سفارة فلسطين في تونس تحتفل بالذكرى السابعة والسبعين للنكبة: عباس زكي: معاناة الفلسطينيين بدأت قبل أكثر من سبعة عقود، وصمود الشعب الفلسطيني أحدث خرقاً في جدار الصمت الدولي.

سفارة فلسطين في تونس تحتفل بالذكرى السابعة والسبعين للنكبة: عباس زكي: معاناة الفلسطينيين بدأت قبل أكثر من سبعة عقود، وصمود الشعب الفلسطيني أحدث خرقاً في جدار الصمت الدولي.

تونس ـ اسيا العتروس:
في قاعة” شهداء حمام الشط” التي تشهد على اختلاط  دماء التونسيين و الفلسطينيين احتضنت سفارة دولة فلسطين بتونس فعاليات الذكرى الـ77 للنكبة، بحضور واسع من طلبة وأساتذة و جامعيين و اعلاميين و ديبلوماسيين ، الى جانب ضيوف فلسطين و بينهم عباس زكي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واحمد ابو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية .واستهل سفير دولة فلسطين فاروق القدومي نجل المناضل الراحل فاروق القدومي اللقاء باستعراض المشهد الفلسطيني الراهن وتمادي كيان الاحتلال في جرائمه من غزة الى الضفة والقدس الفلسطينية في ظل المتغيرات الحالية.
وتخلل اللقاء عرض شريط عن جرائم الابادة الموثقة  التي ارتكبها الاحتلال في غزة من قتل جماعي و تدمير وحرق للاخضرواليابس الى جانب شهادات عن جرائم الاحتلال في حق  الاف الاسرى  و المفقودين في سجون و معتقلات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر , كما أقامت السفارة عرضا للصور توثق مجازر الاحتلال في غزة .
و قال السفير رامي القدومي “إن استمرار الصمت الدولي على حرب الإبادة الجماعية وسياسات التصفية العرقية والعنصرية التي تشنها إسرائيل ضد شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع هو تفويض لها لفرض الفيتو الدائم على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، كما أنه تفويض لها للاستمرار في عدوانها هذا ومواصلة سياسات التهجير بأنواعه المختلفة والتمييز العنصري والتصفية العرقية “
و قال القدومي أنه قد آن الأوان لكي نقول للأمم المتحدة وكافة منظماتها إنه حان وقت تجاوز البيانات والادانات والانتقال لفرض عقوبات رادعة على الحكومة الإسرائيلية لإجبارها على الانصياع للشرعية الدولية والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
و اعتبر السفير الفلسطيني أن أرض الآباء والأجداد، ما زالت تنزف بفعل الاستيطان، الحصار، والعدوان، لكن شعبها، برغم كل هذا الظلم، صامد كشجر الزيتون، راسخ في أرضه، مؤمن بعدالة قضيته. ..
-استهداف الاونروا
من جانبه، فقد عرض أحمد أبو هولي للأزمة التي وضعت فيها الأونروا من جوانبها الإنسانية والسياسية والقانونية، وقال إن إسرائيل تستهدف منشآت الأونروا لأنها الشاهد القانوني على عملية التهجير، وأن سلطات الاحتلال دمرت 90% من مقرات المنظمة، التي تغيث 6 ملايين لاجئ في فلسطين ولبنان والأردن وسوريا، وتشغّل 30 ألف موظف فلسطيني، وتغيث مليونًا وستمائة ألف لاجئ في فلسطين، وتؤمن دراسة 775 ألف طالب، من بينهم 30 ألف طالب في قطاع غزة.
وبيّن أبو هولي أن “300 موظف تابع للأونروا قتلوا، كما جُرح الآلاف خلال العدوان الصهيوني الأخير، ومنعت السلطات الإسرائيلية عمل المنظمة في القدس وأغلقت مدارسها هناك من أجل إلحاق الطلاب بوزارة المعارف الإسرائيلية، في محاولة لطمس الهوية الفلسطينية وتجهيل شعبنا”.
وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، على ضرورة استمرار عمل الأونروا، الذي قال إنه غير قابل للاستبدال، وفقًا لتفويضها الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار 302، باعتبارها الرئة التي تمنح مخيمات الاجئين الاوكسيجين الذي يحتاجونه و تعزز دعامة العمل الإنساني في قطاع غزة، وشريان الحياة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين والدول المضيفة كالأردن وسوريا ولبنان، لما تمثله من تجسيد حي للمسؤولية الدولية تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين، إلى حين إيجاد حل سياسي لقضيتهم وفقًا لما ورد في القرار 194.
-وحدة الصف الفلسطينية اولوية الاولويات
بدوره استعرض عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، في كلمته المراحل المختلفة لتاريخ القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور وما قبله، وصولًا إلى عام النكبة وما نتج عنها من مذابح وتدمير وتهجير و ابادة لا يزال يتعرض لها الشعب الفلسطيني و التي قال إنها ارتكبت بتعاليم مؤسس دولة الاحتلال بن غوريون للعصابات الصهيونية، حيث كان يخاطبهم أن عليهم أن ينتصروا بالرعب، أي ارتكبوا المجازر وأدخلوا الرعب في قلوب العرب لكي يهربوا ونسيطر على أراضيهم وممتلكاتهم”.
و قال عباس زكي ان النكبة مستمرة منذ 77 عامًا إلى يومنا هذا، وإنها لم تكن لفلسطين وحدها، إنما كانت للأمتين العربية والإسلامية والمسيحية، ولا يزال شعبنا يعاني من آثارها.
وشدد على أنه، وعلى الرغم مما يعانيه شعبنا من حصار وتجويع وعدوان، إلا أنه ثابت وصامد ومتمسك بحقوقه المشروعة بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وأن الاحتلال زائل لا محالة.
و قال  أن الصمود الفلسطيني قد أحدث ثغرة في جدار الصمت الدولي، وأن مكاسب كبرى قد حققها هذا الصمود لدى الرأي العام الدولي، الذي قال إنه بدأ ينعكس على دوائر صنع القرار في الدول الأوروبية، التي بدأت خطوات جادة وفعالة لإدانة إسرائيل والتحرك للاعتراف بالدولة الفلسطينية، داعيًا في هذا الإطار الدول العربية إلى تكثيف دعمها للشعب الفلسطيني ومساندة الجهد الفلسطيني السياسي والدبلوماسي للضغط على الولايات المتحدة لإرغام إسرائيل على الانصياع لاستحقاق عملية السلام.
و دعا عباس الى أهمية رص الصفوف الفلسطينية وتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء كل أشكال الفرقة، التي لا يستفيد منها إلا العدو الصهيوني موضحا أن معاناة الشعب الفلسطيني و مسلسل التنكيل به كان سابق للسابع من اكتوبر بسبعة عقود و سبع سنوات .. عباس اعتبر أن الشعب الفلسطيني لم يلقي بعد بالحجارة التي كانت بطاقة العبور الى كل العالم الذي احترم و دعم نظاله ضد الاحتلال و قال لقد أصدرت الأمم المتحدة أكثر من ثلاثين قرارا تؤكد وتدعو لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، ولكن إسرائيل مدعومة بالفيتو الأمريكي رفضت جميع هذه القرارات، بل تحاول أن تصنع نكبة جديدة للشعب الفلسطيني من خلال العمل على تهجير وإبعاد شعبنا عن أرضه ووطنه، إلا أن القيمة الحقيقية لشعبنا الفلسطيني وبخاصة اللاجئين تتجلى في صموده وتمسكه بحقه ، معتبرا أن الزعيم الراحل عرفات لم يجانب الصواب عندما وصف هذا الشعب بشعب الجبارين  لصبره و قدرته على التحمل وهو ماض في النضال حتى تحقيق أهدافه الوطنية وتحقيق حلمه بالعودة إلى أرضه طال الزمن أم قصر.و شدد على أنه في ظل ما يشهده العالم من تحولات في مختلف عواصم العالم التي باتت تجاهر برفض رواية الاحتلال الزائفة و دعم و نصرة القضية الفلسطينية فانه آن الأوان لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني بعد تلك السنوات العجاف التي لم تنته عند حدود النكبة بل ظلت إسرائيل مستمرة في مخططات التهجير ونهب الأرض ومصادرتها وتهويد القدس، فتآكلت أرضنا أمام غول الاستيطان. فعمق القضية الفلسطينية ينبع من بعدها العربي، مما يحتم على الأشقاء العرب حكومات وأحزاب أن يعيدوا الاعتبار لقضية العرب الأولى و قال انه على الرغم من الإجماع العالمي بالاعتراف بدولة فلسطين عضوا مراقبا في الأمم المتحدة، إلا أن العالم اجمع بات أمام اختبار حقيقي من اجل إنصاف شعبنا وإزالة الظلم التاريخي عنه، وإجبار إسرائيل على الإيفاء بالتزاماتها ومعاقبتها على جرائمها المتواصلة بحق شعبنا، والتأكيد على أنه لا مجال لاستقرار المنطقة إلا بتمكين شعبنا من ممارسة حقوقه وفي مقدمتها حق العودة تنفيذاً للقرار (194) وحق تقرير المصير وحق إقامة دولته وعاصمتها القدس.عباس كان صريحا في قراءته للمشهد الفلسطيني و دعا دون مجاملة الى استعادة الوحدة الوطنية  والإسراع بإنهاء الانقسام الفلسطيني الضمانة الحقيقية لإنجاز المشروع الوطني الفلسطيني، وفي الوقت نفسه ملاحقة مجرمي الحرب قادة الاحتلال على ما اقترفوه من جرائم ضد الشعب الفلسطيني، وعلى كل المستويات من محكمة لاهاي وحتى المحاكم الوطنية في دول أوروبا والدول الأخرى.