أولمرت: من ينادي بحرق القرى الفلسطينية يروج للإبادة الجماعية، وجرائم الحرب تحدث ليس فقط في غزة بل أيضاً في الضفة بشكل يومي، وهذه حرب سياسية بلا غاية.

زين خليل / الأناضول
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، مساء الأربعاء، أن تل أبيب لا ترتكب جرائم حرب في قطاع غزة فقط، بل أيضا في الضفة الغربية المحتلة وبوتيرة يومية.
أولمرت ندد، في مقابلة مع هيئة البث الرسمية، بتصريحات وزراء بحكومة بنيامين نتنياهو، بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي دعا سابقا إلى حرق قرية حوارة شمالي الضفة.
وقالت أومرت: “مَن يدعو إلى حرق القرى (الفلسطينية)، يطلق دعوة للإبادة الجماعية”.
وأضاف: “جرائم الحرب لا تُرتكب في غزة فقط”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الحرب، بدعم أمريكي، أكثر من 175 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.
“بل يتم ارتكاب جرائم حرب يوميا في الضفة الغربية على يد إسرائيليين، دون أن تمنعها الشرطة أو الجيش أو أنهم يغضون الطرف عنها”، وفق أولمرت الذي ترأس حكومة بين عامي 2006 و2009.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لاستشهاد 969 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألف شخص، وفق معطيات فلسطينية.
وتابع أولمرت أن “هذه حرب سياسية بلا هدف، لن تعيد أي مختطف (أسير)، وستؤدي إلى فقدان أرواح جنود”.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
أولمرت انتقد عدم إدانة الحكومة “التصريحات المتطرفة (…) بالشكل المطلوب”.
وقال: “لا أحد يصاب بالصدمة عندما يدعو رئيس مجلس السامرة (مجلس مستوطنات شمالي الضفة الغربية المحتلة) إلى الإبادة الجماعية، أو عندما يصرخ وزراء: لا تتركوا أي طفل حي في غزة'”.
وأكد أن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة، ولا يمكن تجاهل أن السياسة العسكرية التي تنتهجها في غزة “تتسبب في عدد كبير من الضحايا الأبرياء”.
وفي وقت سابق الأربعاء، قال أولمرت لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، إن آلاف الأبرياء الفلسطينيين يُقتلون، ووصف ما تفعله إسرائيل في غزة بأنه “يُقارب جريمة حرب”.
تصريحات أولمرت قوبلت بانتقادات شديدة من وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي هاجمه هو وزعيم حزب “الديمقراطيين” المعارض يائير غولان.
وقال ساعر عبر منصة إكس: “يائير غولان وإيهود أولمرت وغيرهما يشاركون بفعالية في الحملة السياسية وحرب الرواية والمعركة القانونية ضد دولة إسرائيل وجيشها”.
والثلاثاء، استنكر غولان ممارسات إسرائيل في غزة، معتبرا أن “الدولة العاقلة لا تشن حربا على المدنيين ولا تقتل الأطفال كهواية ولا تنتهج سياسة التهجير”.
وحذر، في تصريح لهيئة البث العبرية، من أن تتحول إسرائيل إلى “دولة منبوذة” إذا لم تعمل بوصفها بلدا عاقلا.
ولليوم الـ81 تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع المحاصر في مجاعة.
وتأتي تصريحات أولمرت ومن قبله غولان بينما يشن الجيش الإسرائيلي عملية برية واسعة النطاق بغزة تستمر نحو شهرين وتتضمن احتلال معظم القطاع، وتسريع وتيرة تهجير الفلسطينيين إلى خارجه، وفق إعلام عبري.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.