“إجراءات” متوقعة لـ”ضبط الهتافات والتظاهرات” في الشارع الأردني: العلاقة مع الإسلاميين وملتقيات “إسناد المقاومة”توترت بعد إنتقادات مجلسي الأعيان والنواب و”التبرؤ” من الخطابات الخادة “قد لا يفيد”

عمان- رأي اليوم- خاص
بات في حكم المرجح ان العلاقة مع تنظيم قوى الشارع الاردني لمسيرات وتظاهرات يمكن وصفها رسميا بانها خارجة عن الخط وتتجاوز بعض الحدود من جهة وبين الحكومة والسلطات والتيارات الاسلامية من جهة أخرى تدشين لمرحلة او معادلة جديدة بعدما دخلت المؤسسات وخصوصا التشريعية على خط التحذير من ما يسمى بالهتافات السيئة والتي تتجاوز الخطوط الحمراء وظهرت عدة مرات لكن أخرها كان الأكثر قسوة وغلاظة و قرع أجراس الأنذار يوم الجمعة الماضي برأي السلطات الرسمية.
وصفت الهتافات المقصودة بانها مسيئة للغاية من جهة مجلس الأعيان والنواب.
وتحدث بيان لرئاسة مجلس النواب عن إجراءات لابد من إتخاذها فيما كان رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز قد إعتبر أن الإساءات التي ترد في الهتافات لا يمكن التساهل أو التسامح معها.
مؤشرات دخول النواب والأعيان على خط الإنتقاد الحاد لبعض هتافات المظاهرات أربكت عمليا قيادات الملتقى الشعبي لدعم المقاومة و قيادات التيار الإسلامي ليس فقط لان هذه الهتافات تتجاوز فعلا برأي بعض الأراء الخطوط الحمراء.
ولكن لأن قيادات إسلامية وأخرى بالملتقيات إجتهدت في التبرؤ من تلك الهتافات علما بان الموقف الرسمي والحكومي هو ذلك الذي يعتبر بموجب القانون وبموجب سير الأمور الإجرائية ان من ينظم المظاهرات ويشرف عليها تتطلب مسؤوليته بقائها في التفاعل ضمن المعطيات القانونية .
بالتالي تحاجج السلطات الحكومية بان الأحزاب السياسية والتنظيمات التي تتولى الدعوة لتنظيم مظاهرات واجبها الأخلاقي والقانوني يقتضي السيطرة على الهتافات بصيغة تجعل الهتافات ضمن مظاهر التعبير السلمي بدلا من تحولها إلى هتافات تحريضية وفتنوية تمس بالسلم الإجتماعي.
يعني دخول الأعيان والنواب و الإنتقادات الحادة ان معادلة قد تخص العملية التظاهرية قد تتغير قريبا بمعنى ان الحكومة وفقا لمصدر وزاري متابع تضمن حق التعبير السلمي عن المشاعر والمواقف لا بل تشارك الشعب الاردني ومكوناته بموقفه من المجزرة و العدوان الاسرائيلي لكنها من واجبها الامني و البيروقراطي ان تضع خطوطا حمراء وتسيطر على تلك الهتافات السيئة التي دفعت وزاره الداخلية لإعتقال أحد الهتافين واحالته الى المحكمة .
المرجح سياسيا ان أزمة ما بدأت صامتة وان التيار الإسلامي في التوضيح والإستدراك والشرح وأحيانا الإعتذار.
لكن الأزمة تتحرك خصوصا مع الوضع الحساس إقليميا ووجود سيناريوهات متعددة من المستوى الإقليمي قد تذهب بإتجاه التصعيد فيما يقول الرسميون الأردنيون بان الحاجة ملحة لكي تتأكد كل الأطراف في لعبة الشارع بان الدولة الأردنية صلبة ومتماسكة ولن تسمح تحت ضغط الشعبويات بان يصبح الاردن جزء من الصراع المرتبط بما يفعله الاسرائيليون في المنطقة والإقليم.