رفض عربي لاستهداف الدبلوماسيين الإسرائيليين في جنين ودعوات لموقف دولي موحد

إبراهيم الخازن / الأناضول
رفضت دول عربية، الأربعاء، إطلاق جيش إسرائيل النار خلال زيارة وفد من دبلوماسيين أجانب إلى مدينة جنين شمال الضفة الغربية، ودعت إلى محاسبة دولية وتوضيحات إسرائيلية.
جاء ذلك وفق مواقف رسمية رصدتها الأناضول، صدرت عن السعودية وقطر ومصر والأردن وفلسطين.
وفي وقت سابق الأربعاء، أطلق الجيش الإسرائيلي النار على وفد مكوّن من 35 دبلوماسياً عربيا وغربيا كانوا في زيارة إلى مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة، رغم أنها كانت منسَّقة معه.
وقال أحمد الديك مساعد وزير الخارجية الفلسطيني للأناضول، إن “قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفي خرق للأعراف، أطلقت الرصاص الحي عند وصول وفد دبلوماسي مكون من 35 سفيرا وقنصلا ودبلوماسيا ووصل إلى أحد مداخل المخيم”.
** السعودية: تفعيل آليات المحاسبة
وأعربت الخارجية السعودية عن “إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات تعرض وفد دبلوماسي يضم سفراء وممثلي دول عربية وأجنبية، لعملية إطلاق نار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء زيارتهم لمخيم جنين بالضفة الغربية”.
وطالبت “المجتمع الدولي وخاصةً الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بالوقف الفوري للانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين والبعثات الدبلوماسية ومنظمات الإغاثة العاملة على الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
كما طالبت بـ”تفعيل آليات المحاسبة الدولية بحق جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة، والمخالفات المتكررة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
** قطر: انتهاك للقانون الدولي
وزارة الخارجية القطرية قالت إن بلادها “تدين إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على وفد دبلوماسي دولي، خلال زيارته لمخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة، وتعده انتهاكا للقوانين والمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية”.
ودعت “المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والتصدي لانتهاكات إسرائيل وتجاوزاتها للقوانين الدولية، وإلزامها باحترام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 التي تمنح الحصانات للبعثات الدبلوماسية”.
** مصر: مطالبات بتوضيحات
وقالت وزارة الخارجية المصرية، إن بلادها “تدين بأشد العبارات الواقعة التي جرت الأربعاء خلال زيارة عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية من دول مختلفة لمدينة جنين، ومنهم السفير المصري في رام الله (إيهاب سليمان)”.
وأوضحت أن “الزيارة، التي تم تنظيمها من قبل وزارة الخارجية الفلسطينية، شهدت قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق طلقات نارية خلال تواجد الوفد في المكان”.
وأكدت الخارجية أن “مصر ترفض بشكل مطلق تلك الواقعة التي تُعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية”، وطالبت “الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات الحادثة”.
** الأردن: جريمة ضد الدبلوماسية
وذكرت وزارة الخارجية الأردنية، أن المملكة “تدين بأشد العبارات، إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه وفد دبلوماسي يضم أكثر من 25 سفيرًا عربيًا وأوروبيًا، بينهم السفير الأردني في رام الله عصام البدور، إلى جانب عدد من الصحفيين العرب والأجانب”.
وأشارت إلى أن “الاستهداف جرى أثناء قيام الوفد بجولة ميدانية في محافظة جنين في الضفة الغربية المحتلة؛ للاطلاع على الأوضاع الإنسانية فيها”.
واعتبرت ذلك “انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تخالف جميع الأعراف الدبلوماسية”.
وأكدت “رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لهذا الاستهداف، الذي يعد انتهاكا للاتفاقيات والأعراف الدبلوماسية، خصوصًا اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961 التي تحدد الإجراءات والضوابط الخاصة بالعمل الدبلوماسي وتمنح الحصانات للبعثات الدبلوماسية”.
ودعت الخارجية الأردنية، المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وقف عدوانها على غزة بشكل فوري، وتصعيدها الخطير في الضفة الغربية المحتلة”.
** فلسطين: انفلات وحشي
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” عن نائب رئيس فلسطين حسين الشيخ قوله: “ندين بشدة إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق النار على المبعوثين الدبلوماسيين العرب والأجانب”.
وطالب الشيخ المجتمع الدولي “بلجم هذا الانفلات الوحشي لقوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية”.
** تبريرات ومواقف
ومحاولا تبرير هذا الانتهاك، قال الجيش الإسرائيلي، عبر إكس: “عند تنسيق دخول وفد دبلوماسي إلى جنين تم منح أعضائه مسارا معتمدا يجب اتباعه لوجودهم في منطقة قتال نشطة، ولم تقع أضرار أو إصابات”.
ووفق إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن “الجيش سيعتذر للدول التي كان ممثلوها حاضرين في الجولة، بما في ذلك إسبانيا وكندا”.
وعقب الحادثة، استدعت 3 دول أوروبية، هي البرتغال وفرنسا وإيطاليا، سفراء إسرائيل لديها، احتجاجا على إطلاق النار تجاه الوفد الدبلوماسي في جنين.
وأكدت الدول الثلاث رفضها القاطع للحادثة، وأعلنت عزمها اتخاذ “الإجراءات الدبلوماسية المناسبة” ردا على ما جرى.
وتعد إسرائيل طرفا في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، والتي تنص على ضمان أمن الدبلوماسيين الأجانب جميعا.
ومنذ 21 يناير/ كانون الثاني 2025، يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانا عسكريا شمالي الضفة، استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، ثم وسّعه إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر نفسه.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 969 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد عن 17 ألف شخص، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.