هذا الرجل الكبرى هي أنه يعرف كيف يخاطب الناس وكيف يلهب شعورهم، فالذي يسمعه وهو يقول لهم: (اسمعوا يا خير أمة أخرجت للناس. اسمعوا يا جند محمد، ويا جيش الخلاص، ويا كتائب الإنقاذ، ويا رهبان الليل وفرسان النهار). الذي يسمعه وهو يقول هذا، ويسمع استجابة الجماهير العريضة له، يدرك فوراً أن هذا الرجل أُوتيَ قدرة خارقة على فهم نفسية الجماهير، وكيف يلهب مشاعر الجماهير”.
وعند حديثه عن ذكرياتهِ مع الشيخ “محمد الغزالي” يقول: “مِن أجمل المحاضرات التي استمتعتُ بها من دروس الشيخ الغزالي في السجن، والتي لازالت عالقة بذهني؛ هي التي كانت عن “الإسلام والاستبداد السياسي” وهي التي ظهرت بعد ذلك في كتابه المعروف بهذا الاسم، وأصله “محاضرات سجن الطور”.
وفي حوارٍ قديم؛ سألتُ الشيخ القرضاوي عن تفسيرهِ لحالة التخاذل والاستسلام أمام الخطر الإسرائيلي والأطماع الصهيونية على النحو الذي لم تشهده أمتنا من قبل؟
فقال: معركتنا مع إسرائيل في جوهرها معركة دينية وإنْ اتخذت أبعاداً سياسية واقتصادية وقومية، وليس من المنطق ولا من الأمانة ولا من المصلحة إخراج الإسلام من المعركة مع الصهيونية تحت دعاوى لا يسندها علم ولا برهان إلا مخاوف ومجاملات. وإنه لابدَّ من التعبئة الإيمانية للأمة إذا أردنا النصر. فأمتنا انتصرت قديما على اليهود وطهرت جزيرة العرب من شرهم لأنها كانت الأمة الأقوى إيمانا وأخلاقاً، كان اليهود أحرص الناس على حياة، وكنَّا أحرص الناس على الموت في سبيل الله. وقد أكد زعماء اليهود “دينية” قضيتهم قبل قيام إسرائيل وبعد قيامها، فمنذ البداية قال هرتزل: إن العودة إلى صهيون يجب أن تسبقها عودة إلى اليهودية. وما أحرانا أن نقول: إنَّ العودة إلى فلسطين يجب أن تسبقها عودة إلى الإسلام. وما زال زعماء إسرائيل إلى اليوم يقودون أتباعهم بوعود التوراة وأحلام التلمود … فماذا صنعنا نحن في مواجهتهم! فإذا حاربنا عدونا من أجل الهيكل حاربناه من أجل المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله. وإذا قال عدونا لجنوده أنتم شعب الله المختار. قلنا لجنودنا: أنتم خير أمة أخرجت للناس … وبهذا نكون نحن المتفوقين؛ لأننا أصحاب الدين الأقوم، ولا يفلّ الحديد إلاَّ الحديد.
* * *
وسألته –أيضاً- عن موقفه من مؤتمرات السلام العربي- الإسرائيلي، وهل سيُكتب لها النجاح؟ فقال:
السلام المعروض علينا ليس سلاماً عادلاً بالمرة, وإنْ قبِله بعض الناس, فقد قبلوه على مضض، وأنا شخصياً أرفض هذا السلام, لأنه سلام قائم على الاغتصاب والظلم والعدوان. فالصهاينة المحتلُّون لفلسطين لم يكن لهم وجود في هذه المنطقة قبل ستين سنة, ثم جاءوا بالدبابات والطائرات وأساليب البطش والدمار, فاغتصبوا أرض الآخَرين, وطردوهم منها, فالوطن ليس وطنهم, وهم قاموا بعملية استعمارية إحلالية استيطانية غير مسبوقة في العصر الحديث، فالذي عرف الاستعمار الفرنسي للجزائر يدرك أنه كان يريد استيطان الجزائر, ولكن انتهى وزال مع صمود أبناء البلاد, بينما الاحتلال الصهيوني اليهودي لفلسطين يسعى لإحلال اليهود من كل أصقاع الدنيا في أرض فلسطين, وتشريد أبناء البلاد الأصليين وطردهم وقتلهم وإبادتهم … فكيف أستطيع أن أُزيِّفَ ذاكرتي وأقول بأنَّ الرملة ويافا وحيفا وعكا وغيرها من أرض فلسطين قد أصبحت أراضي صهيونية, ولم تعد عربية إسلامية, وليس لأهلها الفلسطينيين حق فيها؟ أليس هذا ما يريده السلام المزعوم؟ إني أرفضه جملة وتفصيلاً.
* * *
من هنا نعلم: سبب اعتراض الدكتور القرضاوي على فتوى الشيخ “الألباني” بوجوب الهجرة من فلسطين!! ففي كتابه (الفتاوى الشاذة) يقول الدكتور/ القرضاوي: هناك فتوى خطيرة، بل غاية في الخطورة، أُسسِّتْ على تصوُّر غير صحيحٍ للواقع ممَّن صدرتْ عنه، وهي تخدم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين؛ بل إنها تساعد على قيام الدولة الصهيونية، وخروج العرب منها، وهي فتوى الشيخ “ناصر الألباني” المنقولة عنه مُسجَّلةً بصوته، والتي كان لها صدى واسع، ودويٌّ هائل في الأوساط العلمية والدينية والسياسية، نظراً لشهرة الشيخ، ولِما له من أتباع وتلاميذ كثيرين، يأخذون أقواله قضيةً مُسلَّمةً، كما يأخذون تصحيحاته وتضعيفاته بكل ثقة واطمئنان. ولا نزاع في أن الرجل يؤخذ منه ويُردُّ عليه، ككل البشر، فليس معصوماً. ولكنه في الفقه كثيراً ما تغلبه نزعةٌ ظاهريةٌ، حيث لا يلتفت كثيراً إلى المقاصد الكلية، بلْ يجعل تركيزه على النصوص الجزئية، ولا يراعي الفوارق الدقيقة بين الأشياء!
ونعود إلى أصل الفتوى، فقد سئل الألباني، عن أهل الضفة الغربية في فلسطين: هل يجوز أن يخرجوا من الأرض، ويهاجروا إلى بلدةٍ ثانيةٍ؟ وكان الجواب: يجب أن يخرجوا من الأرض التي لم يتمكنوا من طرد الكافر منها، إلى أرضٍ يتمكنون فيها من القيام بشعائرهم الإسلامية!
يعلِّق الشيخ “القرضاوي” قائلاً: ولا ندري علامَ اعتمد الألباني في هذه الفتوى؟! أحسبُ أنه اعتمد على حكم وجوب الهجرة من أرض الكفر أو الفسق، أو البدعة، وهو حكم مُقرَّرٌ شرعاً وفقهاً، وأساسه قوله تعالى )إنَّ الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيمَ كنتم، قالوا كنا مستضعفين في الأرض، قالوا ألم تكن أرض الله واسعةً، فتهاجروا فيها، فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً، إلاَّ المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلةً ولا يهتدون سبيلاً، فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم، وكان الله عفواً غفوراً)”النساء:97-98″. وهذه الآيات كما يتضح من أسباب نزولها، ومن سياقها، في طائفة من المؤمنين يُضطهدون من أجل عقيدتهم في الله، ولا يستطيعون إقامة شعائر دينهم، والقيام بفرائض ربهم، فالمطلوب منهم أن يُهاجروا من هذه البلدة الظالم أهلها، فراراً بدينهم، ونجاةً بأنفسهم وذراريهم! وهذا بخلاف بلدٍ يحتله كافرٌ؛ فيجب أن يُقاوَم الكافر بكل ما يُستطاع، وإنْ طال أمد المقاومة، ولا يهاجر من البلد، ويتركه للكافر المحتل. فهذا ما يتمناه: أن يخلو البلد له، وأن يحل محل أهله، وأن يُمكِّن لنفسه فيه، وإن شرَّدوا أصحاب الأرض الأصلية في كل مكان، وهذا غاية ما يتمناه عدوٌ ماكرٌ مثل إسرائيل، وما خطَّط ويخطط له هذا الاستعمار الاستيطاني الإحلالي، الذي يعمل على استيطان البلاد، وطرد أهلها منها، وهو يضربهم الضربات الموجعة، ويهاجمهم الهجمات الوحشية المروعة، ليدخل الرعب في قلوبهم، حتى يُجبرهم على ترك بلدانهم فزعاً وهلعاً! لهذا كانت قُرَّة عينه أن يترك أهلُ البلاد بلادهم باختيارهم، وبفتوى علمائهم؛ ليسرحوا فيها ويمرحوا، ويؤسِّسوا لمستقبلهم!
لقد كان التمييز بين الوضعيْن ضرورةً للفقيه والمفتي: وضع الفئة المضطهدة في بلدٍ مشركٍ من أجل عقيدتها، حيث تحاربهم الأغلبية الكافرة، فهؤلاء من شأنهم أن يهاجروا وينضموا إلى القوة المؤمنة، أو الدولة المسلمة. ووضع البلد المسلم الذي غُزِيَ في أرضه، فواجبه الدفاع عنها، وبذل المُهَج والأرواح في سبيل تحريرها، وطرد العدو منها، والصبر والمصابرة على ذلك، حتى يأتي نصر الله، وعلى جميع المسلمين من حولهم مساندتهم بالرجال والسلاح والمال والخبرات، حتى يثبتوا في أماكنهم، وينتصروا على عدوهم! فقد قال الحافظ في الفتح: “قال الخطابي وغيره: كانت الهجرة فرضاً في أول الإسلام على من أسلم؛ لقلة المسلمين بالمدينة، وحاجتهم إلى الاجتماع؛ فلما فتح الله مكة، دخل الناس في دين الله أفواجاً؛ فسقط فرضُ الهجرة إلى المدينة، وبقي فرض الجهاد والنية، على من قام به، أو نزل به عدو”. وكانت الحكمة أيضاً في وجوب الهجرة على من أسلم؛ ليسلم من أذى ذويه من الكفار؛ فإنهم كانوا يعذبون من أسلم منهم إلى أن يرجع عن دينه، وفيهم نزلت: (إنَّ الذين توفاهم الملائكةُ ظالمي أنفسهم…) وهذه الهجرة باقية الحكم في حق من أسلم في دار الكفر، وقدر على الخروج منها، وقد روى النسائي: “لا يقبل الله من مشركٍ عملاً بعدما أسلم أو يفارق المشركين”. ولأبي داود من حديث سمرة: “أنا برئٌ من كل مسلمٍ يقيم بين أظهر المشركين”. وهذا محمول على من لمْ يأمن على دينه”.
العجيب أنه لم يتوقف الشأن السياسي للشيخ القرضاوي عند حدود الفتوى، والمؤلفات، بلْ تعدَّى ذلك إلى خُطَبهِ، ومقالاته، وحتى أشعاره وقصائده كما في ديوان “لفحات ونفحات”، وديوان “المسلمون قادمون”، وقد كتب الشعر السياسي منذ نعومة أظفاره –وذلك أثناء الاحتلال الإنجليزي لمصر في النصف الأول من القرن الماضي- فاستمع إليه في رائيته الشهيرة “يا أزهر الخير” التي نظمها سنة 1951م وقال فيها:
دع المداد وسطّر بالدم القاني
فم المدافع في صدر العداة له
يا أزهر الخير قُدها اليوم عاصفة
وأسْكِت الفم واخْطُب بالفم الثاني
من الفصاحة ما يُزري بسحبان
فإنّما أنت من نور ونيران!
(كاتب، ومترجم، وباحث في مقارنة الأديان)